لكل قطرة قصة..
وفقاً لتقرير الأمم المتحدة لعام 2023، تستهلك البحرين حوالي 160 لتراً من الماء لكل فرد يومياً، مما يعد أقل من المتوسط العالمي الذي يبلغ حوالي 180 لتراً. هذا يعكس نجاح الجهود التي بذلتها البحرين لتحسين استخدام المياه وتقليل الهدر، وفي العالم تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من ملياري شخص يعيشون في بلدان تعاني من إجهاد الموارد المائية، ويتوقع تفاقم هذا الوضع في بعض الأقاليم، فحجم المياه العذبة لا يتعدى 2.5 في المائة من إجمالي حجم مياه الأرض، وهي نسبة مرشحة للتراجع؛ بسبب تغير المناخ وتزايد عدد سكان العالم.إذا تعتبر مملكة البحرين واحدة من الدول الرائدة في العالم في مجال الحفاظ على الماء والبيئة. وتتميز بجهود كبيرة لتحسين استخدام الموارد المائية وتقليل الاستهلاك الزائد. ووفقاً لدراسات عالمية، تستهلك البحرين نسبة أقل من الماء مقارنة ببلدان أخرى في المنطقة، ومن بين الجهود المبذولة وجود عدد من البرامج لتوفير تقنيات متقدمة لتحلية المياه واستخدام الطاقة المتجددة لتقليل الاعتماد على المياه الجوفية، وعليه يمكن أن يكون هناك دور رئيس في مكافحة التغير المناخي وتحقيق مستقبل أكثر استدامة.ونحن ننعم بنعمة المياه من الواجب ذكر تلك الأوطان التي تعاني من شح المياه، وأولها شعب غزة الذي يعاني من الحرب منذ أكثر من عام، ودول أخرى تعاني من الحروب والجفاف مثل الدول الأفريقية وجنوب آسيا وغيرها ممن يعاني من شح المياه، ففي أحد التقارير الأممية للعام الماضي ذكر أن ما يقرب من 50 مليون شخص في المنطقة العربية يفتقرون إلى مياه الشرب الأساسية، ويعيش 390 مليون شخص في المنطقة- أي ما يقرب من 90 في المائة من إجمالي عدد السكان- في بلدان تعاني من ندرة المياه.. وأيضاً تعتبر المنطقة العربية الأكثر ندرة في المياه بين جميع مناطق العالم، حيث تقع 19 من بين 22 دولة عربية في نطاق شح المياه. وتحصل 21 من 22 دولة عربية على مواردها المائية الأساسية من مياه عابرة للحدود».تسليط الضوء على المياه كان هدفاً للحملة الوطنية «مياه مستدامة» التي أطلقت قبل أيام تحت شعار «لكل قطرة قصة» والتي تهدف لتعزيز الوعي المؤسسي والمجتمعي بأهمية إعادة تدوير المياه واستدامتها، واشتملت الحملة على العديد من البرامج والأنشطة والمعارض والمسابقات التوعوية والتثقيفية، التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة والمرونة في قطاع المياه، ورفع مستوى الوعي لدى المؤسسات والأفراد بأهمية إعادة تدوير المياه الرمادية، وتشجعهم على المساهمة في الجهود الوطنية لحماية الثروات الطبيعية.وتفاعلاً مع مضمون الحملة، ثمة مسؤولية يتحملها الأفراد من أجل الحفاظ على الموارد المائية واستشعار النعم التي نتمتع بها، فوسط الأزمة العالمية وظروف بعض الدول السيئة.. تتجلى مسؤولية المشاركة في الحد من هدر الماء، وهو أمر يبدأ من عند أنشطتنا اليومية، وينتهي بسياسات وخطط استراتيجية، إذ يتوجب دائماً الاقتصار على استهلاك الكميات التي نحتاجها فقط.. مع تربية أبنائنا وتعويدهم على ذلك.. فغلق الصنبور كمثال وتقليل كمية تدفق الماء عند الاستعمال أمور بسيطة كفيلة لأن تجعلنا أصدقاء للبيئة.