الرأي

صبراً شعب البحرين.. إن موعدكم القانون..!!

أبيض وأسود

ربما نحتاج أحياناً للمواربة لنقول أمراً ربما ليس هو الذي في خاطرنا تماماً، لكن متطلبات الوضع، تجعلنا نقول الأمور بمواربة وبعدم تسميتها باسمها الحقيقي.
في البحرين الجميع يعلم ما يريده الانقلابيون، في أول الأمر كان إسقاط النظام، وبعد أن “أخذتهم العزة بالإثم” وتأخر تطهير الدوار، ظنوا أن الأمور في يدهم تماماً، حتى أعلنوا عن جمهورية إسلامية..!!
اليوم، وبعد أن مر عام ونصف على المحاولة الانقلابية أصبحنا وكأننا فقدنا الذاكرة، وكأننا لا نعرف حقيقة ما يريده الانقلابيون، فمع إستمرار الإرهاب حتى اليوم، الجميع يقول لك إن المطلوب هو “الحوار مع الإرهابيين” ومن خلفهم الولي الفقيه؟
الحوار مع أشخاص أو جهات أو جمعيات وطنية حول أمور تتعلق بالوطن والحريات وإدارة الدولة أمر مطلوب، لكن أن أتحاور مع من يريد إقامة جمهورية الولي الفقيه الاسلامية، وبعد أن فشل “أعمل نفسي مش عارف أنه يريد إسقاط النظام وأجلس معه على الطاولة وأعطيه ما يريد حتى ينتهي الإرهاب” فإن هذا قلة إدارة، أو أن من يفعل ذلك لا تعنيه الدولة ويريد تسليمها.
هؤلاء يريدون الحكم، هؤلاء لا يريدون الإصلاح “يبون الحكم مو الديمقراطية، يعني بأي لغة نقولها حتى تصل الفكرة” ومن بعد ذلك نقول إنهم “عيالنا وشعاد” خل يأخذون الحكم..!!
من فرط ما يعانيه أهل البحرين من ضغوط ومن انفلات في الإرهاب، وصل إلى الاعتداء على مراكز الشرطة مرة تلو الأخرى بشكل استفزازي، فإننا نقول لأهل البحرين كما نقول لأهل فلسطين وكما نقول لأهل سوريا الموحدين “صبراً آل البحرين إن موعدكم الجنة”، وليغفر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في استعارة العبارة، فما نعانيه اليوم يشبه عذابات آل ياسر في صدر الاسلام، إرهاب وقانون يطبق على رجال الأمن، ولا يطبق على الإرهابي.
تتم مهاجمة رجال الأمن بالمولوتوف وإن دافع رجل الأمن عن نفسه وعن حياته “وهذا أمر طبيعي في أي دين وشريعة” يصبح رجل الأمن مجرماً، نعم مجرماً، كان عليه أن يحترق بالمولوتوف، ولا يدافع عن نفسه ولا يستخدم سلاحه، فإن فعل فهو يحتاج محاكمة عسكرية..!!
نسي أهل البحرين همهم المعيشي في شهر صعب جداً من بعد رمضان والعيد، وزيادة الكلفة المعيشية على الناس “وتضوع جيوبهم جوعاً”، نسوا كل ذلك بسبب أن وضعهم الأمني أهم، الإرهاب الذي تم نقله بتخطيط خبيث إلى المحرق كان هو حديث الناس في أيام العيد، المعيشة لدى أهل البحرين هي حجر زاوية، هي الهم الأصلي، لكن هم الارهاب الدخيل هو الذي تصدر المشهد، كون الأمن أهم من أي قضية أخرى.
شريكي في الوطن والدين لا يقذفني بالمولوتوف في عيدي الإسلامي، الذي من المفترض أن يكون عيده أيضاً “هذا حتى في فلسطين المحتلة لا يحدث”.. شريكي في الوطن والدين لا يتحيَّن الفرص من أجل الهجوم على الناس في أسواقهم قبل العيد حتى ينّغص عليهم فرحتهم ويرهبهم وربما يصيبهم بالأذى، هل هذا شريك في الدين والوطن، هل يفعل ذلك من بقلبه إيمان، وحب وطني..؟
تبدلت إسطوانة إسقاط النظام، وإعلان الجمهورية، والإضراب العام بأمر الولي الفقيه حتى وصلنا من بعد أحداث سوريا إلى المطالبة بحوار التنازلات، من أجل أن يرضى الانقلابي بما تقدمه الدولة له، وتكون هذه التنازلات بمثابة التعجيل بسقوط الدولة في الانقلاب القادم.. الجميع يعرف ذلك، والجميع يعرف ماذا يريد الانقلابيون، لكنهم يتحدثون عن حوار قادم.. “نتحاور على هدايا للانقلاب القادم على ما يبدو”..!
ما قاله الدبلوماسي الأمريكي من أصل لبناني من أن “حزب الشيطان” سوف ينتقم من سقوط بشار المجرم في سوريا و سيشعل الاضطرابات الطائفية والأمنية في لبنان والبحرين كان كلاماً خطيراً، فماذا لدى الدولة من معلومات، وهل تأخذ هذا الكلام على محمل الجد، أم إنها تنتظر -كما هي العادة- أن يقع الفأس في الرأس..!
إذا صحت المعلومات التي تقول إن السفارة الأمريكية في الكويت أعطت إشارات بأن يغادر الأمريكان في الكويت والبحرين قبل شهر 10 “أكتوبر”، فإن هذا يعني أن هناك ما سيحدث في المنطقة، هل هو احتلال إيراني للكويت عن طريق العراق؟ هل هو محاولة انقلاب أخرى وتدخل في البحرين؟
لا نعلم، الصورة ليست واضحة، وربما من يشاهدون ويعلمون المعلومات من القادة لديهم المعلومة، لكننا كشعب ننتظر الأشياء مثل وقع الانفجار المفاجئ..!
كل هذه المؤشرات تجعلنا نطالب من الدولة وأهل البحرين أن يكونوا على استعداد تام “بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى” لما قد يحدث ويطرأ على الساحة.
كل شيء يلفه التعتيم، ولا نعلم هل الدولة مستعدة للقادم، أم إنها مشغولة “بنسج غزل الحوار” مع الانقلابي الذي يريد التفاوض على التنازلات من الدولة وهو الخاسر من الانقلاب الماضي.. لا نعلم، فقط نقول صبراً أهل البحرين على ما تعانونه.. عل موعدكم جنة الآخرة ..!!