الرأي

دوم قدها وقدود

خبران مفرحان تداولتهما وسائل الإعلام مؤخراً يتعلقان ببطولة دورة الألعاب المدرسية الدولية 2024، والتي تستضيفها المملكة برعاية من جلالة الملك المعظم، بمشاركة ما يزيد عن 5 آلاف شخص من 70 دولة.الخبر الأول كان متعلقاً بتنظيم هيئة البحرين للسياحة والمعارض برنامجاً سياحياً خاصاً للوفود المشاركة في الدورة، وهو ما أشرنا إلى أهميته في أكثر من مقال الأسبوع الماضي، حول الاستفادة من المناسبات والفعاليات المختلفة التي تحتضنها المملكة للترويج للبحرين كواجهة سياحية متميزة وهامة في منطقة الخليج العربي.وقد أشارت الهيئة إلى أن تنظيم الجولات السياحية يعكس الالتزام بتقديم تجربة استثنائية للشباب المشاركين، إلى جانب الحرص على أن يحظى المشاركون بتجربة سياحية مميزة، وأن يتمكنوا من التعرف على الهوية البحرينية عن قرب.ودون شك أن مثل هذه الجولات، سواء في هذا الفعالية الدولية أو غيرها، يمثل إحدى الأدوات الناعمة التي يمكن للبحرين من خلالها تعريف العالم بما تمتلكه من مقدرات وإمكانيات سياحية وحضارية تجمع بين الأصالة والحداثة.الجميل في هذه الجولات أنها لم تقتصر على واجهة محددة، بل شملت معالم تاريخية بحرينية هامة وعدداً من المواقع التراثية والأثرية، إلى جانب معالم حضارية عالمية مثل حلبة البحرين الدولي ومتحف البحرين الوطني، وغيرها..الخبر الثاني المفرح كان بشأن تحقيق حساب البطولة على منصة التيك توك أكثر من 16 مليون مشاهدة خلال أول أيام التغطية الإعلامية للبطولة، وهو ما يعد استغلالاً ذكياً من القائمين على التغطية الإعلامية للبطولة لواحدة من أكثر المنصات العالمية مشاهدة، ما يعكس تفكير خارج الصندوق للوصول إلى هذا الكم من المشاهدات، وتعريف العالم بما تمتلكه البحرين من إمكانيات حضارية.معهد البحرينللموسيقى الشرقيةخبر آخر مهم يضاف إلى ما سبقه من أخبار، يثبت نجاح البحرين في استغلال قوتها الناعمة للانتشار عربياً وعالمياً، وهو خبر افتتاح معهد البحرين للموسيقى الشرقية في مدينة أصيلة المغربية، في إطار فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي 45.وسيهدف المعهد، حسب الخبر المنشور، إلى تأهيل الموسيقيين الشباب في مدينة أصيلة عبر تعليم قواعد الموسيقى الشرقية على وجه الخصوص، كما سيتلقى الطلبة دروساً متخصصة في القواعد والآلات والمؤثرات الموسيقية والصوتية الأخرى.إن مثل هذه المشاريع، والتي تنبع مباشرة من رسالة البحرين الإنسانية الهادفة إلى نشر قيم السلام والتآخي والمحبة بين الشعوب، ستكون بوابة جديدة للمملكة للتأثير وتعريف العالم بما تختزنه من قيم إنسانية وأخوية نابعة من ثقافة وتاريخ ممتد لم يعرف عنه سوى جنوحه للخير وللتآلف والتعايش.وأخيراً.. «احنا قدها وقدود»؛ والبحرين وأبناؤها قادرون دائماً على البروز والتميز ونقل الصورة الحضارية والإنسانية التي نتميز بها..