الرأي

من يستغفل من؟

كلمة أخيرة

بعد تصريحات «الأشغال» و«الكهرباء» و«البلديات» ولجنة الكوارث بأننا مستعدون وجاهزون، ثم بعد معايشة واقع شوارعنا ومنازلنا بعد المطر، تتأكد حقيقتان لا ثالثة لهما إما أن المسؤولين في الوزارات مستغفلون الوزراء، أو أن الوزراء يستغفلوننا!
مسألتان مهمتان؛ الأولى هي كيف تواجه الدولة الأمطار الموسمية، فهذه قصة، والقصة الثانية كيف يخاطب وزراؤنا الرأي العام، الواضح أن تصريحات المسؤولين حول هذه القصة ترتكز على قول أي كلام، فلا أحد يحاسب ولا أحد يراجع، وهي سياسة عامة تشمل التعامل مع الرأي العام المحلي وما حكاية الإمطار إلا نموذج.
أولاً؛ لا نمانع كمجتمع متحضر أن يقف الوزراء أمام الناس ويقروا بكل صراحة بأن على الناس أن يتوقعوا حدوث مستنقعات كبيرة تغوص فيها السيارات بعد نزول المطر، ويستعدوا لذلك، على الناس أن يتوقعوا ظهور حفر في شوارع جديدة، على الناس أن يتوقعوا انهيار أسقف أو ماساً كهربائياً لأن واقع شوارعنا كذا وكذا، وإسفلتنا كذا، وشبكة صرف المياه كذا، ومقاولينا كذا ووو.
نحن شعب لا نمانع أن نرى واقعنا بكل قصوره، لا نريد أن يتجمل لنا أحد، نريد أن يحترم من يخاطبنا عقولنا، وسنحترمه أكثر، تلك سياسة إعلامية لابد أن تلتزم بها جميع الوزارات وجميع الوزراء ومن يتحدث باسم الوزارة.
عادي جداً.. ليقف كل وزير قبل موسم الأمطار ويشرح للناس واقع الطرق من ناحية وجود شبكة صرف مياه من عدمه، من حيث تخطيط درجة الانسيابية، ويشرح للناس أسباب تجمع المياه، وأن حل هذه المسألة خارج نطاق صلاحيته وقدراته بكل صراحة، وأن المشكلة ليست في الوزير بل المشكلة ستظل موجودة حتى لو غيروا الوزير، لأن بناء شبكة صرف مياه أمطار يحتاج إلى ميزانية وقدرها كذا، وإلى عمل على مدى كذا، وهذه مسؤولية جماعية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، أو أن يصرح بأي أسباب أخرى إن وجدت قد تحول بيننا وبين أن نكون دولة محترمة بنيتها التحتية جاهزة.
وزراء الكهرباء والإسكان والبلديات نفس العملية، لا داعي لتكرار الكلام، إنما نحن نطالب بمنهجية راقية في التعامل مع عقلية المجتمع البحريني. خلاصة الكلام، الوزراء ملزمون باحترام عقول الناس ومصارحتهم وعدم استغفالهم إن كانت لديهم صورة واضحة ويعلمون بأن البحرين غير جاهزة وغير مستعدة كبنية تحتية لمواجهة الأمطار الموسمية، أو كانوا يعلمون بأن الدولة تتعامل مع هذه الأمطار بحلول مؤقتة كشفط المياه بالسيارات لمدة يوم أو يومين وانتهى الأمر، لأن «حسبتهم» أن هذه أمطار موسمية ولا داعي للاستعداد الدائم لها، فليقولوا هذا الكلام بصراحة، لأن تصريحات الوزراء وما دونهم بخصوص الاستعداد للأمطار تستفز عقلياتنا.
وإن رضينا بالحلول المؤقتة، وهو شفط المياه، فحتى في هذه لم تنجحوا في تغطية كافة مناطق البحرين، وفي كل سنة تزيدون عدد السيارات تزيد نسبة الأمطار.
أما المسألة الثانية؛ هي أنه لابد من إعادة النظر في قرار عدم بناء شبكة صرف المياه، ألا يستحق الأمر إجراء دراسة تقارن بين الخسائر السنوية للتلفيات وبين كلفة شفط المياه، مع كلفة بناء شبكة صرف؟ هل أدخل في الاعتبار متغيرات الطقس والبيئة؟
وزراء الخدمات الأعزاء:
سياستكم تجاه مياه الأمطار فاشلة، وسياستكم تجاه مخاطبة الرأي العام بهذه المسألة أكثر فشلاً.