الرأي

الاعتداء على المؤسسات الوطنية

الاعتداء على المؤسسات الوطنية

الإعلان المنشور على الصفحة الخامسة من جريدة الوطن يوم الأحد الماضي، والذي يحمل الشكر والتقدير من شركة “فيرست موتورز” إلى كل من وزارة الداخلية والدفاع المدني لجهودهما الجبارة في إخماد الحريق الذي أشعل عنوة بمستودعهم وأتى على تدمير 59 سيارة بمستودعهم بسترة، والذي تقدر خسائره بنصف مليون دينار وبمباركة من إحدى الجمعيات السياسية التي بدأت تعبث في الأرض فساداً وبمباركه أحد رجال الدين، نقول إن هذه الشركة لا تستحق مثل هذا العمل الإجرامي، فهذه الشركة تعود جلها أو معظمها لشركة وطنية هي استثمارات الزياني، وحسب معرفتي الجيدة بهذه الشركة أنها تدير أكثر من مصنع مثل “شركة ميدال كيبل” التي تصنع الأسلاك الكهربائية من الألمنيوم المنتج في مصنع شركة ألبا الوطنية وتصدره للخارج، وكلتا الشركتين تضمان عمالة بحرينية تزيد على 87% من العمالة الوطنية البحرينية، كما تمتلك الشركة مصنع عجلات السيارات الألمنيوم، أيضاً بتصنيع ألمنيوم مع شركة ألمانية وبها فرص عمل كثيرة لأبناء البحرين، إلى جانب بعض الشركات الصناعية الأخرى لمادة البلاستيك.
والعمالة الفنية من البحرينيين في عدد من الكراجات وما تحتاجه الكراجات من عمالة فنية اعتمدت الشركة على العمالة الوطنية كفنيين وكتبه وعماله عادية، تعيش من خلال الأعمال المختلفة أسر بحرينية من مختلف قرى ومدن البحرين، ومن خلال معرفتي أن استثمارات الزياني لم تفرق بين عامل وآخر بسبب المذهب أو الطائفة حتى تتعرض لمثل هذه الجريمة النكراء على أيدي نفر من أبناء البحرين، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
أقول هذا عن استثمارات الزياني لمعرفتي الجيدة بالشركة عندما كنت وكيلاً مساعداً لشؤون الصناعة في وزارة النفط والصناعة قبل تقاعدي، والشهادة لله فإن استثمارات الزياني من أنشط الشركات الوطنية في توطين مختلف الصناعات على أرض البحرين واهتمامها بتوفير الأعمال للبحرينيين وتدريبهم وإسناد الوظائف المرموقة لهم، إيماناً منها بأهمية العنصر البحريني وإسناد المهام له والاعتماد عليه.
أَبَعْدَ كل هذه الجهود التي تبذلها هذه الشركة الوطنية هل يجوز توجيه عناصر التخريب لتدمير مخازنها وحرق بضائعها؟ وهل هذا من رد الجميل لمن أخذ على عاتقه توفير العمل لأبناء وطنه؟ يبدو أن السياسة أُقْحِمَتْ في كل شيء، وأصبح التخريب نوع من الوطنية وغاية، كما يعتقدون، في تحقيق وفرض المطالب والآراء.
وأصبح الكذب والتدليس من موجبات العمل الوطني حسب اعتقادهم الخاطئ، ولعل ما رافق وفاة المواطن علي عباس رضي الذي توفى نتيجة حادث مروري عادي على شارع الشيخ خليفة بن سلمان في الأسبوع الماضي، وبالضبط يوم الجمعة 9/11/2012 على يد شابة جراء قفزه من فوق الأسوار فاصطدمت به سيارة الفتاة ومات على الفور، لكن الجمعية السياسية التي اعتادت تلفيق الأكاذيب سارعت على الفور مستخدمة أجهزة التواصل باتهام قوة الأمن بدهس المرحوم واعتبرته شهيداً.. والله هذا عيب!
إن مثل هذه الأكاذيب والتلفيقات قد أفقدتكم الكثيرين من مؤيديكم ومريديكم بعد ما غَلُطَتْ أكاذيبكم وتكشفت عوراتكم وبانت سوءاتكم للقاصي والداني، والمؤسف أن منكم من يتعمم ويتخذ من الدين ستراً لعوراته، وهذا ما يمقته الله ورسوله وآل بيته الأطهار، ألا تخشون عذاب المولى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
لقد أسرفتم في الكذب والتلفيق وما الله بغافل عما يفعل الظالمون، لقد تماديتم في نهج الدجل والغواية وأخشى أن تنزلق أقدامكم في حفر النيران يوم تقودكم أقدامكم نحو الهاويات لما فعلتموه في وطنكم البحرين وأنصتم لدعاة الطائفية والتفرقة، وأردتم شق صف الوطن وأفعال الطائفية بين أبنائه بعد ما كانوا أحبة وإخوة وتصاهروا وتزاوجوا، وجئتم بأفكاركم المستوردة من تخوم مشهد وطهران وقم، وبإذن الواحد الأحد لن ينتصر الشر على الخير أبداً وسينتصر الخير على الشر يا دعاة الشر إن شاء الله آمين.