الرأي

حقائق تتكشف

كلمة أخيرة

لا ينطق هذا الرجل من فراغ حيث «وصف السفير البريطاني في البحرين إيان لينزي المسؤولين عن أعمال التفجيرات في البحرين بأنهم «إرهابيون». ودعا جميع الجماعات السياسية والدينية إلى إدانة العنف. وأكد أن هناك دلائل على أن الذين يقفون وراء أعمال العنف يتلقون الدعم من إيران أخبار الخليج 25 مارس 2013
بالنسبة للشعب البحريني لم يكن ذلك بالاكتشاف الجديد، ولكن تلك الحقائق بدأت تتكشف وبدأت تظهر للمراقبين الدوليين بعد أن انخرطوا في الحراك البحريني عن قرب، لا سياسياً فحسب بل ميدانياً كما هو حال بريطانيا حيث يوجد لديها الآن استشاري بريطاني يعمل داخل وزارة الداخلية ويطلع بنفسه على ما يجري في الشوارع البحرينية بشكل مباشر.
لذا فإنه حين يصرح السفير البريطاني بأن هناك «دلائل» على تلقي الإرهابيين «دعماً إيرانياً» فهذا الرجل ليس كاتباً في جريدة الوطن «تدفع له السلطة البحرينية ليكذب ويهول ويفبرك»، بل رجل يمثل سياسة دولة عظمى مسؤول عن كل كلمة يقولها.
وهنا تذكروا جيداً كم حاولت الوفاق وصحيفتها إخفاء حقيقة هذا الدعم على مدى العامين الماضيين، تذكروا الجهد الذي بذلته الصحيفة وكتابها وبذله نشطاء حقوقين -لكنهم تابعين لها- من أجل التعتيم على تلك الصلة بهدف تضليل الرأي العام.
لقد قدمت بنات «حركة أحرار البحرين» (الوفاق والوسط والنشطاء الحقوقيون) كل الدعم اللوجستي لهؤلاء الإرهابيين منذ التسعينيات وإلى يومنا هذا لم يتوقف الدعم، فما مصلحة هؤلاء في التمويه وتضليل الرأي العام؟
وقد تصادف تصريح السفير البريطاني الذي نشر بالأمس مع مقال نشر أمس أيضاً في موقع «ليبراليو البحرين» للكاتب فاضل حسن يكشف فيه على لسان منصور الجمري أن المحاولات التمويهية التي قام بها هو بنفسه ومعه سعيد الشهابي لإبعاد الصبغة الإسلامية الشيعية لم تكن وليدة 2011 بل بدأت منذ الثمانينيات حينما كان منصور الجمري وعبدالمجيد العلوي في بريطانيا.
حيث يذكر الكاتب أنه «في نهاية الثمانينيات نجحت حركة أحرار البحرين في إقامة علاقات مع البرلمانات الأوروبية ولجان حقوق الإنسان الدولية، حيث تحدث منصور الجمري في مذكراته عن تلك الفترة وكيف بدأ في كتابة البيانات والتواصل مع جمعيات حقوق الإنسان المحلية في بريطانيا، وكانت الطريقة الأمثل لكسب تعاطف المؤسسات الغربية تكمن في إخفاء الصبغة الدينية للحركة، فعندما قام الشهابي بترجمة اسم حركة أحرار البحرين إلى الإنجليزية قرر حذف كلمة “الإسلامية” لتحقيق مزيد من التواصل مع الجهات الغربية، واعترف منصور الجمري بذلك في سياق تبريري، فقال: “توصلنا إلى أن الأفضل هو أن نختار اسماً آخر ليس مترجماً حرفياً، لأن ترجمة اسم: “حركة أحرار البحرين الإسلامية” سيكون صعباً جداً، واخترنا في النهاية Bahrain Freedom Movement، كما إننا كنا سنتحدث عن المطالب البرلمانية التي تجمع مختلف الاتجاهات”. (منصور الجمري، سلسلة مقالات: تحرك الثمانينيات أسس لتحرك التسعينيات، بعض من سنوات الحركة الإسلامية الشيعية في البحرين، وهي منشورة في صحيفة الوسط، وكذلك في شبكة أنصار الحسين 27/8/2005م) انتهى الاقتباس.
إذن محاولات التمويه ليست جديدة، وإبعاد الصبغة الإيرانية شكلياً لمخاطبة الغرب وخاصة بريطانيا ممارسة قديمة، والهدف لا يحتاج إلى تفكير طويل.
وقد نجحت بالفعل تلك المحاولات وإلى حد كبير، فلم يرد في أي من التصريحات البريطانية ما يشير إلى ارتباط إلى أن ما يحدث في البحرين هو إرهاب، وأن له علاقة بإيران كما جاء تصريح السفير ايان بالامس، فقد كان عام 2011 مفصلاً تاريخياً بالنسبة لمنتسبي «حركة أحرار البحرين» الذراع البحريني لإيران منطلقاً هذه المرة وبقوة من الأراضي البريطانية اندفاعاً لم يجد الوقت الكافي للتقية أو التمويه كما فعلوا في الثمينيات، بل كشف عن وجهه سافراً.
