الرأي

قبل رئاسة الوزراء.. تعالوا نذهب إلى هذا التحدي!!

قبل رئاسة الوزراء.. تعالوا نذهب إلى هذا التحدي!!

تصريحات الأمين العام لجمعية الوفاق علي سلمان الاستفزازية الأخيرة والتي يحاول فيها تحدي الدولة والنظام برموزه الوطنية وشعبه المتكاتف معه، تؤكد المؤشر المتجه إلى أن هذا الرجل لم يعد بالإمكان تصنيفه إلا على أنه بات «ظاهرة صوتية استعراضية مفلسة» تعبر بما عن خرف سياسي فهناك عدة تفسيرات لتصريحات تزكيته لنائبه خليل المرزوق لمنصب رئاسة الوزراء منها أنه وجد «كاريزما العمامة» من غير الممكن أن توصله أمام شعب منفتح متعدد الطوائف والاتجاهات لمنصب رئيس وزراء أقله أمام دول العالم والدول العربية بالذات الخليجية التي سترفض بالتأكيد التعامل مع رئيس وزراء «معمم»، فبادر بترشيح «بو بدلة» خليل المرزوق خاصة مع مسألة اهتمام خارجية أمريكا بمناقشة قضيته مع البحرين آملاً في استقطاب أنظار العالم لتداول موضوع رئاسة الوزراء وإثارته.
كما إن هناك اتجاهاً آخر يرى أنه يحاول استفزاز الدولة لاعتقاله وأن أطماعه عفواً «أوهامه» في الحصول على منصب أعلى يدير فيه هذا الوطن هو ما جعله بعد سنين طويلة من مناكفاته السياسية في اقتسام كعكة المناصب القيادية بالوطن «يقط خيط وخيط» و»يتبرع» به لخليل المرزوق خاصة وأن المرزوق يمتلك كاريزما -وإن كانت لا ترقى لمستوى الطموح- قد تجعله أنسب منه أمام المحافل الدولية على الأقل التي لن تتساءل عن سر العمامة «ألم يستبدلوا بعض عناصر مرشحيهم في انتخابات 2010 من أصحاب العمامات إلى «البدلات» بعد أن شعروا أن دوائرهم الانتخابية قد تتأثر بنسب التصويت وتماشياً مع اتساع كتلة التصويت من الأجيال الجديدة في شارعهم التي دخلت ضمن معادلة حق التصويت؟».
زعم علي سلمان التحدي وهو يتحدى الدولة وأفراد النظام بالاستفتاء متحدياً النسبة التي ستخرج بها نتيجة الاستفتاء «عقب قولوا في تزوير للانتخابات هاي بعد وإنتو للحين ما توليتوا منصب على كيفكم تحطون النسب» ولا نعلم النسبة التي قام بتقديمها على أي أساس جاءت ومن هم الـ70% هؤلاء الذين سيستفتون نائبه خليل المرزوق كرئيس وزراء والعالم أجمع رأى جموع حراك تمرد المتواضع جداً أغسطس الماضي مقابل تصريحه بوجود 50 ألفاً كانوا مسافرين خارج البحرين خلال فترة التمرد!!
يقول علي سلمان مستعرضاً «تعالوا نذهب في هذا التحدي»، ونرد عليه كشعب بحريني نرفض أنت والمرزوق أن تتقلدوا منصب وزير حتى، فكيف برئاسة وزراء؟ والله ثم والله ذلك عشم أبليس بالجنة وخذها من هذا الشعب الذي تمارس طائفية التصريحات ضده حتى بإقصائه عن حقه المشروع في من يريده ويتمسك به بدكتاتورية فرض نفسك وجمعيتك الإرهابية السياسية عليه وتعال نذهب في هذا التحدي: لو تم ترشيحك يوماً لمنصب وزير فلن نقبل وجموع الفاتح الغفيرة التي رأيتها خلال أزمة البحرين الماضية قد تضطر لعمل دوار عند منزلك احتجاجاً ورفضاً لك أنت والمرزوق!!
