حان وقت استجابة العالم لانعقاد «المؤتمر الدولي للسلام»
في ظل اتساع رقعة الحرب والصراعات الدموية في منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل عدم القدرة على خفض التصعيد، وعدم توفير الأمن والأمان اللازمين لشعوب المنطقة العربية، إضافة إلى العجز الشديد في حصول تلك الشعوب على حقوقهم المشروعة في العيش بأمان وسلام ورخاء، يجد المجتمع الدولي نفسه في أمس الحاجة إلى ضرورة الاستجابة الفورية لدعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، خلال تفضل جلالته، برعايته الكريمة، لافتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب، مؤخراً، لعقد مؤتمر أو اجتماع موسع وعاجل يعيد الأمل في تحقيق السلام المنشود، تلك الدعوة التي تبناها الاجتماع الأخير للقمة العربية، التي عقدت في مملكة البحرين في شهر مايو الماضي.
.
إن المبادرات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وفي ظل المتابعة الحثيثة والحكيمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، تؤكد على الدور الإنساني الذي تضطلع به الدبلوماسية البحرينية في خدمة القضايا العربية والعالمية من أجل حفظ الأمن والاستقرار، وتؤكد مدى اهتمام مملكة البحرين بتوفير سبل العيش الكريم لأبناء الوطن العربي لاسيما، وأن تلك الحروب الدموية المستمرة قد أثرت بشكل سلبي عليهم، وأدت إلى حرمانهم من حقوقهم الإنسانية الأساسية في الحصول على خدمات التعليم والصحة والأمن، وصولاً إلى تطوير التعاون بين العرب في المجالات المختلفة، خاصة ما يتعلق بالتكنولوجيا والتحول الرقمي.
.
من هذا المنطلق يتضح جلياً مدى حرص مملكة البحرين وسعيها الدؤوب من أجل ضرورة فض الاشتباك ووقف تلك الحروب المدمرة، خاصة مع تأكيدها دوماً في المحافل الإقليمية والخليجية والعربية والدولية على أهمية التضامن والتعاون لنصرة القضايا العربية، والسعي الجاد والحثيث من أجل خير الإنسانية وتقارب المجتمعات، تحقيقاً للسلام العالمي الذي ترى المملكة وجوب استعادته في تلك الظروف الصعبة والحالكة التي تمر بها المنطقة العربية والعالم.
.
لذلك، تؤكد مملكة البحرين دائماً على وجوب الوقف الفوري للحرب في قطاع غزة، وباستئناف المساعي الدبلوماسية للأخذ بالحلول السلمية، وتشدد على موقفها الثابت والراسخ في دعم القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية الأولى في قلب العالم العربي والإسلامي ومساندتها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وتطلعها لتكثيف جهود المجتمع الدولي في إحياء عملية السلام، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كخيار استراتيجي لتحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط.
.
كما يأتي ذلك مع تأكيد مملكة البحرين على ضرورة الحفاظ على أمن الجمهورية اللبنانية واستقرارها وسيادتها وسلامة أراضيها.
.
لذلك، لا بد من التنويه بضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الإنسانية، وأن يضطلع بدوره القانوني، في ضرورة الاستجابة الفورية لدعوة مملكة البحرين بضرورة عقد المؤتمر الدولي للسلام، والذي يعتبر طوق النجاة من أجل وقف تلك الحروب المدمرة التي تأكل الأخضر واليابس في منطقتنا العربية، والسعي الحثيث إلى تغليب لغة الحوار والتفاوض، حفاظاً على أرواح المدنيين الأبرياء، وفقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني.