الرأي

نُصدق أم نُكذب..!

أبيض وأسود

إن كان خبر الطلب من وكيل السيستاني في البحرين «النجاتي» بمغادرة البحرين والذي تسرب أمس، ونشرته قنوات الانقلابيين ونشر في مواقع التواصل الاجتماعي صحيحاً؛ فإن هذا ربما يكون من الأخبار الطيبة التي تسعد أهل البحرين، وتجعلنا نقول إن الدولة أخذت زمام الإعلان عن سيادتها.
الخبر يقول إن طلب المغادرة خلال 48 ساعة، ونشر كما أسلفت أمس، غير أن السؤال هنا؛ إذا كان ليس لدى النجاتي جنسية، فكيف كان يقيم بالبلد؟ وعلى أي أساس كانت إقامته؟ وهل لديه فيزا للدخول للبلد؟ وهل لديه إقامة وكفيل؟
السؤال الآخر؛ هل تسامحت الدولة كثيراً في السماح له بالإقامة بالبلد من بعد أن سحبت جنسيته وتركته يقيم من دون مسوغ قانوني؟
لا أعرف لماذا لا أستطيع التصفيق بحرارة لمثل هذه الأخبار، فكثيراً ما صفقنا، وفي اليوم التالي ندبنا حظنا، نتقدم خطوة ونرجع خطوتين، نسحب الجنسيات ونعيدها.. وهكذا، فلا نعرف هل مثل هذه الأخبار صحيحة 100% أم أنها أيضاً بالونات اختبار؟ لا أعلم..!
أيضاً هناك أسئلة لا نعرف إجابتها؛ هل بقي أحد ممن سحبت جنسياتهم مقيماً بالبلاد دون مسوغ قانوني؟
متى ما طبقت الدولة القانون، سوف توصد الدولة أبواباً كثيرة مفتوحة علينا الآن، متى ما كانت للدولة سيادة وهيبة سيتقزم الذين تضخموا بانفراط عقد القانون، هذا هو الأكيد.
حالة النجاتي جعلت الكثير ممن خرجت ألسنتهم حتى وصلت إلى سرهم يصمتون، من بعد أن كانوا «يلهطون» ويشتمون ويحرضون، بعضهم بلع لسانه خوفاً من أن يكون مصيره كمصير النجاتي، هذا في إجراء وحيد فقط طبقت فيه الدولة القانون فانخفضت رؤوس وخرست ألسنة.
أين خطابات وتحريضات خليل مرزوق من بعد أن استدعته النيابة، هو الآخر انخفض صوته وصار يخشى ركوب المنابر، فقط في إجراء بسيط وربما ضعيف، أصبح اليوم يستخدم موجات خطاب منخفضة.
وهذا ما ننادي به، طبقوا القانون فقط، من يتجاوز القانون، اتخذوا ضده إجراء قانونياً (سيلف السبع لفات) أما أن تتركوا الذي يضرب الدولة كل يوم، وكل ساعة يسافر ويعود بجوازات خاصة دون أن يتم تفتيشه، رغم أنه مستقيل من منصبه، فهذا لا تفعله حتى الصومال..!
رغم أننا سمعنا عن إجراء في الجوازات الخاصة مؤخراً، إلا أننا لا نعرف هل تم تطبيقه أم أنه مثل أمور كثيرة مؤجل، أو القرار موقوف..!
في المحصلة هناك خلل ما في تطبيق القانون، وهذا هو ما يشبه المنفذ للإرهابيين والمحرضين، والذين يعرفون أن بعض القوانين لا تطبق، وربما خاصة ما صدق عليه المجلس الوطني من توصيات مواجهة الإرهاب.
هناك اليوم أشباه للنجاتي ويجب أن تسحب جنسياتهم، فمن يحرض على القتل، على استباحة المحرمات، ومن يضرب الوحدة الوطنية بتحريضه يجب أن تسحب جنسيته ويغادر هذا الوطن، حتى يعرف بعد ذلك قيمة البحرين، وما منحه حكام البحرين من حريات لم يحترمها، هناك من يسمون أنفسهم «بسياسيين» وما هم إلا أصوات طائفية متطرفة، لا تعرب عن شعب البحرين، وإنما فئة داخل طائفة، هؤلاء أيضاً يجب أن تسحب جنسياتهم بعد أن ينظر موضوعهم القضاء.
ولو تم ذلك لبلع الكثير من محركي الإرهاب والإرهابيين ألسنتهم ولكفت أياديهم عما يفعلون، لكننا لا نطبق القانون، لكن ما فعل بالنجاتي ربما بارقة صغيرة من الأمل، أن ترتفع هامة الدولة وتعلن عن سيادتها القوية.