الكبار حينما ينطقون بالحكمة
بنادر
السبت 29 / 03 / 2014
لا يمكن أن ينطق بالحكمة إلا الرجل العارف، الرجل الذي لمس جوهر الأشياء وعرف خصائصها، وغرف من بلاغتها الصامتة، وما تحمله من أبعاد، قادرة على اختراق الزمان والمكان، لتكون رشفة في شفة الطالبين لها، حيث إن «الحكمة ضالة المؤمن»، ونحن نقرأ دائماً عن الحكماء في كل العالم، الذين حولوا كلماتهم إلى أفعال، ساهمت في رقي المجتمعات التي ينتمون إليها، والبلدان التي هاجرت إليها نصوصهم.
في صفحة الشريفة سوسن صبّاح على «الفيسبوك»، قرأت هذا المقال الجميل، والذي سبق أن قمت بقراءته منذ فترة بعيدة، مما أرجعني للوقوف مرة أخرى أمام الحكمة التي ينطق بها أصحابها الكبار في التاريخ القديم أو الحديث.
تقول الشريفة سوسن في صفحتها: دهـش ديجول من سرعة بديهة الملك فيصل فقال «يا جلالة الملك يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك...».
أجاب الملك فيصل: «فخامة الرئيس، أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك وأنت بلا شك تقرأ الكتاب المقدس،
أما قرأت أن اليهود جاءوا من مصر غـزاة فاتحيـن حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال، فكيف تقول إن فلسطين بلدهم؟ وهي للكنعانيين العرب، واليهود مستعمرون وأنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققته إسرائيل منذ أربعة آلاف سنة فلماذا لا تعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط؟
أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود، ولا نصلحها لمصلحة روما؟ ونحن العرب أمضينا مائتي سنة في جنوب فرنسا
في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها». قال ديجول: «ولكنهم يقولون إن أباهم ولد فيها!».
أجاب الملك الفيصل: «غريب! عندك الآن مائة وخمسون سفارة في باريس وأكثر السفراء يلد لهم أطفال في باريس فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بحق الولادة في باريس! فمسكينة باريس! لا أدري لمن ســـتكون!». سكت ديجول، وضرب الجرس مستدعياً «بومبيدو»، وكان جالساً مع الأمير سلطان ورشاد فرعون في الخارج، وقال ديجول: «الآن فهمت القضية الفلسطينية، أوقفوا السـلاح المصدر لإسرائيل».
وكانت إسرائيل يومها تحارب بأسلحة فرنسية وليست أمريكية.
يقول الدواليبي: «واستقبلنا الملك فيصل في الظهران عند رجوعه من هذه المقابلة، وفي صباح اليوم التالي ونحن في الظهران استدعى الملك فيصل رئيس شركة التابلاين الأمريكية وكنت حاضراً «الكلام للدواليبي»، وقال له: «إن أي نقطة بترول تذهب إلى إسرائيل ستجعلني أقطع البترول عنكم»، ولما علم بعد ذلك أن أمريكا أرسلت مساعدة لإسرائيل قطع عنها البترول وقامت المظاهرات في أمريكا ووقف الناس مصطفين أمام محطات الوقود
وهتف المتظاهرون: «نريد البترول ولا نريد إسرائيل».
وهكذا استطاع هذا الرجل «الملك فيصل يرحمه الله» بنتيجة حديثه مع ديجول، وبموقفه البطولي في قطع النفط أن يقلب الموازين كلها.
هل لنا ونحن أبناء الرجل العظيم أن نتعلم شيئاً من بلاغته وشيئاً من حكمته، لكي نعطي الحياة المعنى الذي تستحقه منا. هل نعمل على صياغة أحلامنا المعاصرة بشكل يتماشي مع حركة التاريخ وحركة المجتمعات الطامحة إلى التقدم والازدهار. الملك الراحل فيصل فعلها، وعلينا نحن أبناء الرجل أن نفعلها، وبذلك سنكون الرجال.
في صفحة الشريفة سوسن صبّاح على «الفيسبوك»، قرأت هذا المقال الجميل، والذي سبق أن قمت بقراءته منذ فترة بعيدة، مما أرجعني للوقوف مرة أخرى أمام الحكمة التي ينطق بها أصحابها الكبار في التاريخ القديم أو الحديث.
تقول الشريفة سوسن في صفحتها: دهـش ديجول من سرعة بديهة الملك فيصل فقال «يا جلالة الملك يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك...».
أجاب الملك فيصل: «فخامة الرئيس، أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك وأنت بلا شك تقرأ الكتاب المقدس،
أما قرأت أن اليهود جاءوا من مصر غـزاة فاتحيـن حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال، فكيف تقول إن فلسطين بلدهم؟ وهي للكنعانيين العرب، واليهود مستعمرون وأنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققته إسرائيل منذ أربعة آلاف سنة فلماذا لا تعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط؟
أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود، ولا نصلحها لمصلحة روما؟ ونحن العرب أمضينا مائتي سنة في جنوب فرنسا
في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها». قال ديجول: «ولكنهم يقولون إن أباهم ولد فيها!».
أجاب الملك الفيصل: «غريب! عندك الآن مائة وخمسون سفارة في باريس وأكثر السفراء يلد لهم أطفال في باريس فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بحق الولادة في باريس! فمسكينة باريس! لا أدري لمن ســـتكون!». سكت ديجول، وضرب الجرس مستدعياً «بومبيدو»، وكان جالساً مع الأمير سلطان ورشاد فرعون في الخارج، وقال ديجول: «الآن فهمت القضية الفلسطينية، أوقفوا السـلاح المصدر لإسرائيل».
وكانت إسرائيل يومها تحارب بأسلحة فرنسية وليست أمريكية.
يقول الدواليبي: «واستقبلنا الملك فيصل في الظهران عند رجوعه من هذه المقابلة، وفي صباح اليوم التالي ونحن في الظهران استدعى الملك فيصل رئيس شركة التابلاين الأمريكية وكنت حاضراً «الكلام للدواليبي»، وقال له: «إن أي نقطة بترول تذهب إلى إسرائيل ستجعلني أقطع البترول عنكم»، ولما علم بعد ذلك أن أمريكا أرسلت مساعدة لإسرائيل قطع عنها البترول وقامت المظاهرات في أمريكا ووقف الناس مصطفين أمام محطات الوقود
وهتف المتظاهرون: «نريد البترول ولا نريد إسرائيل».
وهكذا استطاع هذا الرجل «الملك فيصل يرحمه الله» بنتيجة حديثه مع ديجول، وبموقفه البطولي في قطع النفط أن يقلب الموازين كلها.
هل لنا ونحن أبناء الرجل العظيم أن نتعلم شيئاً من بلاغته وشيئاً من حكمته، لكي نعطي الحياة المعنى الذي تستحقه منا. هل نعمل على صياغة أحلامنا المعاصرة بشكل يتماشي مع حركة التاريخ وحركة المجتمعات الطامحة إلى التقدم والازدهار. الملك الراحل فيصل فعلها، وعلينا نحن أبناء الرجل أن نفعلها، وبذلك سنكون الرجال.