شيء من العدل
بنادر
الجمعة 07 / 03 / 2014
العدالة ليست كلمات..
العدالة ليست نظريات..
العدالة ليست في الصحف والإذاعات وشاشات التلفزيون..
العدالة كالشمس تختفي في الليل لتسطع مرة أخرى تتنفس من داخلها وترسل الأنوار لكل من يسكن الكوكب الأرضي، لا تفرق بين منطقة وأخرى، أو دين وآخر، أو قومية دون أخرى. توزع الأنوار بالتساوي على البشر والشجر والحجر. وتحرك الذبذبات لتصل إلى أبعد ما تكون المسافات، حتى للمناطق التي لا يصل الضوء إليها.
العدالة فعل في الواقع اليومي لحياة الناس يمارسه الإنسان، بصورة فطرية، مثل التنفس وهضم الطعام والسير على قدمين، لا من أجل أن يقال إن فلان بن فلان، إنسان عادل ونزيه ومحترم، إنما من أجل ذاته، من أجل رضاه عن نفسه. ومن أجل أن يكون جديراً باسم الإنسان، أسمى المخلوقات التي خلقها الله على هذه الأرض، وربما في كواكب أخرى، لا نعرفها حتى الآن.
العدالة فعل لا يتوقف عن التأثير في كل لحظة من حياتك، فأن تكون عادلاً مع نفسك والآخرين، هو أنك تستطيع أن تعترف بالخطأ الذي ارتكبت، وبالإساءة وما تريد تطبيقه على الآخرين، طبقه على نفسك أولاً، وعلى أبنائك الذين هم امتداد لك، وعلى أهلك وأصحابك قبل أن تطبقه على الآخرين.
الإنسان العادل هو الإنسان الحكيم في أقواله وأفعاله وسلوكه اليومي، لا يخشى في الحق لومة لائم أو غضب أحد لو كان أقرب الأقربين إليه. ربما قرأ أكثرنا أو بعضنا، أن عمرو بن العاص أقام حد الخمر على عبدالرحمن بن عمر بن الخطاب، يوم كان عامله على مصر. ومن المألوف أن يقام الحد في الساحة العامة للمدينة، لتتحقق من ذلك العبرة للجمهور، غير أن عمرو بن العاص أقام الحد على ابن الخليفة في البيت، فلما بلغ الخبر عمر كتب إلى عمرو بن العاص: «من عبدالله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص: عجبت لك يا ابن العاص ولجرأتك عليّ، وخلاف عهدي. أما إني قد خالفت فيك أصحاب بدر عمن هو خير منك، واخترتك لجدالك عني وإنفاذ مهدي، فأراك تلوثت بما قد تلوثت، فما أراني إلا عازلك فمسيء عزلك، تضرب عبدالرحمن في بيتك، وقد عرفت أن هذا يخالفني؟ إنما عبدالرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين. ولكن قلت هو ولد أمير المؤمنين وقد عرفت ألا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به في عباءة على قتب حتى يعرف سوء ما صنع. وقد تم إحضاره إلى المدينة وضربه الحد جهراً» «روى ذلك ابن سعد، وأشار إليه ابن الزبير، وأخرجه عبدالرزاق بسند صحيح عن ابن عمر مطولاً».
إذا كان خليفة المسلمين عمر بن الخطاب لم يرضَ أن تكون محاكمة ابنه بعيدة عن أعين الناس، لكونه ابن الخليفة، فما أحرانا نحن أبناء الإسلام أن نقوم بدورنا كاملاً في ممارسة فعل العدالة في حياتنا اليومية قبل أن نطالب الآخرين بها. ما أحرانا أن نكون النموذج الحقيقي للإنسان في داخلنا، إن طبقنا العدالة في ممارستنا اليومية بيننا وبين أنفسنا أولاً وبيننا وبين الآخرين، لن نحتاج أن نطلب من الآخرين أن يكونوا عادلين. لأنه حينما يصلح الفرد تصلح الجماعة.
