الرأي

الجواب.. خليفة بن سلمان

من آثر وداع الطفولة في سن السابعة -أو أقل- للبدء بتكوين شخصية رجل الدولة في سبيل خدمة البحرين وشعبها؟

من أفهم الفرس بموقف وحنكة القائد إبان استقلال البحرين «وفي عقر دارهم وأمام الشاه نفسه عندما زار إيران حينها»، أن البحرين للبحرينيين بكل ما تحمله مكونات المجتمع البحريني الأصيل من لحمة؟ ولا عجب وجده السادس أحمد الفاتح قد أفهم بدوره الفرس الدرس نفسه.

من سخر السياسة لخدمة الاقتصاد -وهو النهج الصحيح- وبنى على ذلك قاعدة مصرفية ومالية للبحرين أصبحت صمام أمان ازدهار البحرين، وشكلت مدرسة يحتذى بها خليجياً وعربياً وإقليمياً وترفع لها قبعة الغرب، وهو ما دفع أحد مسؤولي حكومة غربية يوماً إلى القول إن سموه يستحق أن يكون رئيس وزراء دولة متقدمة؟

من عمل على تنويع مصادر الدخل القومي غير النفطية منذ الوهلة الأولى لتسلمه مسؤولياته، وأنشأ على إثر هذا المشاريع الصناعية الوطنية الضخمة وأضخمها شركة البحرين للألمنيوم «ألبا»، التي تعد اليوم من أكبر وأشهر مصانع الألمنيوم في العالم تصنيعاً وجودة -وإحدى مصادر الدخل الوطني المهمة غير النفطية- وهي الجودة التي طارت إلى الفضاء الخارجي عندما استخدم ألمنيوم ألبا في تصنيع المركبة الآلية الفضائية الأمريكية «سوجورنر» لعمليات اكتشاف كوكب المريخ في التسعينات؟

من أرسى لهذا الاقتصاد المزدهر دعائم الأمن والأمان وانهالت على إثره الاستثمارات الإقليمية والعالمية على البحرين؟ -والمعروف أنه بلا أمان رأس المال جبان- وحسبك من إنجازاته نعمة الأمان وتأملوا فاقدها.

من قام منذ تسلمه لمسؤولياته بتخصيص دعم حكومي مستمر حتى يومنا هذا -مع الأخذ بالاعتبار محدودية الإنتاج النفطي للبحرين باعتباره مصدر الدخل الوطني الرئيس مقارنة مع باقي دول الخليج العربي- لسلع أساسية في حياة الشعوب قد تندلع ثورات شعبية لأجلها إن فقدت أو غلا سعرها؟

من قرّب أبناء هذا الوطن إليه دون معيار مذهبي أو ديني سوى معيار الكفاءة بجانب الأهم حب الوطن وخدمته، وجعلهم يتقلدون أرفع المناصب الرسمية بدءاً من نائب رئيس للوزراء ووزير وغيرها من المناصب الرسمية الرفيعة؟

من تابع ويتابع ما يرد في وسائل الإعلام المختلفة وبخاصة الصحافة وما ينشر فيها من هموم للمواطنين، ويقوم بنفسه أو بالإيعاز لمسؤولي ديوانه بإنهاء معاناة أو معضلة لهذا المواطن أو من رعايا هذا الوطن. وبمناسبة الحديث عن الصحافة؟ من يقوم شخصياً بمتابعة نتاج الصحافيين وبخاصة ما يطرحونه من هموم للوطن والمواطنين، ويقوم شخصياً بالتواصل مع هؤلاء الصحافيين والشاهد ما قد يطرحه هذا الصحافي أو ذاك بعدها من تشرفه باتصال سموه أو لقائه «وكاتب السطور قبلاً أحد من تشرف باتصال سموه»؟

من حرص على تكريم أبنائه المتفوقين شخصياً في يوم أضحى عيداً للعلم تتفرد به البحرين بين الأمم، منذ بدايات التخصيص السنوي لهذا العيد قبل أكثر من أربعين عاماً حتى آخر حفل؟ وكأنه بتكريم أبنائه المتفوقين شخصياً يقول لهم، أنتم الجزء الأساس في مقولتنا التي طالما رددناها «البحرين صغيرة في حجمها كبيرة بأبنائها». من في قربه للشعب في أفراحهم وأحزانهم، ومن يحرص في حجمه منذ استلامه لمسؤولياته حتى يومنا هذا على تخصيص يوم في الأسبوع للقاء المواطنين -ناهيك عن اللقاء الميداني المستمر- وفي مجلس سموه نرى أسبوعياً ما يوحي بأنه عمل فني وطني من صنع سموه ألا وهو المنظر الفسيفسائي الجميل لجميع مكونات المجتمع البحريني الأصيل الذي يتصدر المجلس كل مرة؟

من أدرك مدى أهمية تقوية روابط البحرين الخارجية وآثر البدء بالأقربين من دول الخليج العربي وطار ذكره في مشارق الأرض ومغاربها؟ وفي سياق ذكر دول الخليج العربي، من وضع -قبيل إنشاء مجلس التعاون الخليجي بسنين عديدة- عنوان نجاح أي مشروع قومي وحدوي والذي تلخص في مقولته، «ينبغي لأي مشروع اتحاد ناجح بين الدول أن يتم إنشاؤه قبلاً بين الشعوب لا بين الحكومات»؟

من إذا غاب في سفر لزيارة رسمية أو خاصة أو لظرفٍ ما -متعه الله بالصحة والعافية- ترى البحرينيين يحسبون اللحظة لرجوع سموه وهو شعور بحريني فطري، فالبحرين لا تحتمل غيابه ولا تكتمل إلا به؟

من في أعصف الأزمات -اللهم أبعدها عنا وعن وطننا وعن جميع بلاد المسلمين- كان أشدّ ثباتاً ومصدر طمأنينة للبحرينيين وازداد حبه في القلوب والتف على الولاء له كل بحريني مخلص لهذا الوطن ورموزه؟

من حظي بإشادة المجتمع الدولي، تقديراً وعرفاناً لجهوده في رفع اسم البحرين على مختلف الأصعدة، وكان آخرها ما جاء حرفياً على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى الأخيرة لتركيا «أرجو أن تبلغوا تحياتي لسموه.. هذه الشخصية المعروفة بحنكتها السياسية في المنطقة»؟

الجواب.. خليفة.. مجد الوطن، خليفة.. خطاك الشر، خليفة.. كلنا فداك.