الرأي

اجعل تفوقك عادة يومية

بنادر

الزهور تتباهى بعطورها، والطبيعة تبتهج بالاحتفال بعيد النيروز، وهكذا نحن أبناء حواء وآدم، في رغبتنا الدائمة في التميز، وفي توقنا الكلي للاختلاف الربيعي المتوهج بالتنوع والتعدد، بعلاقتنا الطبيعية بالآخرين والتفرد معهم في نفس الوقت بما نملك من حب يتحول إلى أفعال مثمرة، تساهم في تربية الروح المحاصرة بالحروب والويلات والمصاعب.
جميل أن نتفوق وتكون أصواتنا وأنفاسنا وأذواقنا تتنافس مع ما يشبهنا، من أجل العمل الدائم والدائب في تشكيل ما يشبه التناغم في موسيقى هذا الكون العظيم، والذي لا يتوقف عن نشر الإضاءة في جميع الأماكن والأزمنة.
جميل أن نتفوق؛ والأجمل أن نواصل هذا التفوق طوال حياتنا، لأن التفوق إذا تحول إلى سلوك يومي، وعادة من العادات الجميلة وطريقة حياة ومعيشة، سوف يعطينا إمكانية هائلة لتحقيق كل ما نحلم بالحصول عليه، سواء كان مادياً أو معنوياً أو على مستوى العائلة والمجتمع، وعلى المستوى المحلي أو على مستوى الوطن العربي والعالم.
في تصوري أن التفوق ليس فقط من أجل إرضاء الوالدين والأهل؛ إنما في الأساس من أجل إرضاء الذات، وبالتالي فالنفس الراضية هي النفس القادرة على العطاء بلا حدود، والتطور الدائم في مجال العمل المعيشي أو العمل الاجتماعي أو العمل الروحي.
نحن في التفوق لا نتنافس مع الآخرين للوصول إلى القمة وحدنا، إنما تفوقنا يعني أن نحفز الآخرين على مواصلة الصعود إلى القمة، والتي تعني أننا جميعاً نملك نفس المواهب ونملك نفس القدرات، ونملك نفس التوق لأن نكون محبين ومحبوبين في نفس الوقت، ولكن البعض تعرف على آلية التفوق واكتشفها وعمل على توظيفها في صالحه وفي صالح المجتمع، والبعض الآخر لم يحالفه الحظ في اكتشاف قدراته الجسدية والذهنية والروحية، لذلك من حقه علينا كأبناء كوكب واحد أن نساعده على هذا الاكتشاف، وهذا لا يمكن أن يكون إلا إذا واصلنا التفوق الذي يعني تحويل الرغبات إلى سلوك يومي وتحويل السلوك إلى عادة.
هذا ما نلاحظه دائماً منذ طفولتنا، فالذي يطلع الأول في الصف، منذ الابتدائي، سيواصل دائماً في الحصول على المركز الأول في الصفوف التالية، ودائماً ما أتوقف شخصياً أمام الشيخ راشد بن مكتوم في تجربته الحياتية، والذي يعمل دائماً في أن تكون إمارة دبي في المركز الأول، ليس على مستوى الخليج أو الوطن العربي، إنما على مستوى العالم. لذلك تحولت إمارة دبي إلى منطقة تعج بالسياح من كل عواصم ومدن وقرى العالم، وقد التقيت شخصياً بعشرات الأشخاص وفي العديد من البلدان بأشخاص لا يعرفون من الخليج غير دبي، التي تحولت بفضل قائدها محمد بن راشد الى إحدى مدن الحلم في العالم.
الذي يملك عادة النجاح من المشكوك فيه أن يتخلى عنها، لذلك اجعل تفوقك عادة يومية تتعامل معها تنفسك الهواء، أو شرب الماء، ولا تتخلى عنها أبداً.