الرأي

عندما تتكسر أحلام البؤساء على تراب أرض اليمن والبحرين

عندما تتكسر أحلام البؤساء على تراب أرض اليمن والبحرين

اليوم سيكون الحديث عن صنعاء المنكوبة وما فعل بها الحوثي الإيراني والمنامة العصية الأبية وستظل عصية ما دامت الدولة قوية ماسكة الزناد في وجه من يحاول اقتحام المنامة، اليوم سنقول بعض الكلام للتذكير والذكرى، فلا ندري ما ستأتي به الأيام؟ اليوم يصرح علي سلمان بأنه فرس والدولة فرس آخر متوازيان، وهو قول يحمل بين طياته أمراً خطيراً، فعندما يصف علي سلمان نفسه بأنه فرس رهان، فهذا يعني أن قوته أصبحت موازية في الدولة، وبالفعل قد اعترف بذلك في خطبة الجمعة بتاريخ 10 يناير 2014، فقال «البحرين بحاجة إلى حوار حقيقي جاد والمغالبة فكرة غير قابلة للتطبيق وما انتهت إليه التقارير الدولية أن بالبحرين حكومة ومعارضة يشكلان فرسي رهان لديهما من عناصر القوة المختلفة ولكن غير قادرين على توجيه الضربة القاضية لإنهاء الصراع»، وما دام ذكرنا الحوثي هنا فلابد أن نقارن بما جاء في اعتراف فارس السقاف مستشار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لشؤون الدراسات والبحوث الذي قال «إن الحوثيين باتوا سلطة موازية لسلطة الدولة، وقد تمددت وتوسعت بعد أن انطلقوا من محافظة صعدة وصاروا على تخوم صنعاء»، إذاً الحركتان متشابهتان من حيث التأسيس والتسييس الذي كان سلاحه التغلغل حتى السيطرة، وها هي «الوفاق» تعترف بأن لديها من عناصر القوة المختلفة التي توازي الدولة كما هم الحوثيون، الذين بدؤوا مرحلة تنفيذ مخطط الإطاحة بصنعاء، وها هم الحوثيون يقومون بتحركات عسكرية وعملية تخزين للسلاح في منازل الحوثيين داخل صنعاء، أي أنه عندما شبه علي سلمان نفسه بأنه فرس رهان مقابل الحكومة، فهو يرى نفسه في البحرين كما يرى الحوثي نفسه في اليمن، وهو لا ينكر بل قال إنه «يوازي الدولة بما لديه من عناصر القوة المختلفة»، وهذه القوة بالطبع لن تكون مولوتوفات وإطارات، بل مخازن مكدسة بأنواع القوة المختلفة، كما لديه العناصر الجاهزة لاستخدام هذه القوة، فلذلك هو يرى نفسه والدولة فرسي رهان.
الزحف الحوثي تمدد واتسعت رقعته وتحركت خلاياه النائمة بعد الانتفاضة ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث منحت الجماعات المسلحة الحوثية في اليمن، خصوصاً الدينية منها، نفوذاً كبيراً بعد أن كانت خامدة خلال سنوات حكم صالح.
والحوثيون و«الوفاق» هم من أحزاب الولي الفقيه في إيران، فبالطبع كل شيء بينهما متشابه، فعلى سبيل المثال هناك في اليمن يرفع أتباعهم في المناسبات أعلام جماعة الحوثي و«حزب الله» اللبناني ودولة فلسطين، كما يرفعون شعار «هيهات من الذلة»، كما يفعل «الوفاقيون» في البحرين.
ومازلنا في مرحلة التشابه بين الحوثيين و«الوفاق»، فقد دعا مفتي عصابات «الحوثي» الإيرانية ميلشياته «المرتضى المحطوري» إلى إعلان الجهاد ضد الدولة اليمنية واستهداف الجيش والشرطة، وزعم أن الجهاد بات فرض عين على كل قادر لمواجهة هؤلاء القتلة، وهنا نقارن هذه الفتوى بفتوى عيسى قاسم «اسحقوهم» وهي فتوى بقتل رجل الأمن في البحرين، وها هو علي سلمان الآخر يؤكد أن العملية ضد الدولة هي عملية جهادية أي أنه يطابق فتوى «المحطوري» فيقول في نفس الخطبة التي قال فيها «إن الحكومة والمعارضة يشكلان فرسي رهان»، يقول أيضاً «شعب لديه إيمان على العطاء والاستمرار والشهادة على ذلك الاستمرار طوال الثلاثة أعوام»، أي أن الحوثيين والوفاقيين أعلن كلاهما «الجهاد من أجل إسقاط النظام»، «الوفاق» في البحرين، و»الحوثي» في اليمن، أي أن كليهما تعديا مرحلة السرية إلى إعلان الهدف دون تردد، وذلك بعد أن أصبحت القوة لديهم موازية للدولة، ولذلك نرى الإصرار الوفاقي هنا في البحرين على اقتحام المؤسسة الأمنية والعسكرية، كي يتمكن مثل ما تمكن «الحوثي» في صنعاء بعد أن تغلغلت ميلشياته في المؤسسة الأمنية والعسكرية، حتى صار أتباعه في مراكز متقدمة في السلطة بعد تنحي علي عبدالله صالح ففتحت لهم أبواب اليمن جميعاً، وها هو الناطق باسم الحوثيين «عبدالسلام» يقول: «نحن مواطنون يمنيون من حقنا أن نتحرك أينما نشاء وليس لأحد الحق في أن يمنعنا عن التحرك، فهل عندما نتحرك في بلدنا نحتاج إلى معرفة أي إطار أو مبرر نتحرك فيه»، إنه نفس المنطق والإصرار الذي تتحرك به «الوفاق» في مدن ومناطق البحرين وفي العاصمة المنامة بالذات، فلقد قال علي سلمان مرة عن المنامة «إنها مدينتنا ومدينة آبائنا وأجدادنا ومن حقنا أن نتظاهر فيها»، وها نحن نرى اسم المنامة يتكرر في وثائقهم وفعالياتهم ومواقعهم، ومنها «وثيقة المنامة» إلى «حوار المنامة» الخاص بـ«الوفاق»، ومن مواقعهم الإلكترونية صوت المنامة، حتى نفذوا الزحف إلى المنامة في 14 فبراير كزحف مسلح لا يختلف عن زحف الحوثيين إلى صنعاء، ونسأل الله هنا أن يحفظ اليمن ويحفظ البحرين ويجعلهما الدولتين اللتين تتكسر على تراب أرضهما أحلام البؤساء الذين لن تكون لهم دولة على أرض العرب.