الرأي

«الثورة» لا تعني إسقاط النظام!!

«الثورة» لا تعني إسقاط النظام!!

الأخ الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق قال إنه “لا يقصد من كلمة ثورة إسقاط النظام”، وذلك بعدما استدعته الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية يوم الأحد الماضي، وهو ذات اليوم الذي تفضل فيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه بافتتاح دور الانعقاد الثالث للمجلس الوطني، وقال الأخ علي سلمان إن جمعية الوفاق تنبذ العنف؟ واعجباه من هذين الادعاءين يا أخ علي!!!.
إذا كانت الثورة لا تعني إسقاط النظام، فماذا تعني إذاً؟ وإذا كانت جمعيتك تنبذ العنف؛ فمن يحرق الشوارع ويعطل مصالح الناس ويجوب دول العالم للتحريض على النظام الشرعي للبحرين، ويتهم حكومة بلاده بالحكومة المجرمة، في حين أنه يعلم من هي الحكومة المجرمة. وإذا كنت لا تقصد بالثورة إسقاط النظام؛ فلماذا تحرض أنت ومن يرعاك على تدمير الاقتصاد الوطني بتدمير المنشآت وتقيم الأفراح احتفالاً بما حققوه من تدمير وحرق وتعطيل مصالح المواطنين وبمن يسقط في المعارك الآثمة، وتحيي أولئك الأبرياء الذين تزج بهم لإضرام النيران بالمولوتوف ضد مصالح الوطن؟
أسئلة نطرحها ونعلم أن إجاباتها لدى نظام أسيادك في طهران الذين رهنت نفسك لديهم مقابل حطوة أو مكانة لديهم ليغيروا عمامتك من بيضاء إلى سوداء إذا ما تحقق حلمك في نجاح ثورتك التي لا تعني سوط النظام، قرأنا كثيراً عن الأحزاب المعارضة لأي نظام من الأنظمة لم تتسبب في تدمير الاقتصاد الوطني، بل كانت تتنافس مع النظام القائم في تقديم البرامج التنافسية لبرامج الحكومة أو النظام القائم في تلك البلدان، لكن الجميع لا يرنو لإسقاط النظام كما تفعل أنت. ولم تكن الجهات المعارضة في أي دولة تعمل لإسقاط الأطياف الأخرى من مكونات الشعب، وتنفرد وحدها في تمثيل الشعب كما فعلت جمعيتك حين تجاهلت كافة أطياف المجتمع، حتى حين فند ذلك اجتماع الفاتح الذي أسقط مقولات جمعيتك والذين سميتهم بالبلطجية، وما هم بذلك؛ إنما هم المكون الرئيس والهام لشعب البحرين الوفي سنة وشيعة وأطيافاً أخرى.
الأخ علي سلمان.. لقد كان الكثير من أبناء البحرين يكبرون مواقفك، خصوصاً عندما تنازلت عن ترشيح نفسك في انتخابات دور الفصل التشريعي الثالث وتنازلت به لأعضاء جمعيتك، وعندما كانت مواقفك تنضح وطنية ومعارضة سلمية كفلها لك الدستور والميثاق الوطني، ولكن تغير الحال عندما لجأت إلى أسلوب العنف والارتماء في أحضان إيران التي تهدف من وراء ولائها لك إحداث فتنة في البحرين مستغلة الدين لكي تغطي بكم ما تعانيه من أزمات داخلية بسبب سياستها التي قادتها إلى ما هي عليه من مشاكل وما تتعرض له من أزمات بسبب فرض العقوبات الدولية عليها، مما تسبب في تدهور عملتها والذي أثارت حفيظة الشعب الإيراني، وهي طبعاً تفضل فرض العقوبات الاقتصادية على أن لا تتعرض مفاعلها أو منشآتها النووية قبل أن تتوصل إلى إنتاج قنبلتها النووية. فالضغوط الاقتصادية أهون بكثير من تدمير منشآتها، خصوصا أنها تملك مخزوناً مالياً يساعدها على تحمل العقوبات الاقتصادية، إضافة إلى بيع نفطها من تحت الطاولة بأسعار مغرية بعيداً عن أسعار أوبك. كما تصلها الأموال من الموالين لها في مختلف دول العالم وأنت تعرفهم جميعاً.
من تلك الأموال التي تؤخذ من الفقراء لتعطى لإيران، إيران التي لم تكف عن التدخل في شؤون دول الخليج وعلى رأسها مملكة البحرين التي تريد حضرتك أن تسقط نظامها بثورتك المزعومة والتي لا تعني إسقاط النظام.
أُهديك في الختام هذه الوصايا من الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لولده الحسن عليه السلام:
«يا بني، احذر من الأمور ثلاثاً، ووافق ثلاثاً، واستح من ثلاث، وافزع إلى ثلاث، وأهرب من ثلاث، واجتنب ثلاثاً، وخف ثلاثاً، وارج ثلاثاً”.
فقال الحسن: “فصلها يا أبي؟”.
فقال كرم الله وجهه: “احذر من الكبر والغضب والحرص المذموم، ووافق كتاب الله وسنة رسوله والصالحين من عباده، وليكن حياؤك من الله ومن الملائكة ومن الصالحين، وليكن فزعك خوفاً من المعصية، وفزعك إلى التوبة وفزعك إلى طلب العلم، واهرب بني من الكذب والخيانة والظلم، واجتنب الشر وأهله والنفاق وأهله، وخف الله وممن لا يخاف الله، ومن لدغات لسانك، وارج الله في غفران ذنوبك، وفي قبول أعمالك، وفي شفاعة نبيك”.
انتهى حديث ووصايا الإمام علي كرم الله وجهه لولده الحسن عليه السلام.
أخي الشيخ علي سلمان.. أهدى إليك هذا الحديث الدرر من الإمام علي كرم الله وجهه لعلك تقتدي به وتنقذ نفسك ومن تبعك لتنجو من عذاب القبر وعذاب الدنيا وعذاب الآخرة.
غفر الله لك ولمن تبعك، وهذا من قلب محب لك ولمن تبعك، وأسأل الله لك ولمن تبعك الهداية والغفران إنه سميع مجيب.