«قاتِلو» الشغف!
الثلاثاء 24 / 09 / 2024
في الأيام القليلة الماضية قابلت عدداً كبيراً من الشباب، في إطار برامج تدريبية أقدمها في الجوانب الإعلامية والإدارية وتقيم المشاريع، كلهم يشغلون مناصب إدارية كمدراء ورؤساء، والمميز في الموضوع أنني لاحظت في عدد كبير منهم «صفة» جميلة جداً، هذه الصفة دائماً ما تجعلني أتفاءل وأقول إن «الدنيا مازالت بخير».
أتحدث هنا عن «الشغف»، نعم هذا الإحساس الذي ستلمسه عند الشخص حينما يتحدث عن شيء يحبه، سواء أكان ممارسة حياتية يقوم بها، أو هواية ما، وحتى على الصعيد الرياضي إن كان فريقاً يشجعه، لكن الأهم حينما يتحدث عن عمله.
دائماً أتذكر تلك الحالة التي يمر بها الكثيرون حينما ينهضون صباحاً إلى أعمالهم، وكيف أن كثيراً منهم ينهض متثاقلاً، ولو كان الأمر بيده لما تزحزح ونهض وذهب إلى العمل.
في ذات مرة تساءلت بصوت عال: ما الذي يجعلك تتثاقل الذهاب إلى العمل، أو بصريح العبارة لماذا تكره الذهاب إلى العمل؟!
كانت الإجابة بعيدة عن الصدمة؛ لأن من يمتلك خبرة في العمل الإداري سيدرك أن الأسباب تعود إلى بيئة العمل، هذه البيئة التي يمكننا كمسؤولين وأصحاب قرار أن نتحكم بها ونوعها كيفما نريد، طالما لدينا الصلاحية والأدوات، بحيث إما نجعلها بيئة عمل محببة للجميع، أو نحولها إلى كابوس أسود يحاول الجميع الخروج منه، ويكره الكثيرين الوُجود فيه.
أنت كمسؤول لديك القدرة على صناعة هذا «الشغف» لدى موظفيك، كما لديك بالتوازن للقيام بـ«قتل» هذا الشغف، بل وأده في مهده.
النماذج التي قابلتها وتناقشت معها من الشباب والشابات، أغلبهم كشف لي عن داخله بكل صدق وصراحة، تحدثوا عن مواقع أعمالهم في جهات حكومية مختلفة، والجميل مثلما ذكرت أعلاه، ما لمسته من شغف لدى أغلبهم، وكيف أن الحماس يعتريهم حينما يتحدثون ويصفون ما يقومون به.
أحد أسئلتي كان: ماذا لو تأتت لك فرصة للخروج من عملك الحالي والذهاب في اتجاه آخر؟! وهذا سؤال مبني على طموح مشروع يتعلق بالتطلعات والآمال والرغبة في التطور.
المثير أن الغالبية كانوا يصرون على رغبتهم في البقاء بمواقعهم، وأنهم يرون التطور فيه، والأهم أنهم يحسون بقيمتهم وتأثيرهم في أماكنهم، وإن كان من تطلع إلى المستقبل فهم يفضلون أن يكون في هذا الوسط المهني، وأن يبذلوا أقصى ما لديهم لأجل الارتقاء به وتحقيق الإنجازات التي تسجل باسمه، بالتالي تسجل باسم مملكة البحرين، بلادهم التي يفخرون بها.
سألتهم عن السبب، وابتسامة تعلو وجهي، سألتهم عن السبب، وأنا أعرف الإجابة مسبقاً، وأترقبها وأنتظرها، فكانت مثلما توقعت. الإجابة هي: نعمل مع مسؤول أو مسؤول من أرقى ما يكون، تميز في العمل الإداري، وثقة بالكوادر وسعي دائم لتطويرها، نعمل في بيئة عمل هي بالنسبة لنا جنة، ومصدر للتحفيز والتطور وصناعة التحدي.
الإجابة الخالدة هي «المسؤول»، وأضيف عليها أنه المسؤول الناجح، المسؤول الإنسان، الذي يعرف قدراته ويثق بها، والذي يعرف كيف يدير القطاع والبشر بعدالة وإنصاف وفتح أبواب للفرص.
أنت يا مسؤول القادر على تعزيز الشغف أو قتله، أنت يا مسؤول القادر على تحويل موقع العمل إلى جنة، وبالتأكيد قادر على تحويله إلى جحيم مستعر.
