الخطاب السامي.. الرسائل الحكيمة من جلالة الملك المعظم
دائماً ما تحمل الخطابات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، الدلالات والأطر الاستراتيجية والرسائل السديدة والحكيمة والرشيدة، لحاضر ومستقبل المملكة، حيث تتضمن الحلول لكافة القضايا والتحديات المحلية والإقليمية والدولية، لتكون خارطة طريق حقيقية في ترسيخ الأمن والأمان والاستقرار على كافة المستويات، شاملة كافة الأصعدة، لاسيما، محلياً، وخليجياً، وعربياً، ودولياً.
.
وأمس، تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، فشمل برعايته الكريمة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب، حيث تناول جلالته حفظه الله ورعاه، في خطابه الملكي السامي أبرز النجاحات، والقضايا، والتحديات، والحلول الشاملة والوافية لها.
.
إن ثناء جلالة الملك المعظم على الجهود الدؤوبة لفريق العمل الحكومي، بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لهو تأكيد على بصمات سموه المؤثرة في ميادين الخدمة العامة، خاصة ما يتعلق بانتهاج أفضل الممارسات الإدارية والتنظيمية، ولضمان أجود الخدمات الحكومية.
.
ولقد كان لافتاً التنويه ببدء مرحلة جديدة من الحياة البرلمانية لمجلسي الشورى والنواب وتطوير المسيرة التشريعية، ضمن أفق مفتوح لكل ما يتم التوافق عليه، ويؤمّن مستقبل البلاد ونهوضها الحضاري، خاصة مع تأكيد جلالته على ذلك بقوله: «ها نحن، ومنذ انطلاقة العهد قبل خمسة وعشرين عاماً، نلتزم بما نذرنا النفس بالعمل بمقتضاه، وكما أجمعت عليه إرادتنا المشتركة، لصون مصالحنا الوطنية العليا في دولة المؤسسات والقانون، التي نفخر اليوم، بمعمارها التنموي المتجدد، وبمجتمعها المتآلف والتواق للمزيد من التقدم».
.
ولأن مستقبل المملكة دائماً يحظى باهتمام ورعاية جلالة الملك المعظم، فقد جاء التأكيد من جلالته على أهمية استكمال الخطط المنبثقة من رؤية البحرين الاقتصادية 2030، التي تشهد نتائجها تطوراً ملحوظاً، وتعكسه مؤشرات الأداء والتنافسية، وطنياً ودولياً، والتوجيه لتسريع العمل على نسختها القادمة للعام 2050.
.
إن الاهتمام بالهوية الوطنية يعد من الأولويات الوطنية في مملكة البحرين، ومن هذا المنطلق جاء توجيه جلالة الملك المعظم للجهات المختصة، بتنفيذ دراسة متكاملة لقياس الجاهزية في تأصيل الهوية البحرينية، وضبط التوازن بين متطلبات الانفتاح والتجديد، وبين اشتراطات حماية الأمن الوطني. ولابد من الإشارة إلى ما ذكره جلالة الملك المعظم وإعراب جلالته عن الارتياح للجهد المبذول لرفع مستويات الأمن الغذائي والثروات الطبيعية، وفي توظيف التقنيات الحديثة، كالذكاء الاصطناعي، كما جاء التوجيه من جلالته بتكثيف برامجه في القطاعات الحيوية، وفق النُظم والمعايير اللازمة للارتقاء بعلومه ومعارفه ولتنمية عوائده، لتعود بالخير والرفاه على الجميع.
.
ولقد حرص جلالة الملك المعظم على مباركة الجهود المبذولة لأبناء الوطن الذين يقدمون أفضل أشكال البذل والعطاء، في كافة الميادين، والإشادة بالإنجازات الرياضية لأبناء البحرين في المحافل الدولية.
.
إن مملكة البحرين دائماً ما تؤكد على التزامها الراسخ بالتضامن والتعاون العربي وصولاً إلى تحقيق السلام العالمي، وهو ما أكد عليه جلالة الملك المعظم من أجل تحقيق السلام العالمي، لذلك جاء التجديد على دعوة مملكة البحرين لعقد مؤتمر أو اجتماع موسّع وعاجل يُعيد الأمل في تحقيق السلام المنشود، مع التأكيد على ضرورة وجوب الوقف الفوري للحرب في قطاع غزة، وباستئناف كافة المساعي الدبلوماسية للأخذ بالحلول السلمية، وصولاً لتحقيق السلام العادل والشامل والقائم على حلّ الدولتين، خاصة وأن الوقت قد حان من أجل وقف الحرب خاصة وأن المنطقة العربية تعيش مرحلة صعبة على وقع مخاوف من الانجرار إلى الحرب الشاملة التي لن تُحمد عقباها.
.
وإذا كانت المنطقة العربية تعيش حالة من الغليان، في ظروف إقليمية صعبة، فإن الله قد منَّ على مملكة البحرين بالأمن والأمان والسلام والخير، بفضل الله أولاً، ثم بوحدة وتلاحم المجتمع البحريني الأصيل، وهو ما حرص جلالة الملك المعظم على الإشارة والتنويه إليه، خاصة وأن ذلك يدلّ على الوعي الوطني المسؤول للمجتمع البحريني الذي يجعله يزداد قوة ومنعة مهما اشتدت حوله المخاطر.إن الرسائل الحكيمة والرشيدة تجلّت في الخطاب الملكي السامي لجلالة الملك المعظم، مع التأكيد على وقوف البحرين دائماً عوناً وسنداً لأشقائها وأصدقائها، حيث تظلّ دائماً، وأبداً نموذجاً متحضراً في حفظ الحقوق وحماية الحريات.