البحرين التي نعرفها
الأربعاء 09 / 10 / 2024
هي بيت واحد لأسرة واحدة في رقعة جغرافية صغيرة، تناسل أبناؤها، وازدادت أعدادهم ليتّسع البنيان ويتحوّل إلى غرف متعددة داخل هذا البيت الواحد، غرف بأبواب مفتوحة، وبقلوب بيضاء محبة لبعضها بعضاً، غير آبهين لأي معتقد لكل منهم، فما يجمعهم أكبر من أن يفرقهم معتقد أو مذهب أو أسلوب حياة، فالمحبة والتسامح والتآخي والتعاضد هو ديدن ذاك البيت، وإن كان لكل ساكن من تلك الغرف فكرة مختلفة، أو طريقة خاصة به، أو أسلوب حياة يختلف عن باقي الغرف، إلا أن العلاقة التي تجمعهم أكبر من أن تفرقهم تلك الاختلافات المتعلقة ببعض مناحي الحياة.
لم يكن يمضي يوم على ذلك البيت إلا وتجد ساكنيه على قلب واحد، تجمعهم الهموم الواحدة، ولا تفرقهم الاختلافات، متوحدين على وجبة واحدة، ومختلفين على كيفية حب هذا البيت، متسارعين ومتنازعين بالخير على الولاء لتلك الجدران، وعاشقين للأرض التي يقوم عليها هذا البنيان، حبهم وثقتهم لمن يقود هذه الأُسرة الواحدة يجعلهم غير آبهين لمشاق الحياة وصعوبتها، فالمشاق تتكسّر عندما يجتمعون ويلتقون بعد عناء يوم طويل على وجبة من الوجبات، يتسامرون على أنغام المحبة والقلوب الصافية، همهم هو كيفية إسعاد بعضهم بعضاً، فهاك من بينهم من هو صاحب الحكمة، وهناك من هو يلتمس العذر لأخيه القاطن بالغرفة المقابلة لغرفته، وهناك المُحسن الذي يتصدّق على غيره، وهناك القوي الذي يتصدّى لأي حاقد يعمل على هدم أساس هذا المنزل، وهناك الضعيف الذي يستقوي بأهله وإخوته من أهل الشرور والمكائد، وهناك أيضاً المشاكس الذي بحاجة إلى احتواء واحتضان، وهناك من هو صامت يتابع ويرقُب كل ساكني تلك الغرف من أهله وذويه ليقوّمَ ما أعوج من أمرهم بهدوء وصمت وسكينة، يحتوي المواقف ويعمل على تطييب خواطر الجميع.
نعم، تلك هي البحرين باختصار، هي ذاك المنزل السعيد الذي يجمع أبناءه تحت سقف واحد، يداري ساكنيه بعضهم بعضاً، ولا يتأثر من يقطنه بما يحدث خارجه إلا بالخير.
تلك حياة البحرين والبحرينيين منذ قديم الزمان وإلى الآن، بعد أن كان ذلك البيت يقع في الفرجان والأحياء القديمة والقرى، كبُر واتّسع وصار بوسط المدن، وازداد ساكنوه ولكنهم مازالوا يحملون تلك العادات والصفات من المحبة والألفة والتسامح والعشق، وإن كانت تظهر في بعض الأحيان بعض الحالات الاستثنائية فهي لا تعدو كونها تمثّل ذلك الطفل المشاكس الذي بحاجة الى النصح والإرشاد والحكمة في التعامل لإرجاعها إلى طريق الرُّشد والثبات.
ذلك ملخّصٌ للبحرين وشرحٌ مختصر لساكنيها، وتلك النظرة التي استشفّيتها من كلمة وزير الداخلية الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الذي لامست كلمته قلوب الجميع، وكانت كاليد الحانية التي تربِتُ على ظهر ساكني غرف ذاك البيت الوديع، فيَدٌ تربِتُ ويدٌ تدافع وتحمي وتلجُم كل من تسوّل له نفسه المساس بوحدة ساكني تلك الغُرف بذلك البيت المتماسك من الجذور.
باختصار، تلك هي البحرين التي أعرفها منذ الصِّغر، وكنت ومازلت من ساكني غُرفِها ومنعَّم بأمنها وأمانها، وعاشقاً لمجتمعها المتآخي.
لم يكن يمضي يوم على ذلك البيت إلا وتجد ساكنيه على قلب واحد، تجمعهم الهموم الواحدة، ولا تفرقهم الاختلافات، متوحدين على وجبة واحدة، ومختلفين على كيفية حب هذا البيت، متسارعين ومتنازعين بالخير على الولاء لتلك الجدران، وعاشقين للأرض التي يقوم عليها هذا البنيان، حبهم وثقتهم لمن يقود هذه الأُسرة الواحدة يجعلهم غير آبهين لمشاق الحياة وصعوبتها، فالمشاق تتكسّر عندما يجتمعون ويلتقون بعد عناء يوم طويل على وجبة من الوجبات، يتسامرون على أنغام المحبة والقلوب الصافية، همهم هو كيفية إسعاد بعضهم بعضاً، فهاك من بينهم من هو صاحب الحكمة، وهناك من هو يلتمس العذر لأخيه القاطن بالغرفة المقابلة لغرفته، وهناك المُحسن الذي يتصدّق على غيره، وهناك القوي الذي يتصدّى لأي حاقد يعمل على هدم أساس هذا المنزل، وهناك الضعيف الذي يستقوي بأهله وإخوته من أهل الشرور والمكائد، وهناك أيضاً المشاكس الذي بحاجة إلى احتواء واحتضان، وهناك من هو صامت يتابع ويرقُب كل ساكني تلك الغرف من أهله وذويه ليقوّمَ ما أعوج من أمرهم بهدوء وصمت وسكينة، يحتوي المواقف ويعمل على تطييب خواطر الجميع.
نعم، تلك هي البحرين باختصار، هي ذاك المنزل السعيد الذي يجمع أبناءه تحت سقف واحد، يداري ساكنيه بعضهم بعضاً، ولا يتأثر من يقطنه بما يحدث خارجه إلا بالخير.
تلك حياة البحرين والبحرينيين منذ قديم الزمان وإلى الآن، بعد أن كان ذلك البيت يقع في الفرجان والأحياء القديمة والقرى، كبُر واتّسع وصار بوسط المدن، وازداد ساكنوه ولكنهم مازالوا يحملون تلك العادات والصفات من المحبة والألفة والتسامح والعشق، وإن كانت تظهر في بعض الأحيان بعض الحالات الاستثنائية فهي لا تعدو كونها تمثّل ذلك الطفل المشاكس الذي بحاجة الى النصح والإرشاد والحكمة في التعامل لإرجاعها إلى طريق الرُّشد والثبات.
ذلك ملخّصٌ للبحرين وشرحٌ مختصر لساكنيها، وتلك النظرة التي استشفّيتها من كلمة وزير الداخلية الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الذي لامست كلمته قلوب الجميع، وكانت كاليد الحانية التي تربِتُ على ظهر ساكني غرف ذاك البيت الوديع، فيَدٌ تربِتُ ويدٌ تدافع وتحمي وتلجُم كل من تسوّل له نفسه المساس بوحدة ساكني تلك الغُرف بذلك البيت المتماسك من الجذور.
باختصار، تلك هي البحرين التي أعرفها منذ الصِّغر، وكنت ومازلت من ساكني غُرفِها ومنعَّم بأمنها وأمانها، وعاشقاً لمجتمعها المتآخي.