نعم تعال نذهب في هذا التحدي.. تخيل أن تقلد يوماً لمنصب وزير.. صدقني أن 70% من هذا الشعب لن يتعاطى معك وقد تتحول الوزارة التي تتقلدها أو يتقلدها المرزوق -في حال تزكيتك له بدلاً عنك- إلى ثكنة طائفية وستتحول إلى مثار جدل وفتنة وربما يتوتر الوضع كثيراً ضد هذا القرار ليس في الشارع السني فحسب بل بين جميع الطوائف الأخرى المكونة للمجتمع البحريني الذي يشكل الغالبية العظمى من اتجاه الرأي العام البحريني.. ثم تعال نستفتي الغالبية العظمى من الشعب بشأن مسألة إبقاء جمعيتك السياسية «الوفاق» أو إغلاقها؟ واستفتاء آخر بشأن سحب جنسيتك وترحيلك إلى مسقط رأسك الأصلي؟ هناك استفتاء أيضاً قد تدهشك نتائجه عندما يكون حول مسألة محاكمتك كأحد قادة الإرهاب ودعم المشاريع الإرهابية التي أسقطت كل دماء شهداء الوطن التي أهدرت دون ذنب، تعال لنستفتي بشأن مسألة مساواة كفة المرزوق الذي ليس لديه إنجازات وطنية تذكر لهذا البلد خدمت الأجيال السابقة والحالية وإنجازات سمو رئيس الوزراء الموقر؟
عندما تكون طرفاً في معادلة سياسية ما «هذا إن كان ما تقوم به يصنف على أنه سياسة لا إرهاب» اترك الشعب يختار ولا تتكلم باسمه. وافتح عينيك جيداً لترى أن معظم الشعب يرفضك. أتتوقع أن غالبية الشعب البحريني تقبل بأن تتساوى والمرزوق مع أكبر شخصية وطنية معروف تاريخها وسجلها الحافل بالعطاءات والإنجازات والأوسمة التاريخية؟ سمو رئيس الوزراء قدم الكثير وقاد النقلة النوعية للبحرين الحديثة تاريخياً، فماذا قدمت أنت والمرزوق منذ سنين فائتة غير محاولات قيادة الوطن إلى الصراعات الطائفية والهندسة الإرهابية؟ أين سجل عطاءاتكم وخدمتكم لكافة قطاعات الوطن وفئاته؟ بالأصل هل لديكم سجل حتى؟ بالأصل ما عدد الأوسمة التي حصلتم عليها وأبرزت فيها اسم البحرين بالخارج قبل الداخل حتى، ومثلت فيها الشعب البحريني خير تمثيل؟ الفارق شاسع جداً جداً في هذا التحدي بل بالأصل غير ممكن ولا يجوز ومحرج لك!!
حاول أن تجد قبولاً شعبياً في البداية عند هذا الشعب الذي يطالب اليوم بترحيلك وإغلاق جمعيتك ثم اجتهد أكثر في طموحك أن تتولى منصباً قيادياً عادياً في الوطن.
لنذهب في تحدٍ من نوع آخر هل قدمت شيئاً للشباب والشعب والبلد حتى تستحق أن تبقى فيه بعدها؟ هل بادرت بطرح جائزة أو إنشاء معهد أو منشأ عام يخدم المواطنين غير جمعيتك الطائفية التي لا تضم حتى في مجلس إدارتها عناصر من الطوائف الأخرى؟ جمعيتك التي تمضي في رئاستها أكثر من عشر سنوات بدكتاتورية، جمعيتك التي تزور عدد عضويات أعضائها وتقوم بتسجيل مواطنين فيها من الطائفة الشيعية لم يسجلوا فيها بالأصل. نحن كشعب لا نتقبلك حتى وأنت تتكلم على المنصة فهل تعتقد أن الشعب البحريني سيتقبلك أنت أو المرزوق في منصب قيادي بالدولة؟
يا علي سلمان.. هناك شريحة عريضة من أهل الوطن بعيدة عن أمور السياسة والجمعيات السياسية ترفض أن تتم مساواتك أنت والمرزوق بأي شخصية وطنية عادية فما بالك برأس هرم الشخصيات الوطنية؟ دعنا نذهب إلى تحدي قبولك أولاً للبقاء عشر سنوات قادمة في البحرين وقبول جمعيتك وحفظ ماء وجهك!