الرأي

طموحات أربعين عاماً

صفارة

قبل أربعين سنة و بالتحديد في التاسع من يوليو من عام 1974 كنت قد أجريت حواراً صحافياً مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عندما كان ولياً للعهد، وقائداً لقوة دفاع البحرين نشر في مجلة صدى الأسبوع التي كنت أدير شؤونها الرياضية آنذاك ولا أدري إن كنت أنا أول من أجرى هذا الحوار الرياضي مع جلالته أم أن أحداً من زملائي في ذلك الوقت قد سبقني لذلك.
وهنا لابد من أن أقدم الشكر الجزيل للزميل العزيز سالم رشدان ـ من الله عليه بالصحة و العافية - لتزويدي بنسخة من هذا الحوار للاحتفاظ بها للذكرى.
كان جلالة الملك حفظه الله يركز في ذلك الحوار على تأسيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ويكشف عن طموحاته الرياضية، وتطلعاته لمستقبل الرياضة البحرينية من خلال هذا المجلس الذي كان قد اعتمد للتو من قبل مجلس الوزراء والمجلس الوطني وأسندت رئاسته لجلالته.
الخطوط العريضة التي ركز عليها جلالته آنذاك انحصرت في خلق جيل من الشباب الصالح والارتقاء بالرياضة البحرينية إلى مصاف الدول المتقدمة.
لا يختلف اثنان على أن الرياضة البحرينية قطعت أشواطاً من التطور خلال الأربعين سنة الماضية سواء على نطاق البنية التحتية أوالتنظيمات الإدارية والكوادرالبشرية غير أن هذا التطور لم يرقَ إلى الطموحات التي كان ينشدها جلالته بدليل أن جلالته ما يزال يحرص في كل مناسبة رياضية على التذكير والتوجيه بأهمية التركيز على العملية التطويرية والدفع باتجاه النهج العلمي الذي يواكب متطلبات الحياة العصرية.
مناسبة استذكار ذلك الحوار التاريخي هي الجلسة الأخيرة للمجلس الأعلى للشباب والر ياضة برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الذي ما يزال يحمل لواء والده جلالة الملك المفدى وينادي بالمزيد من التطوير للرياضة البحرينية عبر قنوات هذا المجلس الذي يشهد اليوم نشاطاً ملحوظاً يقوده معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الأمين العام للمجلس مع جهازه التنفيذي الذي توسع ليصبح جهازاً متكاملاً قادراً على تفعيل استراتيجيات وخطط التطوير المنشودة.
السياسات العامة التي اعتمدها المجلس الأعلى للشباب والرياضة في جلسته الأخيرة تؤكد الجدية التي ينتهجها سمو الشيخ ناصر في قيادته الرياضية والتي يسعى من خلالها لملامسة طموحات القيادة الرشيدة ولعل أبرز هذه السياسات ما يتعلق بأهمية استثمار شراكة القطاع الخاص من أجل تحريك المياه الراكدة في عدد من الملفات الرياضية الهامة كملف البطل الأولمبي، وملف الاحتراف وزيادة المنشآت النموذجية وغيرها من الملفات التي من شأنها أن ترقى بالرياضة البحرينية إلى مستوى الطموحات.
نتمنى أن تجد تلك السياسات طريقها إلى التفعيل على أرض الواقع وأن نرى رياضتنا في مصاف الدول المتقدمة إقليمياً وقارياً و دولياً.