الرأي

هكذا هو الإقصاء

نقطة نظام

لم تمضِ أيام قليلة على السب والتجريح الذي ساقه أحد أعضاء «الوفاق» للنائبة لطيفة القعود في إحدى جلسات حوار التوافق الوطني، إلا وجاء القرار الآن بالمطالبة بإقصاء أعضاء السلطة التشريعية من الحوار!.
السؤال هنا؛ كيف يمكن أن نفسر هذه المطالبة في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا جاء هذا القرار الآن؟ ولماذا أعضاء السلطة التشريعية بالذات؟ لا يمكن تفسير هذا الطلب إلا أنه انتقام من الأداء الذي قام به ممثلو السلطة التشريعية، وعلى الأخص النائبة لطيفة القعود، ولو كان لهم أن يقولوا نطالب بإقصاء القعود علناً وجهاراً لقالوها! ولكنها ستكون مفضوحة.
لقد تابعنا جيداً مواقف القعود خلال حوار التوافق، لقد كانت مواقف قوية تعبر عما يدور في نفوس الغالبية من المواطنين، حيث تصدت للكثير من المواقف الإقصائية لممثلي المعارضة، وكشفت كثيراً من ألاعيبهم وحقيقة مطالباتهم، وأصبحت حجر عثرة كبيراً يقف في وجه مخططاتهم وأجنداتهم داخل الحوار، حيث لا يوجد أحد تصدى لمطالبهم بشكل قوي أمام العلن هكذا مثلما فعلت القعود.
من المستغرب جداً أن تتم المطالبة بإقصاء ممثلي السلطة التشريعية -بغض النظر عن أي وجهات نظر أخرى- فإن لم يكن لهؤلاء وجود في الحوار فمن هو الأولى بذلك؟!.
يضاف إلى رصيد الأخت الفاضلة لطيفة القعود أنها كشفت بشكل جلي وفاضح إلى أين يمكن أن تصل مطالبات «المعارضة»، وكيف يفكرون ويخططون، وما هي طرقهم في الإقصاء، وماذا يريدون، وماذا ينوون؟، رغم أن كل الأمور باتت مفضوحة ومكشوفة منذ 14 فبراير 2011.
من جانب آخر، نرى عيسى قاسم يستمر في خطبه بإقصاء ليس ممثلي السلطة التشريعية فحسب، بل إقصاء الجميع دون المعارضة، فلا حكومة بنظره، ولا تجمع للفاتح، ولا جمعيات ائتلاف، ولا ممثلون للسلطة التشريعية، كل ما يطالب به هو تنفيذ مطلب المعارضة، ثم يتحدث عن حوار للتوافق!.. بل ويتحدث عن لي المصطلحات!!.. ولا يرى نفسه عندما يقول حوار التوافق على لسانه، ولكنه يعني حوار القبول بمطالب «الوفاق» ومن معها وإلا فلا!!..
من المعيب جداً أن يتم إلقاء التهم الباطلة ضد فئة مشاركة في الحوار، وكأن «الوفاق» التابعة لولاية الفقيه هي الطاهرة المطهرة التي لا تتبع أحداً ومستقلة حتى النخاع!.. لو كان أحد من المشاركين في الحوار يتبع الحكومة، ولا يتبع ما يمليه عليه ضميره، لما رأينا اختلافات بين ائتلاف الفاتح نفسه، فها هي جمعية الأصالة تنسحب من ائتلاف الفاتح لوجهة نظر تراها مبرراً لذلك.. ولكن هل يمكن لجمعية من الجمعيات الخمس أن تعلن استقلاليتها عن الوفاق!.. لا أعتقد أن ذلك ممكن..
إن ما يجري الآن في حوار التوافق الوطني، هل هو دليل لا يقبل الشك أو إعادة التفكير، إن سياسة الوفاق هي سياسة إقصائية شئنا أم أبينا، أو شاؤوا أم أبوا هم أنفسهم.. وكلما زادت مدة الحوار، زاد الكشف عن زيفهم.