الرأي

عراب الزواج

كلمة أخيرة

يبدو أن القراءة التي أوردتها في مقال «إعادة إحياء القاعدة» والمستقاة من المعطيات الواقعية أجبرت عراب الزواج «الأمريكي الشيعي» على الارتجاف، فبدأ بحملة إعلامية يحلم أن تقود إلى إسكات الصوت المقابل.
فعراب زواج المتعة «الأمريكي الشيعي» في البحرين يروج لنفسه كصديق للاثنين النظام والأمريكان، ويعمل على إتمام تلك الصفقة كما كشفتها وثائق ويكليكس، وهو يزيد للمكاسب ويحلم من بعد العراق أن يستنسخ التجربة في البحرين وربما في السعودية من بعدها، ويعتمد في ترويجه على منح الضمانات على المصلحة الأمريكية، كما طمأن علي سلمان الأمريكان على مصالحهم ونفوذهم في المنطقة حين اعتلى منصة الدوار بعد أن زاره فلتمان في أبريل عام 2011، يريد العراب اليوم أن يسفه من التحذيرات بالمخاطر التي ستتبع هذه الصفقة إذ ربما أفسدت تلك التحذيرات عملية الترويج بأن البحرين ستصبح ربيعاً والجو بديعاً حين تتم الصفقة.
ولأن الحلم بإتمام مراسم الزفاف مازال يراوده رغم فشل الخطة ألف، ولأن الخطة باء تدور رحاها الآن في الحوار باعتماده على ما يمكن الحصول عليه من فتات الترتيبات الإيرانية الأمريكية حول الملف النووي والملف السوري في المنطقة، وبمساعدة زواج المتعة الأمريكي هذه المرة الذي كان يحوم في العرين بصحبة عراب الزواج، فإن أي طرف يشوش على تلك الصفقة يجب أن يبعد.
عراب الزواج نجح في إبعاد كل من حذر منهم في وثائق ويكيلكس عن الحراك وقت الحوار، مثل الشيرازيين الذين حذر منهم الأمريكان، كالخواجة، ونجح في إقناع الوفاق بتأجيل الحديث عن مشيمع وعبدالوهاب حسين، وانفرد هو وحده الآن بالحضن الأمريكي، ونجح في إقناع الوفاق بالسكوت عن جماعة الرساليين القابعين في السجن، وجعلهم آخر سلم أولوياتهم، لذلك فإن حملة التضامن مع الرموز أجلت التضامن مع الخواجة ومشيمع وعبدالوهاب فهم أشد مكراً كما ذكر العراب في اجتماعاته في السفارة من العائلة الحاكمة، وبدأت حملة التضامن بنبيل رجب، كنا نتوقع أن يكون التضامن مع الرؤوس الكبيرة أولاً!!
إنما العراب حريص على إخفات الصوت الذي يحذر من تبعات الصفقة على المنطقة والصوت الذي يشوش على صفقات الحوار، سواء كان ذلك الصوت قادماً من بعض الرموز القابعون في السجن أو من الإعلام!
تحركه مكشوف ومضحك إذ سيروج قريباً عبر صحيفته أن (التراشق) الإعلامي خطر على الحوار، ومن أجل مصلحة الحوار ومن أجل الحرص على الحوار يحلم أن يتحرك زوج المتعة الأمريكي لإسكات الإعلام!
سيحاول التعتيم على ما ستجره هذه الصفقة من فوضى وعنف سواء في البحرين أو في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، التنبيه من ذلك السيناريو رغم أنه يعرف حقيقته إلا أن هذا يجعله يرتجف ويبذل جهداً –ولو أنه مزرٍ- لاستبعاد هذه القراءة أو ذاك التحذير الذي قد يفسد هذا الزواج بتحريض كتاتيبه لشن حملة من أجل وقف المقالات، وبعد أن أسفرت دعوتهم للتدخل الدولي لوقف المقالات عن ضحالة التفكير بالضحك، توجهوا بندائهم لسمو ولي العهد يناشدونه التدخل لوقف الحملات ويحلمون أن ذلك حصل، وبالأمس أضحكني كثيراً أحد كتاتيب العراب تلميذ الدقاق حين قال إن هناك «أمر» جاءني بأن أوقف الحديث في موضوع الجماعات المتشددة لأنه ينفر الاستثمار!
ألم أقل لكم كاد المريب .. مع أن أحداً لم يطالب بإسكات العراب ولا نطالب بإسكات كتاتيبه، بالعكس هم يسلوننا كل صباح وسندافع عن حقهم في الارتجاف والتسلية ما استطعنا، فلا أتصور يومي مثلاً يبدأ دون قراءة تلك المضحكات.
لهذا أعيد التنبيه بأن ذلك الزواج من أخطر ما مر على المنطقة من متغيرات ومن أحداث، وأن هذا العراب يحاول تضليل العامة عما بدأ في العراق وله ملامحه في اليمن، فالعبث الأمريكي بتحريك الأقليات في مواجهة الأغلبية عبث تمتد خطورته إلى السلم والأمن في المنطقة ككل وهو مرشح أن يمتد إلى دول مجلس التعاون إذا أصرت الولايات المتحدة الأمريكية على موقفها، وإذا نجح عرابو الزواج بالترويج للصفقة وتضليل الرأي العام المحلي والأمريكي أو نجحوا بالحصول لهم على أي دعم داخلي يطمئن إلى الصفقة الأمريكية ويطمئن إلى حسن نوايا العراب والامريكان، أو نجح في تضليل الجماعات الشيعية، أو ظن أن الترتيبات الإيرانية الأمريكية ممكن أن تمر بسهولة على دول مجلس التعاون دون احتساب لتبعات هذه الترتيبات وأولها ردة فعل الشعوب الخليجية ومنها ردة فعل الجماعات الدينية السنية المتشددة وعلى رأسها القاعدة.
فلا يعتقد عرابو الزواج بأن تكرار التجربة العراقية سيقتصر على تكرار الجزء الخاص بوصولهم لسدة الحكم فقط، التجربة العراقية (بكج) كما قلنا، ستنقل الأسباب وستنقل النتائج معها، ولابد من أن الذي يحلم أن يصل إلى سدة الحكم عبر هذه الصفقة أن يحسب حساب نقل كامل التجربة لا الجزء الخاص به وحده، حتى يعرف الجميع بما فيهم الطائفة الشيعية في الخليج أن قيادتهم الدينية والسياسية ونخبهم (المثقفة) وعرابو الزواج يجازفون بأمنهم وسلامتهم وبأمن المنطقة ككل، فهذا الذي يجري في العراق لم يترك سنة ولا شيعة إلا أسال دماءهم على ترابها.
نقول لحملة التضليل وإبعاد الشبهات بهذا الجهد المزري وبالاعتماد على الكتاتيب إلعبوا غيرها .. ولن تنفع لا في إسكاتنا ولن تنفع في تحريض القيادة على صوتنا... هذه القراءة سأظل أحذر منها حتى وإن ارتجف العراب وكتاتيبه.