الرأي

تغريدات في حديث جلالة الملك

تغريدات في حديث جلالة الملك

«لئن شكرتم لأزيدنكم».. هذه الآية الكريمة بدأ صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد حديثه عند ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء يوم الأحد الماضي. فشكر الخالق القدير واجبٌ في جميع الأحوال، فكيف إذا وهبنا النعم؟ وفي قراءة لما تحدث به جلالته في مجلس الوزراء يتضح لدى المواطن الفصل في كثير من الأشياء التي تهم الوطن والمواطنين في البحرين. وحين نخلص من قراءة تلك الأمور يتضح لنا أن البحرين الصغيرة جغرافياً هي في الحقيقة كبيرة بشعبها وقوية بقيادتها، وقادرة على تحقيق الكثير بتآلفها الديني، وتكون في مناعة وعزة بتعايشها الإنساني مع الآخرين، وهذا ما يجعل الكثيرين يحبون البحرين.
وبعد تلك القراءة المتأنية لحديث جلالة الملك، فإنه لا يسعنا إلا أن نشير إلى ملخص للجوانب المضيئة في حديثه.
- إن رفاهية المواطن البحريني هي الهدف الأساسي للقيادة السياسية للبلاد، فهو عينها التي تنظر بها، وسلوتها في المحن، وهو الغاية والهدف المنشود من مشروع جلالة الملك الإصلاحي، ومن أجله يتم تطوير البلاد، ويتم تعميرها من أجل تحسين مستوى معيشة المواطن أولاً ولنهضة وتقدم البحرين ثانياً. فالمواطن البحرين هو الرقم الأول لدى قيادته دائماً. وكما إن المواطن يحتاج إلى بلاده ويلتمس منها كل احتياجاته، فإن الوطن في ذات الوقت يحتاج إلى المواطن الواعي، الإنسان المتفاني، الملتزم بواجباته والعارف بحقوقه. وقد أكد ميثاق العمل الوطني ومشروع جلالة الملك الإصلاحي على الكثير من هذه الحقوق والواجبات التي لو تمسك بها المواطن وحصل عليها لنال الكثير من الخير ولتحقق للوطن الكثير من المكاسب والمنجزات الوطنية. - تعتمد الدولة لتحقيق رفاهية المواطن على الأجهزة الحكومية، فهذه الأجهزة ليست فقط عبارة عن مبانٍ ومعدات وموظفين بل هي مجموعة من الإمكانيات المادية والفنية التي وجدت من أجل تحقيق أهدافها. فعندما تقوم هذه الوزارات والمؤسسات الحكومية بدورها الصحيح والكامل في خدمة المواطن وتوفير ما يحتاج إليه من الخدمات والمنتجات فإنه بلا شك ستحدث الكثير من التغييرات الإيجابية الملموسة على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية التي يتطلع إليها المواطن، اعتماداً على سياسة حكومية وطنية منهجية صحيحة وبأسس علمية حديثة. وإن كفاءة الوزارة والمؤسسات الحكومية ليست بوزيرها ولا بعدد موظفيها ولا بمعداتها، إنما يكون بقدرتها على خدمة المواطنين وبجودة ما تقدمه من منتجات وخدمات إليهم، وكلما كانت هذه الجودة مستمرة سيكون التواصل مستمراً بينها وبينه، وسيحظى المواطن بالكثير من الرعاية والعناية. وهذا يتطلب العناية المباشرة من قبل السيد الوزير والمسؤولين في هذه الوزارة وتلك، بالمباشرة الشخصية وبالإطلاع على مشاكل المواطنين المتعلقة بوزارتهم، وأن يكون هناك اهتمام متفانٍ لمقابلة المواطنين والاستماع لشكواهم وتخصيص الوقت المناسب لتحقيق هذا التواصل مع المواطنين بما يصون حقوقه الوطنية والإنسانية.
- ليس من واجب الوزارات والمؤسسات الحكومية فقط توفير الخدمات والمنتجات للمواطنين، بل إن لبعضها أدواراً أخرى كحفظ النشء وتهذيبه وتربيته تربية وطنية صالحة، فشباب الوطن هم أمله القادم ومداميك مستقبله الآتي، ولا بد من توفير أوجه العناية له لكي يتم استثماره اليوم استثماراً جيداً ليكون ثمراً طيباً في الغد. وهذه الأدوار منوطة بمجموعة من الوزارات (التربية والتعليم، التنمية الاجتماعية، حقوق الإنسان، العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، وهيئات الإعلام)، ومن أدواره (رعاية المواطن صغيراً ليشب كبيراً مواطناً صالحاً، وضعه في مسار بعيد عن طريق الانحراف السياسي والديني الطائفي، وإبعاده عن السلوكيات الخاطئة التي تؤذيه وتؤذي الوطن والشعب). ويتحمل عبء ذلك أيضاً مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات سياسية ومهنية وحقوقية ونوادٍ رياضية وثقافية ومساجد ومآتم.
- من الصفات التي تعتز بها مملكة البحرين وشعبها هو التواصل الاجتماعي بين القيادة والمواطنين، وبين المسؤولين والمواطنين، وبين المواطنين أنفسهم. وهذا التواصل يتمثل في استقبال مختلف شرائح المواطنين في المجالس الأسبوعية لصاحب السمو رئيس مجلس الوزراء الموقر، ولمجلس صاحب السمو ولي العهد الأمين، ومجالس المحافظات الأسبوعية. وفي هذه اللقاءات الاجتماعية الوطنية تتم مناقشة أوضاع البلاد والبحث في المشاكل التي تعترض حياة المواطنين والعمل على حلها بكافة السُبل والإمكانيات المتاحة. وإن الاستمرار في عقد مثل هذه المجالس هو إثراء لتواصل القيادة السياسية والمسئولين في البلاد مع المواطنين.
-