لبناء هذا الوطن والارتقاء به، ولخدمة الناس، علينا أن نعزز هذا الشغف، ونزرعه في الأجيال القادمة، فوطن بلا شغف في أبنائه، لن يكون واحة غناء تزهر فيها جميع أنواع الزهور.
أتحدث هنا عن «الشغف»، نعم هذا الإحساس الذي ستلمسه عند الشخص حينما يتحدث عن شيء يحبه، سواء أكان ممارسة حياتية يقوم بها، أو هواية ما، وحتى على الصعيد الرياضي إن كان فريقاً يشجعه، لكن الأهم حينما يتحدث عن عمله.
دائماً أتذكر تلك الحالة التي يمر بها الكثيرون حينما ينهضون صباحاً إلى أعمالهم، وكيف أن كثيراً منهم ينهض متثاقلاً، ولو كان الأمر بيده لما تزحزح ونهض وذهب إلى العمل.
في ذات مرة تساءلت بصوت عال: ما الذي يجعلك تتثاقل الذهاب إلى العمل، أو بصريح العبارة لماذا تكره الذهاب إلى العمل؟!
كانت الإجابة بعيدة عن الصدمة؛ لأن من يمتلك خبرة في العمل الإداري سيدرك أن الأسباب تعود إلى بيئة العمل، هذه البيئة التي يمكننا كمسؤولين وأصحاب قرار أن نتحكم بها ونوعها كيفما نريد، طالما لدينا الصلاحية والأدوات، بحيث إما نجعلها بيئة عمل محببة للجميع، أو نحولها إلى كابوس أسود يحاول الجميع الخروج منه، ويكره الكثيرين الوُجود فيه.
أنت كمسؤول لديك القدرة على صناعة هذا «الشغف» لدى موظفيك، كما لديك بالتوازن للقيام بـ«قتل» هذا الشغف، بل وأده في مهده.
النماذج التي قابلتها وتناقشت معها من الشباب والشابات، أغلبهم كشف لي عن داخله بكل صدق وصراحة، تحدثوا عن مواقع أعمالهم في جهات حكومية مختلفة، والجميل مثلما ذكرت أعلاه، ما لمسته من شغف لدى أغلبهم، وكيف أن الحماس يعتريهم حينما يتحدثون ويصفون ما يقومون به.
أحد أسئلتي كان: ماذا لو تأتت لك فرصة للخروج من عملك الحالي والذهاب في اتجاه آخر؟! وهذا سؤال مبني على طموح مشروع يتعلق بالتطلعات والآمال والرغبة في التطور.
المثير أن الغالبية كانوا يصرون على رغبتهم في البقاء بمواقعهم، وأنهم يرون التطور فيه، والأهم أنهم يحسون بقيمتهم وتأثيرهم في أماكنهم، وإن كان من تطلع إلى المستقبل فهم يفضلون أن يكون في هذا الوسط المهني، وأن يبذلوا أقصى ما لديهم لأجل الارتقاء به وتحقيق الإنجازات التي تسجل باسمه، بالتالي تسجل باسم مملكة البحرين، بلادهم التي يفخرون بها.
سألتهم عن السبب، وابتسامة تعلو وجهي، سألتهم عن السبب، وأنا أعرف الإجابة مسبقاً، وأترقبها وأنتظرها، فكانت مثلما توقعت. الإجابة هي: نعمل مع مسؤول أو مسؤول من أرقى ما يكون، تميز في العمل الإداري، وثقة بالكوادر وسعي دائم لتطويرها، نعمل في بيئة عمل هي بالنسبة لنا جنة، ومصدر للتحفيز والتطور وصناعة التحدي.
الإجابة الخالدة هي «المسؤول»، وأضيف عليها أنه المسؤول الناجح، المسؤول الإنسان، الذي يعرف قدراته ويثق بها، والذي يعرف كيف يدير القطاع والبشر بعدالة وإنصاف وفتح أبواب للفرص.
أنت يا مسؤول القادر على تعزيز الشغف أو قتله، أنت يا مسؤول القادر على تحويل موقع العمل إلى جنة، وبالتأكيد قادر على تحويله إلى جحيم مستعر.
لبناء هذا الوطن والارتقاء به، ولخدمة الناس، علينا أن نعزز هذا الشغف، ونزرعه في الأجيال القادمة، فوطن بلا شغف في أبنائه، لن يكون واحة غناء تزهر فيها جميع أنواع الزهور.