العدالة ليست نظريات..
العدالة ليست في الصحف والإذاعات وشاشات التلفزيون..
العدالة كالشمس تختفي في الليل لتسطع مرة أخرى تتنفس من داخلها وترسل الأنوار لكل من يسكن الكوكب الأرضي، لا تفرق بين منطقة وأخرى، أو دين وآخر، أو قومية دون أخرى. توزع الأنوار بالتساوي على البشر والشجر والحجر. وتحرك الذبذبات لتصل إلى أبعد ما تكون المسافات، حتى للمناطق التي لا يصل الضوء إليها.
العدالة فعل في الواقع اليومي لحياة الناس يمارسه الإنسان، بصورة فطرية، مثل التنفس وهضم الطعام والسير على قدمين، لا من أجل أن يقال إن فلان بن فلان، إنسان عادل ونزيه ومحترم، إنما من أجل ذاته، من أجل رضاه عن نفسه. ومن أجل أن يكون جديراً باسم الإنسان، أسمى المخلوقات التي خلقها الله على هذه الأرض، وربما في كواكب أخرى، لا نعرفها حتى الآن.
العدالة فعل لا يتوقف عن التأثير في كل لحظة من حياتك، فأن تكون عادلاً مع نفسك والآخرين، هو أنك تستطيع أن تعترف بالخطأ الذي ارتكبت، وبالإساءة وما تريد تطبيقه على الآخرين، طبقه على نفسك أولاً، وعلى أبنائك الذين هم امتداد لك، وعلى أهلك وأصحابك قبل أن تطبقه على الآخرين.
الإنسان العادل هو الإنسان الحكيم في أقواله وأفعاله وسلوكه اليومي، لا يخشى في الحق لومة لائم أو غضب أحد لو كان أقرب الأقربين إليه. ربما قرأ أكثرنا أو بعضنا، أن عمرو بن العاص أقام حد الخمر على عبدالرحمن بن عمر بن الخطاب، يوم كان عامله على مصر. ومن المألوف أن يقام الحد في الساحة العامة للمدينة، لتتحقق من ذلك العبرة للجمهور، غير أن عمرو بن العاص أقام الحد على ابن الخليفة في البيت، فلما بلغ الخبر عمر كتب إلى عمرو بن العاص: «من عبدالله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص: عجبت لك يا ابن العاص ولجرأتك عليّ، وخلاف عهدي. أما إني قد خالفت فيك أصحاب بدر عمن هو خير منك، واخترتك لجدالك عني وإنفاذ مهدي، فأراك تلوثت بما قد تلوثت، فما أراني إلا عازلك فمسيء عزلك، تضرب عبدالرحمن في بيتك، وقد عرفت أن هذا يخالفني؟ إنما عبدالرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين. ولكن قلت هو ولد أمير المؤمنين وقد عرفت ألا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به في عباءة على قتب حتى يعرف سوء ما صنع. وقد تم إحضاره إلى المدينة وضربه الحد جهراً» «روى ذلك ابن سعد، وأشار إليه ابن الزبير، وأخرجه عبدالرزاق بسند صحيح عن ابن عمر مطولاً».
إذا كان خليفة المسلمين عمر بن الخطاب لم يرضَ أن تكون محاكمة ابنه بعيدة عن أعين الناس، لكونه ابن الخليفة، فما أحرانا نحن أبناء الإسلام أن نقوم بدورنا كاملاً في ممارسة فعل العدالة في حياتنا اليومية قبل أن نطالب الآخرين بها. ما أحرانا أن نكون النموذج الحقيقي للإنسان في داخلنا، إن طبقنا العدالة في ممارستنا اليومية بيننا وبين أنفسنا أولاً وبيننا وبين الآخرين، لن نحتاج أن نطلب من الآخرين أن يكونوا عادلين. لأنه حينما يصلح الفرد تصلح الجماعة.