الرأي

«الطرة».. رئيسان ومرشدان

ورق أبيض

كثير منا شاهد الفيلم العبقري «طيور الظلام» قصة الكاتب المبدع وحيد حامد، التي تحولت إلى فيلم سينمائي شهير، بنفس الاسم، عُرض في العام 1995م من إخراج شريف عرفة وبطولة عادل إمام ورياض الخولي ويسرا، وتدور أحداثها حول التحالف الصامت بين الحزب الوطني وتنظيم الإخوان المسلمين، حيث يتبادل الجانبان الخدمات والمصالح من خلال حدود لتعامل عرفي، ذي حدود لا يتجاوزها الطرفان، وينتهي بخلاف بينهما يؤدي إلى سقوطهما بشكل دراماتيكي واجتماعهما في السجن.
لكن لم يكن أحد يتصور أن هذه القصة ستصبح بعد أكثر من عقدين من الزمان واقعاً يعايشه المصريون والعالم، ليروا سجن طرة وقد تحول إلى جمهورية يحتضن بين جدرانه رئيسين لجمهورية مصر العربية؛ هما محمد حسني مبارك ومحمد مرسي ومرشدين للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وهما محمد مهدي عاكف المرشد السابق ومحمد بديع، الذي يعد القبض عليه في تاريخ يوافق تاريخ ميلاد الرئيس محمد مرسي في مفارقة أثارت الكثير من اللغط.
الجدير بالذكر أن الأستاذ وحيد حامد قدم العديد من الأعمال السينمائية والدرامية التي أدخلت المجتمع المصري والعربي لعمق التنظيم الذي يكتنفه الغموض، ومنها مسلسل «الجماعة»؛ الذي سبب صدمة للمجتمع بما حواه من تفاصيل وملابسات أذهلت المجتمع.
المفارقة الثانية، أن السجناء الأربعة يحملون ذات الاسم الأول، محمد، ما يعني أنهم جمعاً يؤمنون بالاه واحد ودين واحد ورسول واحد، وإن اختلفت طرائقهم وأفكارهم.. مجرد مفارقة.