الرأي

خالد الشيخ يلحن «عناقيد الضياء»

بنادر

قبل عدة أيام أنهى الموسيقار البريطاني (مات دانكلي) وضع اللمسات الأخيرة على مقطوعة الهجرة النبوية، التي تأتي ضمن المقاطع الموسيقية لـ «عناقيد الضياء»، أضخم عمل فني مسرحي في التاريخ عن الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد عملت اللجنة المشرفة على عرض «عناقيد الضياء» على وضع اللمسات الأخيرة على العمل مع كافة الجهات والفنانين المشاركين استعداداً للعرض الافتتاحي المقرر يوم 26 مارس الجاري على مسرح جزيرة المجاز في إمارة الشارقة، لتدشين احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، وتستمر العروض حتى تاريخ 5 أبريل القادم.
ويعد مات دنكلي أحد أشهر الموسيقيين وملحني الأفلام الرائدين في المملكة المتحدة والعالم، وقد عمل على موسيقى أكثر من 90 فيلماً بما فيها «باتمان»، و«وول ستريت»، و«ايرون مان»، و«إليزابيث.. العصر الذهبي»، كما قام دنكلي بقيادة العديد من حفلات الأوركسترا الرائدة والفرق الموسيقية في جميع أنحاء العالم بما في ذلك فرقة أوركسترا لندن، وفرقة استدين هوليود سيمفوني، ولندن سيمفونيتا، أوركسترا رويال سيمفوني، وغيرها الكثير من الفرق العالمية، وعمل مع فنانين عالميين بما فيهم خوسيه كاريراس، لوسيانو بافاروتي، وفرقة ديفو.
وفي هذه المناسبة قال الموسيقار مات دانكي خلال التسجيلات الموسيقية مع الأوركسترا الألمانية في برلين: «لقد عملت في أكثر من 90 عملاً فنياً، حصل العديد منها على جوائز عالمية مثل الأوسكار وجوائز أيمي، إلا أن هذا العمل (عناقيد الضياء) كان لي فيه شعور مختلف، كانت، كل قطعة موسيقية تتحدث عن حقبة تاريخية مهمة في تاريخ البشرية، إنه عمل فني مسرحي ليس موجه لمحبي الأعمال الفنية فحسب، بل إلى المثقفين، والعلماء، والمؤرخين، وكافة الناس حول العالم، لأنه تحفة تاريخية معاصرة تربط الماضي بالحاضر».
ومن الجدير بالذكر أن هذا العمل الفذ قد قام بكتابة كلماته الشاعر السعودي الدكتور عبدالرحمن العشماوي ولحنه الفنان العربي الكبير خالد الشيخ عبر مشاركة أكثر من 70 عازفاً من الأوركسترا الألمانية العالمية، كما يشارك في هذا العمل الملحمي، كل من الفنان الإماراتي حسين الجسمي، والفنان التونسي لطفي بشناق، والفنان المصري علي الحجار، والفنان الفلسطيني الشاب محمد عساف.
وتعتبر ملحمة «عناقيد الضياء»، أضخم عمل فني مسرحي في التاريخ عن بدايات الإسلام منذ ولادة الرسول حتى وفاته، ويسعى إلى تقديم صورة حقيقية عن الإسلام، بقيمه الإنسانية، ورسالته السامية في التشجيع على السلام والمحبة، في إنتاج عمل فني رفيع المستوى، يخدم البشرية ويوضح حقيقة الإسلام السمحة، ويعزز قيمه الإنسانية المتمثلة بالعدل والمحبة والسلام، وفي نفس الوقت عمل يسجله التاريخ، ويبقى أثره ماثلاً أمام العالم أجمع وللأجيال القادمة.
خالد الشيخ الفنان البحريني الكبير الذي قام بتنفيذ العديد من الأعمال الغنائية الملحمية التي عرضت في تلفزيونات الخليج العربي، عبر المقدمات الدرامية التلفزيونية مثل مسلسل «سعدون» و«نيران» و«عيال بوجاسم» و«ملفى الأياويد» و«تلف الروح».. وغيرها من الأعمال المسرحية الهامة التي ساهمت في إعلاء طبيعة الأعمال المسرحية والدرامية، إلى درجة أنها أسست لأعمال غاية في المغايرة والاختلاف والتميز، وما الاستعانة به من أجل تلحين هذا العمل التاريخي الفذ إلا دلالة واضحة إلى المكانة الكبيرة اللحنية والفنية الكبيرة التي يتمتع بها هذا الفنان الكبير والذي يثبت يوماً بعد يوم أنه الفنان الوحيد القادر على منح المتلقي في الخليج والعالم أكثر مما يتصوره العقل.
أشد على يد الصديق الفنان خالد الشيخ بحرارة المحبين، وأقول له بكل إخلاص؛ إن الفنان الحقيقي مثلك قادر على ترك بصماته الخاصة في كل مكان يعمل ويبدع فيه.