أبوظبي.. نحو تحقيق الريادة البيئية العالمية
في الوقت الذي يستثمر البعض جل وقته في التعليق عن خطر الذكاء الاصطناعي وعلى استمرارية بعض الوظائف وإبراز تحديات هذا التحول التكنولوجي، تتجه دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديداً إمارة أبوظبي لتحقيق الريادة البيئية العالمية وتُعِدّ جهودها واستثمارها البشري والمالي والمهارة المهنية والتخطيط الاستراتيجي الذكي حتى تتسابق مع الزمن لتكون أول جهة بيئية عالمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي في جميع عملياتها البيئية الرئيسية.دولة الإمارات تُعدّ أول دولة في العالم تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات فهي تحرص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال مواكبة التطور والتقدم التكنولوجي ومسايرة الثورة الصناعية، ومجال البيئة من أهم المجالات التي يتطلب جهداً وتعاوناً واسعين للحفاظ عليها، فحُسن الإدارة البيئية هي ضمان ديمومة صحة كوكب الأرض، وهذا ما تسعى إليه هيئة البيئة-أبوظبي في الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في خدمة البيئة من خلال الاستراتيجية الخمسية الجديدة من 2026-2030 لهيئة البيئة في أبوظبي الذي استعرضها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة أبوظبي والتي تهدف إلى مراقبة الأنظمة البيئية والاستجابة السريعة لإيجاد حلول وتطوير لاستدامة البيئة المثالية عبر الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ومن أجل خدمة الإنسانية وتعزيز الإنتاجية بوتيرة أسرع من ذي قبل؛ مما يساهم في اتخاذ القرار المستقل لتحقيق التطور والتقدم والتميز.من الأمثلة التي تمّ استعرضها للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال البيئة الكشف عن التسرّب النفطي منها التسرّب في البيئة البحرية، أيضاً التعرّف على أنواع الأسماك وعددها وكذلك بالنسبة للبيئة البرية للتعرّف على أنواع الحيوانات والطيور والأعشاش والكثير الكثير من خلال التصوير الجوي المستمر ورصد التغيّرات البيئية والتنبؤ بجودة الهواء والمياه، وذلك للحماية من التلوث وتخفيف الأضرار على البيئة الطبيعية، وانضمت هيئة البيئة-أبوظبي إلى قائمة أفضل المؤسسات العالمية في تطبيق الذكاء الاصطناعي ووفرة البيانات البيئية.الاستفادة من التقنيات الحديثة والذكية تتطلّب سرعة الاستجابة للتطور السريع الذي بدأ يغزو العالم، فالتطبيقات الذكية أصبحت حاجة ملحّة في مختلف القطاعات، وعلينا أن نُساير التطوّر بخُطى توازي سرعة الهيمنة التكنولوجية ونواكب الإيجابيات لما يترتب من أثر حقيقي، والدول المتقدمة والغنية هي دائماً تكون مستعدة للتطور منها جاهزية للذكاء الاصطناعي للرخاء الذي سوف يعمّ على من يستفيد من هذه التقنيات الذكية اليوم للمستقبل.