الرأي

نقول لعبدالنبي.. شعب البحرين ينتظر طائراتك وصواريخك

نقول لعبدالنبي.. شعب البحرين ينتظر طائراتك وصواريخك

إذا كان هناك من يظن أن تنفيذ توصيات «بسيوني» وتوصيات جنيف ستخرج البحرين من مخطط الشرق الأوسط الجديد فهو غلطان، ومن يظن أن فتح المؤسسة العسكرية والأمنية سيكون نهاية المطالب فهو بالأصل غير فهمان!! ومن يعتقد أن تعديل الدوائر الانتخابية سيحل الإشكال فهو أيضاً لا يعرف ولا يفهم ولا يقرأ، فها هو عبدالنبي سلمان يقول ويصرح علناً غير مبالٍ بدولة ولا مجتمع دولي؛ فيقول لكم إنهم تعدوا مرحلة التحالفات، وبالتفصيل يقول: «نحن لا نتحدث عن تحالفات هنا، لكننا نستطيع أن نقول إن حالة التنسيق بين قوى المعارضة الوطنية أصبحت حالة مسبوقة، ولذلك ترانا في مقدمة القوى السياسية في الحوار الوطني وفي رسم العلاقات الدولية التي استطعنا أن ننسجها ونوظفها معاً مع القوى الإقليمية والدولية المؤثرة ومع بعض الأحزاب والمنظمات»، ها هو يعترف لكم، وماذا بعد اعترافه!! وماذا بعد الإعلان أنه في حالة تنسيق مع القوى الإقليمية والدولية المؤثرة؛ أي أنه في حالة تنسيق مع أمريكا وإيران، فهل تريدون أكبر من هذا الاعتراف!
وها هو يقول لكم؛ إن المنطقة مقبلة على تحولات، وهناك أطراف إقليمية ودولية فاعلة لها مصالح واضحة في هذا التغيير، والمعارضة لا تستطيع أن تلغي الوضع الإقليمي والدولي من حساباتها!! ما يعني بأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً في هذا التغيير المقبل لأنه رغبة الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، لذلك عليكم بالحل المطلوب.. إنه يهدد عن علم ويقين وأكيد!!!
استخدم عبدالنبي سلمان لفظ «شعبنا» في في تصريحه، فلاحظوا هنا كلمة «شعبنا»، هذا الشخص ينادي شعب البحرين العربي الأصيل بـ«شعبنا» كما يناديه علي سلمان. أنه يعتبر شعب البحرين هو الطائفة الشيعية، ومما يؤكده بتسميته لأهل الفاتح «شركاءنا في الوطن» وذلك كما جاء في رده على السؤال «الطرف الآخر في الحوار يتهمكم بالتصلب في مواقفكم»، فجاء رده «الطرف الموجود على طاولة الحوار، وخاصة شركاءنا في الوطن، يردد أننا معطلون للحوار».
ثم ها هو يلغي أهل الفاتح كمكون رئيس للبحرين فيقول «نعتقد أن المسألة عادية جداً أن تجلس السلطة مع المعارضة». أنه يريد كتابة تاريج جديد، يكون فيه جزء من أهل البحرين هم الأصل، وهو ما أطلق عليهم «شعبنا»، أما أهل الفاتح فليسوا أكثر من كونهم «شركاء الوطن»، إنه مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي كشف عنه عبدالنبي سلمان والتغيير المقبل الذي يتحول فيه أهل السنة شركاء في الوطن مثل التغيير الذي حصل في العراق، حيث أصبح فيه أهل السنة وقيادتهم على الهامش، لذلك يهدد عبدالنبي سلمان علانية بقوله «إن الخيارات الأخرى هي خيارات صعبة ومؤلمة للجميع ولا يمكن التنبؤ بمآلاتها على وضع البلد، ونحن نقول إن التاريخ لن يرحم أحداً وسيأتي الوقت الذي يقول فيه الناس إن المعارضة كانت رشيدة وعاقلة ولم يتم الاستماع لها».
نرد على عبدالنبي سلمان بالقول؛ لن يكون هناك تاريخ جديد ولو نبتت لك قرون، ولو صارت عيونك في رأسك ولو مشيت على أم رأسك، إنه تاريخ واحد لن يتغير أبداً لا تحت تهديد إرهاب محلي ولا تهديد خارجي عسكري بطائرات وصواريخ، إنه تاريخ البحرين الذي بدأ بحكم أحمد الفاتح، الذي تريدون بالمكر والخبث أن تمحوه كي تعود البحرين إلى عهد القرامطة، فنقول له احلم وتخيل على حدود طول قامتك، وإن الخيال أكبر من طولك فهو هلوسة وأضغاث أحلام بالنسبة لك ولنا، وإن كنت تهدد البحرين بغزو إيراني أو احتلال أمريكي فأهلاً وسهلاً به؛ فشعب البحرين الأصيل صاحب التاريخ الطويل القديم المجيد لا يقل شجاعة عن الشعب السوري الذي يقارع الفقيه الإيراني وحزب الشيطان في سوريا، إن شعب البحرين لن يكون إلا مثل «أصحاب الأخدود» الذين اختاروا الموت على حياة الذل والعبودية لغير الله، كذلك هو شعب البحرين لن يخضع أو ينحني يوماً كما ينحنى حلفاؤك لخامنئي، ولا يهاب ولن يهاب أمريكا ولا بريطانيا ولا روسيا ولا الصين، فإن كنت تستقوي بهم، فشعب البحرين يستقوي بالله عليكم وعلى حلفائك، وها أنت تشاهد الرؤوس السامقة لحكام البحرين، حاكماً ورئيس حكومة وولي عهد، كيف يقفون مع إخوانهم شامخي الرؤوس بارزي الأكتاف أمام رؤساء الدول، لا يقبلون أيادي ولا يشمون جلاليب ولا يتباركون بمسحات على الرؤوس، فالأسياد يبقون أسياداً، أما الذيول فتبقى طوال حياتها ذيولاً، وها أنت تعترف وتقول إنه ليس بيدك تغيير الوضع الإقليمي، والتغيير المقبل من قبل بعض الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة.
نقول لك؛ اقرأ صفحات التاريخ، واعرف ماذا حصل بالمتآمرين والمنافقين. مكانهم مزابل التاريخ القذرة مع إسماعيل الصفوي وتيمورلنك وفرعون وابن سبأ وأبي لؤلؤة المجوسي، أما تاريخ شعب البحرين الأصيل فهو الصفحات المضيئة منذ عهد النبوة وعهد الخلفاء الراشدين وهم باقون حتى يقبض الله أرضه.
واعلم أن البحرين لن تسلم للولي الفقيه الإيراني، ولن يتمكن منها إنسان مهما بلغت قوته، فكيف بـ«أركوزات» وخدم إيران يمكنهم أن يعتلوا سدة حكم على سادة الأمة وكبارها؟!.
شعب البحرين ينتظر الخيار الصعب والمؤلم الذي تهدده به، فاذهب إلى أمريكا وإيران وإلى أين ما شئت، فشعب البحرين لن يهاب الموت بعزة على أرض بلاده، وذلك عندما يكون هناك عالم ينتظرهم اسمه الفوز الكبير «إِنَّ الذينَ آمنوا وَعملوا الصالحاتِ لهمْ جناتٌ تجرِي منْ تحتها الأنهارُ ذلك الفوْزُ الكبيرُ».