الرأي

الحصان الأسود

قناديل رياضية

لا تخفي علينا التشامبيونز ليغ كل عام بحصان أسود جديد، فكما عهدنا البطولة الأجمل فنياً والأكثر متعة، كل عام نشاهد بها حصاناً أسود، فالموسم الماضي شاهدنا تشيلسي والموسم الذي سبقه شاهدنا شالكة الألماني، ولا ننسى بالتأكيد ما فعله العديد من الغازين بهذه البطولة ولم يكونوا مرشحين، فلا أظن أن ليفربول كان يومها مرشحاً عندما ظفر بلقب عام 2005، ولا أظن أن كان هنالك من يرجح كفة تشيلسي بالوصول حتى لنصف نهائي النسخة الماضية بعد التشتت الفني الذي مر خلاله عقب إقالة أندريه فيلاس بواس من رأس الجهاز الفني للنادي، ومن دون شك فإن هذا البطل لا يأتي من فراغ وإنما من عمل فني مدروس، فلم يأت يوماً فريقاً فاجأ الجميع من فراغ، وليس بالضرورة أن يكون الحصان الأسود هو الفائز بالنسخة بقدر ما يجب أن يكون حاضراً بمفاجآته بأي دور من الأدوار، سواء في دور الستة عشر أم نصف النهائي، فما هي مواصفات هذا الفارس اللامع الذي نسميه بالحصان الأسود.
الحصان الأسود هي ظاهرة جميلة المعالم، نرى فيها الاستقرار الخفي الذي لا يظهر، إلا بظهور المفاجأة وهزم الفرق والقوى الكبرى في البطولة، ولربما نشاهد عدداً كبيراً من المفاجآت هذا العام خصوصاً بعد مشاركة الأندية الغارقة في الملايين كباريس سانت جيرمان وزينت سانت بطرسبورغ إضافة إلى نادي ملقا الإسباني، فالنادي الأول صنع بما يشبه الثورة في عالم الميركاتو عندما ابتكر مشروعاً وتم من خلاله التعاقد مع مجموعة من الرياضيين، أولاً وإداريين ومن ثم مدرب هو كارول أنشيلوتي الذي وصل لكأس ذات الأذنين مرتين، مرة في ملعب الأولد ترافورد والمرة الأخيرة في أثينا، وعمل أيضاً مجموعة تعاقدات مع لاعبين عدة، أبرزهم النجم السويدي زالاتان إبراهيموفيتش، باستوري في صفقة تاريخية، لافييتزي، ومينيز، وفي الجهة الثانية لدينا نادي ملقا الذي بنى فريقه على أمثل نحو ممكن خصوصاً بعد تعاقده الأفضل مع المدرب القدير مانويل بيلليغريني الذي جعل من شخصية هذا الفريق نجماً بعدما كان مغموراً، بينما هنالك الأندية الروسية التي بدأت مؤخراً باصطياد نجوم الكرة من مختلف الدوريات العالمية وقد كان آخرهم نادي أنجي ونادي زينت سانت بطرسبورغ الذي تعاقد مع هالك نجم بورتو البرتغالي، ولكن يبقى التعاقد مجرد وسيلة في غاية كبرى هي عامل المفاجأة.
ومهما كان يحتاج الفريق من تعاقدات فإنه يحتاج وبصورة أكبر لشخصية البطل التي يريد أن يستغلها مفتاحاً لتعاقداته، كما حدث مع تشيلسي العام الماضي الذي وصل للنهائي بشخصية تشسيلسي-مورينهو، وكما فاز مرسيليـــــــا بعــــام 1995 بشخصيــــــــة لاعبيــــــه الكبــــــــار كديشامب، كما هو بحاجة للاستقرار الفني أكثر من طرح البعثرة والضوضائية في أجندة الفريق وأهدافه.