الرأي

استجابة الرجل الكريم لثلاث قضايا تهم الناس

أبيض وأسود

لم تكن المرة الأولى، ولا أحسبها الأخيرة؛ فهذا التجاوب مع ما يطرح في الصحافة إنما هو يسعد الصدور، ويشعرنا أن الصوت يصل إلى القلوب قبل الآذان، وأن صدور قادة البلد تتسع النقد الذي ينشد الإصلاح الحقيقي ويصب في مصلحة الناس جميعاً.
لا أستطيع تجاوز هذا الموقف من قبل الحكومة الموقرة ومن قبل شخص صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان -حفظه الله ورعاه- حين يستجيب بسرعة إلى كل ما يهم الناس، ويسعى إلى التحقق من صحة ما ينشر أولاً، ومن ثم يستدعي كل الأطراف المعنية ويوجههم لإنجاز ما يحدده سموه في وقت محدد.
خلال الأسبوع المنقضي نشرت هنا ثلاث مشكلات تهـــم الناس، وأحمد الله أن التجاوب قد حدث مع ما نشر، فقد نشرت أولاً مشكلة «مافيا الخدم»، وكان قد تحدث عن هذه المشكلة السادة النواب أمام وزير العمل في المجلس «ولا أبخس السادة النواب دورهم الإيجابي في هذه القضية»، فقد اعترف وزير العمل بوجود مافيات تقوم على تهريب الخدم تشترك مع سفارات دول أجنبية بالبحرين.
فمن بعد ما طرح النواب موضوعهم، ومن بعد ما طرحت هنا الموضوع، استجاب رئيس الحكومة حفظه الله الأمير خليفة بن سلمان وشكل لجنة مهمتها وضع تصورات وحلول لهروب الخدم، ولارتفاع أسعار جلب الخدم، وما يجري في بعض مكاتب الخدم، وهذا تجاوب كريم من رجل كريم، دائماً ما يسمع إلى نبض الشارع ويتجاوب معه وصولاً إلى حلول عملية.
التجاوب الكريم الثاني خرج في بيان جلسة مجلس الوزراء أمس الأول؛ فقد طرحت موضوعاً خطيراً يعاني منه أهل البحرين ويكاد يصبح ظاهرة، وهو تجاوز الإشارة الحمراء، ونحمد الله أن مجلس الوزراء الموقر استجاب لما طرحناه، فقد وجه سمو رئيس الوزراء وزير الداخلية إلى التشدد مع سائقي السيارات الذين يمارسون التجاوزات المرورية السلبية بعدم الالتزام بقواعد وأنظمة المرور، وبخاصة تجاوز الإشارة الحمراء أو الصعود على الأرصفة أثناء طوابير الانتظار عند الإشارات الضوئية.
والحمد لله كان هذا أحد الأمور التي طرحناها وتم التجاوب معها بفضل الله ومن ثم بفضل متابعة ورصد سمو رئيس الوزراء لما ينشر من قضايا.
الموضوع الثالث الذي حصل معه تجاوب كريم من سمو الرئيس، وجاء في بيان جلسة مجلس الوزراء أمس الأول، ما أشرت إليه هنا من بعد الحادث المؤلم الذي راحت ضحيته زهرة من زهور البحرين، ابنتنا نورة السويدي رحمها الله، عند بوابة مدرستها، فقد ناشدت الجهات المختصة في الداخلية والتربية لوضع حلول حتى لا تتكرر هذه الحوادث.
والحمد لله فقد تجاوب سمو الرئيس مع ما طرحناه حين وجه سموه إلى تشديد الاحتياطات وإجراءات السلامة المرورية قرب المدارس، وبخاصة أثناء دخول وخروج الطلبة، لمنع تكرار الحوادث المؤسفة، وكلف سموه وزارتي الداخلية والتربية والتعليم بذلك.
أن تقوم الصحافة بتسليط الضوء على القضايا المجتمعية التي يحتاج إليها الناس هو أمر ضروري، والحمد لله هذا يحدث من قبل الصحافة الوطنية والكتاب الوطنيين، والحمد والشكر لله سبحانه على أننا نملك قادة للبلد يستجيبون مع القضايا التي تهم المواطنين، وإنني لأعجز عن شكر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان -حفظه الله- على تفضله بالاستجابة لقضايا طرحت هنا وطرحها زملاء آخرون، أو طرحها الإخوة النواب، فله المحبة والشكر والتقدير على تلمس هذه الأمور، فهذه إحدى صور الديمقراطية الحقيقة حين يسمع ويستجاب للناس من خلال منابرهم، خاصة إذا كان الهدف منفعة لأهل البحرين جميعاً، والهدف أيضاً هو إصلاح أخطاء تحصل في كل بلد.