الرأي

«درع المدرسة الوطنية» لمواجهة الإرهاب الوفاقي

«درع المدرسة الوطنية» لمواجهة الإرهاب الوفاقي

الاعتداءات المتكررة على المدارس باتت أسرارها معروفة ومكشوفة، ألا وهي زعزعة ثقة أولياء الأمور بمدارس وزارة التربية والتعليم، والتي على أساسها يضطر أولياء أمور أهل الفاتح إلى نقل أبنائهم إلى مدارس خاصة، خوفاً على حياتهم، حيث تخلو بعدها المدارس لطلاب «الوفاق» وتكون الدرجات تحت قياداتها وتخصص جميع البعثات لأتباعها، كما ستسبب الاعتداءات المتواصلة ضغطاً متواصلاً على الدولة، مما قد يجعلها تفكر بأن الحل قد يكون في تغيير وزيرها وإحلال آخر لعله وفاقي أو قد يكون من أصحاب القلوب الضعيفة الذي يجعل مصلحته مقدمة على مصلحة الدين والوطن.
إن حراسة المدارس اليوم هي حراسة مستقبل البحرين الديني والاجتماعي والأمني، وإن على الدولة أن تبحث عن السبل التي تستطيع بها صد هجمات الإرهابيين الذين يقف خلفهم المحرضون الذين تحاورهم الدولة، وتنشد ما في خاطرهم على طاولة الحوار في «العرين»، وها هو أسا هاتشينسون، وهو عضو سابق بمجلس الشيوخ الأمريكي يرأس فريق عمل يحمل اسم «درع المدرسة الوطنية»، حيث أصدر فريق عمله تقريراً يتألف من 225 صفحة يبرز كيفية تدريب مثل هؤلاء الحراس، وكيف يجب على الولايات المتحدة أن تغير قوانينها للسماح بتواجد موظفين مسلحين في المدارس، وضرورة قيام الحكومة الاتحادية بتمويل هذا التدريب والتكنولوجيا الجديدة، لحماية طلاب المدارس من الإرهاب الذي يتعرضون له من وقت لآخر، من قبل أشخاص معتوهين أو مرضى نفسيين.
والمشكلة في البحرين هي نفسها، حيث نعاني من الهجمات الإرهابية اليومية على المدارس من قبل أشخاص تقف خلفهم قيادات مريضة نفسياً، يسيطر عليها الحقد والثأر، فلم تجد غير ساحات المدارس وصفوفها، لتفشي هذا الغل الأسود الذي ليس له علاج إلا الاستئصال والكي بالنار والحديد، وها هي راعية الاستعمار الأولى في العالم تلاحق الإرهابيين بالطائرات والطوافات، فتدك مدناً وقرى لأجل البحث عن شخص واحد مشتبه فيه، قد يخطط عملاً إرهابياً في المستقبل، وكيف ونحن في البحرين لدينا من ثبت عليهم الدليل بالصورة والتسجيل، إلا أنه لا يطال حتى بمسطرة ولا منقلة.
إن الجرائم الإرهابية داخل المدارس الأمريكية لا يقل خطرها عن الإرهاب الذي تتعرض له مدارس البحرين والذي وصلت إلى صفوفه القنابل والمتفجرات وقد تخترق أسياخه صدور الطلبة والطالبات.
ومن هنا نرجو أن تشدد الحراسة الأمنية على المدارس الحكومية، بتوفير حراس ذوي مهارات وكفاءات عالية، كي يطمئن أولياء الأمور على أبنائهم عندما يشاهدون هؤلاء الحراس يقفون عند أبواب المدرسة وخلف أسوارها باستعداد وتأهب، كما نتمنى أيضاً من وزارة التربية أن تعد تقريراً موثقاً بالشهادات والصور الملونة يشمل كل ما حدث في المؤسسات التعليمية أثناء المؤامرة الانقلابية، وحوادث الاعتداءات الإرهابية على المدارس، وتقدم نسخة من هذا التقرير إلى الكونغرس الأمريكي لعله يوقظ فيه الإحساس ويشعره بالقلق والتوتر من الخطر اليومي الذي يتعرض له الطلبة والمعلمون، كمثل القلق الذي انتاب أعضاؤه العشرة الذين تقدموا برسالة احتجاجية على إقالة مساعدة مديرة تم إقرار فصلها لأنها تركت مهنتها التربوية ولحقت بالمجموعات الإرهابية تنظم لهم المسيرات والمظاهرات.
ونتمنى أن تقدم نسخة أخرى من هذا التقرير إلى الأمم المتحدة التي تقلق هي الأخرى على أحوال الإرهابيين ولا تهز مشاعر أعضائها طلبة يتلقون دروسهم تحت لهيب قنابل حارقة وأسياخ خارقة، ونسخة كذلك لبيلاي وستورك وكل من يهمه أمر نبيل وحبيب، ليعرفوا حقيقة العذاب والاضطهاد الذي يعانيه أبناء الفاتح في مدارسهم وجامعاتهم، من جمعية «الوفاق» التي تحاول بقوة السلاح والتهديد والإرهاب أن تقتحم صرح التعليم، كي تؤسس دولة الولي الفقيه، عندما تكون المؤسسة من المدير إلى طاقم التعليم حتى حارس الباب وفاقيين يعملون تحت قيادات تعليمية وفاقية، تقلق وتوتر إقالتهم الكونغرس الأمريكي، الذي لا تتحرك مشاعره إلا تجاه كل ما هو وفاقي حتى لو كانت عنزة من عنزاتهم.