الرأي

«خائب البطة».. ولاية الفقيه بدون أقنعة

نقطة نظام

في الوقت الذي «يستأسد» فيه الرئيس العراقي نوري المالكي على أعراض ودماء العراقيين، ويجرجر نائب رئيس الجمهورية إلى المشنقة ويدفعه إلى الهجرة، وازدياد حوادث الاغتيالات في عهده بشكل ملحوظ جداً، وبلوغ أحكام الإعدام إلى 132 حكماً في 2013 فقط «بحسب منظمة العفو»، وتنفيذه لعمليات التهجير الممنهجة والطائفية، كل هذا البطش والقوة في هذا الجانب، إلا أنه يظهر في غاية الضعف والانهزام أمام رئيس منظمة حزب الله العراق «واثق البطاط».
البطاط هو زعيم ميليشيات المختار التي أعلنت مسؤوليتها عن ضرب مخافر الخفجي في السعودية، وكانت له تهديدات مباشرة للكويت بضرب ميناء مبارك. لنا أن نتخيل أن عملاً مثل ضرب الخفجي بصواريخ «غراد» -كما زعم- وبأبعاده الدبلوماسية والسياسية، كيف يمكن أن تتصرف حكومة المالكي تجاهه؟ نعم صدرت بحقه مذكرة توقيف، إلا أنه قال للمالكي بكل صراحة ووضوح: «بلها واشرب مايها».
شخصية البطاط هي مثل باقي الشخصيات العميلة لإيران، سواء في العراق أو لبنان أو البحرين أو اليمن أو سوريا، ولكن هذه الشخصية فيها شيء مختلف عن البقية، وهي أنها بدون أقنعة، ولا دبلوماسية.
يقول البطاط في لقاءاته: «لو أن إيران والعراق دخلتا في حرب سأقف مع إيران..»، ويقول: «السعودية بلد كافر ويجب القضاء عليه..»، ويقول أيضاً: «أقسم بدم الحسين سأقتحم كل دول الخليج الكافرة..»، فوق كل هذا يقول بكل جرأة ودون تردد: «من يقف ضدي فهو يقف ضد الله»، ويؤكد: «أنا أتبع المرشد علي خامنئي مباشرة».
نعم هي هكذا على المكشوف، دون دبلوماسية، ودون قناع المطالبة بالحقوق كما هو لدينا في البحرين، ودون قناع «المقاومة» كما هو في لبنان، يعلنها بكل صراحة، قيام دولة ولاية الفقيه وقتل أيما معارض، كما أعلنت الجمهورية صراحة في البحرين في يوم من الأيام.
في ذات الوقت، لا يعني الحديث عن هذه الشخصية التهويل من قدرتها، بل على العكس، ينبغي فهم مدى السخرية الذي وصل إليه عملاء إيران في المنطقة وأن اختيارهم وإعطاءهم هذه المسؤوليات في العمالة لا يأتي إلا بعد التأكد من خلو الجمجمة من أي عضو مفكر حتى لو كان شيئاً آخر غير العقل.
استعراض البطاط كحالة في العمالة الإيرانية، يستفاد منه الكثير من الأمور، يستفاد منه أنه يجب أن تعرف حقيقة عملاء إيران من دون رتوش، ومن دون زينة ولا مكياج، هكذا هم مثل «خائب البطة» الذي يعيث في العراق يمينها وشمالها فساداً بأمر من المرشد، بأمر عقائدي، ويحارب «الوهابيين، النواصب، التكفيريين، أعداء أهل البيت» باسم الحسين، زوراً وبهتاناً وتعدياً على التاريخ ودماء المسلمين، في عمى تام لا يستفاق منه وتسليم نهائي بالعمالة إلى المشروع الانتقامي التوسعي.
عملاء إيران كلهم يكملون بعضهم بعضاً، من البحرين إلى العراق إلى الشام إلى اليمن، تختلف الكلمات ويختلف الأسلوب وتختلف المطالب ويختلف الطرح، إلا أن القلب واحد والهدف واحد والمرشد واحد.