الرأي

شيفرة «جودزيلا» و«الرجال ×» «2»

نبضات

من واشنطن إلى موسكو إلى الصين إلى واشنطن..
كان ذلك المسار الجغرافي لفيلم «الرجال إكس: أيام من المستقبل الماضي –X-men: days of future past».. في تركيب زمني متداخل متأرجح بين الحاضر مستقبل الأمس، وبين أمس الماضي.
يقدم الفيلم في مساره الجغرافي السابق خط سير واضح للسياسة العالمية وصراع القوى، في رسالة ضمنية إلى العالم.. وخصوصاً الشرق.. فالعالم يبدأ من واشنطن وينتهي إليها.!! وتشير اللعبة الميتافيزيقية في الفيلم إلى «قهقهات الضباع» الأمريكية، تقدم من خلالها رسالة ضمنية مفادها «هنالك وقت دائماً لتصحيح الأخطاء».
لسان حال أمريكا في «الرجال إكس» يقول: «لم يحن أوان فوات الأوان بعد»..
مازالت الفرص سانحة أمام الولايات المتحدة الأمريكية لتعديل المشاهد السياسية في كل حين، عبر عدد من الأدوات؛ المخالب، السرعة اللامتناهية في سباق لاهث على القوة والعلم والمال والنفوذ وكل شيء، قراءة الأفكار تلك التي تسهم فيها البحوث والدراسات العلمية في علم الاجتماع وما شابهه لواقع المجتمعات الأخرى، ومواقع التواصل الاجتماعي بما تعكسه من وعي وعقل جمعي، ناهيك عن النظام الاستخباراتي الإلكتروني؛ من يملك تلك المواقع والشركات؟.. من يملك المعلومة؟.. من يملك حق استخدام المعلومات؟. القدرة على السيطرة على عقول الناس عبر وسائل الإعلام ومنها السينما، عبر التكنولوجيا الحديثة وما تبثه من سموم ثقافية لا يلقي الكثيرون لخطورتها بالاً.. وأدوات لا تعد ولا تحصى.
تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية من خلال هذا الفيلم أن هنالك وقتاً دائماً لنزع أحدهم قوته وتطويق رقبته، ما دام هنالك عمل علمي دؤوب واستشراف رصين للمستقبل مبني على أسس متينة وقواعد صلبة. يقابله ضعف القوى الشرقية «البشرية» الأقرب للحياة البهيمية في سعيها البليد نحو العلم والفهم، باستخدام أدوات القوة الأمريكية وسلاحها، ما يجعل من السعي للمواجهة العلمية والسياسية عقيماً نظراً للبون الشاسع بين التجربتين.. هذا ما يفعله الدكتور العبقري في الفيلم، عندما يحاول محاربة المتحولين «ذوي الطفرات الجينية – الرجال إكس»بصناعة آليين يشبهونهم، وأداته الوحيدة عينة من الحمض النووي لهؤلاء. هو لم يبتكر حلاً جذرياً ولم يأتِ بجديد.. مازال هذا الدكتور مثالاً على عالم يعمل في ضوء المعطيات الأمريكية للسلاح والطاقة والعلم.. وكذلك السياسة.!!
أمريكا أرادت أن تقدم رسالة استمتاعها بفيلم الرعب الذي تشاهده بالساحة السياسية والدبلوماسية الشرقية، وأنها ستلقن تلك الساحة وأبطالها درساً قاسياً فور انتهاء تلك العروض الدرامية الشيقة.
- انفجار النبض..
ربما لم يعد الانتقال عبر الزمن خيالاً علمياً وحسب.. إن الاستثمار العلمي الدؤوب لفيزياء آينشتاين ومعادلته العبقرية سيقودان فعلياً لذلك الانتقال الميتافيزيقي الرهيب.!!