وعودة لمقال «سعيد الشهابي: الذراع الطويلة لإيران في الغرب» لنفس الكاتب في موقع ليبراليو البحرين، حيث يقول فيه «وعلى الرغم من حرصه على إخفاء نبرته الدينية والتحايل على ولائه لنظام ولاية الفقيه، إلا أن الانتماءات الحقيقية لسعيد الشهابي كانت تظهر بين الفينة والأخرى للرأي العام الغربي، ففي 30 أغسطس 2011، نشر (Tom Harper) في صحيفة (London Evening Standard) مقالاً بعنوان: (Files link activist to Iran regime) أشار فيه إلى أن: ناشط حقوق الإنسان، ويقصد به سعيد الشهابي الذي اجتمع مع جوردن براون وزار مركز اللوردات يواجه تساؤلات حول صلاته بالنظام الإيراني الوحشي ويمكننا اليوم أن نتبين بأن الدكتور الشهابي يدعم المتشددين الإيرانين من خلال خطبه، وعمل طوال 13 عاماً في مكاتب مملوكة للحكومة الإيرانية «... ثم يتابع المقال» ففي 24 سبتمبر 2011 نقلت (Fars News Agency) عن الشهابي قوله:
بدأت الصحوة الإسلامية في عام 1970 وفي وقت مبكر من عام 1980 عندما تشكلت مجموعات أو منظمات إسلامية سرية كانت حينها صغيرة جداً وبدائية، ولكنها بعد الثورة الإسلامية في إيران دخلت مرحلة جديدة في إطار الصحوة الإسلامية حيث خرجت من نطاق العدد المحدود من النخب في المجتمع لتتوغل وسط الجماهير الشعبية الواسعة.
وفي تصريح لاحق أشار إلى أن الأمة الإسلامية أيقنت الآن بأنها لا تستطيع أن تحل مشاكلها إلا من خلال الأيدولوجية الإسلامية.
وعقب قيام الثورة الإسلامية الإيرانية بقياده الإمام الخميني ونجاحها في خلع وإسقاط الملك أو الشاه فإن الكثيرين باتوا على قناعة بإمكان هزيمة الطغاة وأن سيطرتهم على الشعوب لن تستمر إلى الأبد.
وفي تصريح آخر للوكالة نفسها بتاريخ 16 أبريل 2012 هاجم الشهابي دولتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ودافع عن إيران حيث ذكرت الوكالة أن المعارض البحريني، وللتأكيد على ولائه لنظام ولاية الفقيه حضر الشهابي مع وفد مرافق له يتكون من عباس العمران ومحمد كاظم الشهابي اجتماعاً دورياً للمحافظات الإيرانية في شهر أكتوبر 2012 ممثلين عما أسموه: “محافظة البحرين الإسلامية”.
وكان الاجتماع، بحسب المصادر الخاصة، برئاسة حجة الإسلام شفيعي، ممثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي. كما حضر الاجتماع مسؤول الاستخبارات العسكرية في إقليم الأهواز.
ونقل عن الشهابي قوله في ذلك الاجتماع: “إن حالنا حال المقاومة اللبنانية (حزب الله)، وصراعنا مع الآخر قائم على أساس الاختلاف في المنهج حول مستقبل البحرين”.
وتأتي هذه التصريحات ضمن سياسة جديدة يتبعها الشهابي والقوى المتحالفة له لإدخال مفردات جديدة في الأزمة التي تشهدها البحرين وتتضمن الحديث عن: المقاومة، والجهاد، واستخدام السلاح، وغيرها من المفاهيم الراديكالية التي تأتي في الغالب مصحوبة بعبارات التمجيد للثورة الإيرانية ورموزها.
يستنتج من هذا الاستعراض الموجز لمسيرة الشهابي الحركية ومواقفه المؤيدة لإيران منذ مطلع السبعينيات أن قطاعاً من المعارضة الشيعية في البحرين قد ارتبط بالثورة الإيرانية ارتباطاً عضوياً وتنظيمياً، وعلى الرغم من محاولتهم إخفاء هويتهم الدينية أمام الرأي العام الغربي إلا أن طرحهم الراديكالي، وولاءهم المطلق لنظام الثورة الإسلامية في إيران قد جعل إخفاء ذلك صعباً للغاية.
ولا شك في أن هذا المنحى السياسي يعود بالضرر الكبير على الشيعة في البحرين وعلى عدد كبير من أبناء هذه الطائفة من المعتدلين الذين يعانون من الاتهام بعمالتهم لإيران ويتم التشكيك في إخلاصهم للوطن» انتهى الاقتباس.
المصدر: bahrainliberals.com
ونكمل في الغد