الرأي

كشف المستور في وثيقة ويكيليكس

كلمــة أخيــرة

أجابت هيلاري كلينتون عن سؤال وجه لها في مصر عن حقيقة دعم الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الإخوان المسلمين دون بقية الأحزاب السياسية، فقالت إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الديمقراطية ولا تدعم الأحزاب.
إنما حين وقف أوباما في محفل دولي وذكر “الوفاق” دون غيرها العام الماضي، كان ذلك دعماً لحزب لا دعماً للديمقراطية.
وحين تكشف وثيقة الويكيليكس الأخيرة علم الولايات المتحدة الأمريكية بحقيقة جمعيتي الوفاق ووعد واستعدادهما للقيام بأي عمل يخالف مبادئ الديمقراطية، كالتزوير في انتخابات الاتحاد العمالي البحريني، ومع ذلك تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في دعم الوفاق، فإن ذلك يضرب مصداقية الرد الأمريكي في العمق.
فالولايات المتحدة الأمريكية قدمت دعماً لا محدوداً لاتحاد العمال البحريني والمنح التي قدمها مشروع (الميبي) بكل أفرعه للاتحاد فاقت المليون دولار في بضع سنوات، عدا ما قدمت له من دعم لوجستي في المنظمات الدولية في التصويت لصالحه أثناء مناقشة كل ما يتعلق بالبحرين من بعد الأزمة.
إذاً الولايات المتحدة الأمريكية تدعم حزباً تعرف هي وتعلم أنه زور انتخابات عمال، فكيف به لو تم تمكينه سياسياً؟ كيف إذاً تستمر في دعمه؟
تدعمه لأنه كان الذراع الطولى في الأحداث الأخيرة وبواسطة أعضاء الوفاق الذين استحوذوا على اتحاد العمال وعلى بقية المؤسسات المدنية قامت بشل البلد بغية القضاء عليه وعلى اقتصاده، واليوم يبكي الاتحاد على لبن سكبه بيده ويحاول أن يرقع شقوقاً هو فتقها وينقذ من غرر بهم ومعلقين في رقبته.
الولايات المتحدة دعمت حزباً كاذباً مزوراً، هذا السلوك يكشف لنا زيف ادعاء الولايات المتحدة الأمريكية أنها تعزز الشفافية وأنها تشجع على تكافؤ الفرص والعمل الحر، وأنها تدعم نيل المرأة حقوقها، فهي شجعت ودعمت مادياً ولوجستياً قوى دينية خرقت كل تلك المبادئ والقيم، ومع ذلك استمر دعمها لتلك القوى دون اعتبار للقيم التي أهدرتها تلك القوى.
اليوم المجتمع البحريني تخطى حاجز الأزمة والحمد لله، وعرف حقيقة الدعم الأمريكي، وعرف حقيقة تلك الجمعيتين قبل أن تكشفها وثيقة ويكليكس، فتلك الوثيقة ليست إضافة للمجتمع البحريني من حيث كشفها لسيطرة جمعيتي الوفاق ووعد على اتحاد العمال، لكنها جديدة من حيث كشفها عن التحالف الشيطاني الذي استباح أي سلوك إجرامي ومخالف لكل الشعارات التي ترفعها الجمعيتان، خصوصاً جمعية وعد -فقط- من أجل الهيمنة والسيطرة والوصول للسلطة.
التزوير؟ التزوير يا وعد؟ إلى هذه الدرجة وصل الانحطاط؟ إلى درجة تستبيحون فيه ما ترمون به الأنظمة السياسية؟ ما قيمة نجاحكم؟ ما هو مستوى مصداقيتكم الآن؟ كيف لكم بعد الآن أن تتهموا أي انتخابات أخرى بالتزوير؟
وآخر ما ننتظره منكم هو أن تقولوا ها هي الأنظمة السياسية تزور فلم لا توجهون اتهاماتكم لها؟ لأن ذلك عذر أقبح من ذنب، أنت تدعي أنك قوى سياسية تعمل لتغيير الأنظمة لأنها تزور، قوى سياسية تسعى للإصلاح من أجل نظام مثالي، فكيف تستبيح الكذب والتزوير والغش من أجل أن تصل، حالك إذا حال أي نظام قمعي دكتاتوري فاسد.
لهذا قامت قيامتكم وجن جنونكم حين أعلن عن إشهار الاتحاد العمالي الآخر، لأن الذي تنازل عن مصداقيته من أجل الوصول فقط بانتهازية قبيحة مستعد أن يقوم بأي شيء من أجل الاحتفاظ بمكاسبه، ومن بعد التزوير والغش والكذب نتوقع أن تسلكوا كل فعل تنهون عنه، فأي ديمقراطية تلك التي تدعون وصلاً بها.
الحمدلله الذي منح الشعب البحريني فرصة لكشف العديد من الأمور المخفية التي كانت تحاك في الظلام، يوماً بعد يوم ينتصر الشعب البحريني ويرتفع اسم البحرين ويعاد الاعتبار لسمعة لطخت بالتزوير والكذب وتزول الغمامة وتنقشع سحب الظلام.. الحمد لله.. الحمد لله.