الرأي

التدخلات الأمريكية.. الوقاحة السياسية

نقطة نظام



أشار أحد الكتاب في صحيفة نيويورك تايمز تعليقاً على فضيحة «ووتر غيت» الأمريكية في البحرين إلى أن الأحداث التي وقعت في البحرين كانت من فعل مجموعات ممولة ومنظمة من قبل برامج دعم الديمقراطية، ومن كان يتابع نشاط تلك الجمعيات المعارضة كان على يقين أن هؤلاء كانوا مدعومين وبقوة من جهات خارجية، ولكن لم يكن هناك آنذاك دليل ملموس على ذلك.
كان النشطاء والحقوقيون والمعنيون إبان الأزمة، يتحدثون عن وجود تدخلات خارجية، إيرانية وأمريكية في أحداث البحرين، وكان الرد يأتيهم دائماً أين دليلكم على ذلك.
إلى أن جاء رئيس لجنة تقصي الحقائق، محمود شريف بسيوني، الذي قال في تقريره إنه «لم يكن هناك دليل على التدخل الإيراني في أحداث البحرين»، ولم يشر إلى وجود أي تدخل خارجي..
كنا نتحدث في السابق عن وجود علاقات قوية بين بعض الشخصيات المعارضة ووسائل إعلام ومنظمات دولية، وكنا نتساءل عن سبب قوة هذه العلاقة في غفلة من الزمن داخل الوطن، إلى أن تكشفت الحقائق، وبان للعيان أن هذه العلاقات ما هي إلا نسج أمريكي بتواطؤ إيراني مع شخصيات في الداخل.
في ذات الوقت، وأمام هذا التآمر الذي كانت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة طرفاً رئيساً فيه، حسب وثائق ويكيليكس كما نشرنا في مقالات سابقة، تقول في مذكراتها «البحرين لم تبلغنا باستدعاء قوات درع الجزيرة».. نعم بكل سخافة تقول هذه المقولة وهي تعلم جيداً أن البحرين في تلك الأثناء علمت حجم التآمر الذي تتعرض له، وكشفت خيوط العار التي تربط أمريكا بإيران بكل وضوح.
هذا هو المشهد البحريني، والأسى يغمرك أكثر عندما ترى الموقف الأمريكي من العراق، لتتذكر ما كان يحاك في وطنك وتسقطه تماماً هناك، فالثوار الذين يريدون التخلص من الحكم الطائفي أسقطوا جميعاً في سلة «المتشددين»!.. و»داعش» أصبحت هي الفزاعة التي يلعب بها الأمريكان والإيرانيون من أجل ضرب السنة في العراق وإنقاذ حكم المالكي، فالعالم كله يعلم أن هناك ثواراً وهم خليط كبير من المسلحين من مختلف الفصائل، إلا أن المالكي وأوباما لا يرون إلا «داعش»!.
هذه هي سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، هدم الاستقرار ودعم الفوضى، والموضوع أكبر من حجم وزارة الداخلية لتحقق فيه، الموضوع بحاجة إلى قرارات سياسية كبرى في المنطقة، بحاجة إلى ترتيب وتنسيق دولي سريع، ولو كانت أي دولة أخرى مكان البحرين لما كان رد الفعل بهذا الخجل.
إن أقل ما توصف به التحركات الأمريكية في البحرين والمنطقة، أنها أشبه بمن يمارس الدعارة على الطريقة السياسية.. بلا خجل، ولا حياء، ولا شرف.. وكان الله في عون العرب من أوباما.