نستذكر أثرهم
رسائل حب
الجمعة 20 / 09 / 2024
* نثني على جهود القائمين على جمعية الكلمة الطيبة وعلى رأسهم السيد حسن بوهزاع رئيس مجلس إدارة الجمعية في تنظيم وإدارة جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي، حيث سُعدت بحضور الاحتفال البهيج الذي أقيم مؤخراً لتكريم 12 شخصية بارزة من روّاد العمل التطوعي في الوطن العربي لإسهاماتهم البارزة في العمل الإنساني، إضافة إلى تكريم الفائزين في جائزة سموه للريادة في العمل المجتمعي، وجائزة فئة الفرق التطوعية والأفراد. إن هذه الجائزة تساهم في ترك الأثر الإيجابي في المجتمع، وتحفيز الشباب على المساهمة الفاعلة في الأدوار التطوعية في المجتمع، وهو أسلوب تنموي يساهم في ازدهار الوطن وتقدمه، وهو الأثر الجميل الذي ورثناه من الآباء والأجداد، ومن قيم الإسلام الحنيف الذي يحثنا على عمل الخير والسعي في حاجة الآخرين. كل التوفيق لجمعية الكلمة الطيبة وجميع المهتمين بالعمل التطوعي.
* أثناء حفل تكريم الفائزين في جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي، سُعدت بفوز مُبادرة تواصل أهل البحرين في جائزة سموه عن فئة الفرق التطوعية والأفراد، هذه المبادرة التي تبناها الأخ الشيخ أحمد الغريب وشقيقه عبدالرحمن الغريب وفريق عملهم. والحق يُقال فإن هذه المبادرة ساهمت بشكل كبير في تعميق التواصل بين أهل البحرين ونشر قيم الخير، ونشر أخبار التهاني والتعازي، وحث الناس على المشاركة في مثل هذه المناسبات، في زمن نحتاج فيه إلى من يُذكرنا بالتواصل وبمشاركة أهل البحرين في مناسباتهم المختلفة، وهو مسلك جميل كنا في يوم من الأيام نسير على أُثره في الفرجان المترابطة التي كان فيها (الفريج) مأوى الخير والتواصل ومعرفة أخبار الناس. نُبارك للشيخ أحمد الغريب هذا الفوز، ونشد على يديه وفريق عمله لمواصلة هذا الخير، وندعو المؤسسات الخاصة وأصحاب الأيادي البيضاء لدعمه وتأطير هذا المشروع في إطار مؤسسي يضمن استمراريته للمستقبل، وتطويره بشكل أفضل.
* كانت في يوم من الأيام طالبة صغيرة تحفظ القرآن في مسجدنا في حالة بوماهر القريب من منزل أسرتها، كانت حريصة كل الحرص على أن يكون شغلها الشاغل حفظ كتاب الله الكريم. مرت السنوات وكبرت وكبرت معها أحلام تدريس كتاب الله الكريم، وتزوجت وانتقلت للسكن في مدينة حمد، إلا أنها أصرت أن تواصل الخير وتحافظ على الخير الذي تعلمته، وأن تكون اليوم مُعلمة لتعليم القرآن، ومُشرفة لمركز لتحفيظ الذي نشأت فيه وتعلمت فيه كتاب الله. أصرت أن تواصل الخير وإن بعدت المسافات في المكان الأثير على قلبها، والمكان المُحبب الذي لم تتركه يوماً ما. الأستاذة أمينة التقيتها بجانب المسجد المُبارك الذي ما إن تدخله إلا وتحس بشعور إيماني جميل وسكينة تذوقناها فيه يوم أن كنا صغاراً وما زلنا. التقيتها وشكرتها وذكرتها بالأيام الجميلة يوم أن كانت صغيرة. هذه هي همّة الخير لدى أناس تربوا على مائدة القرآن، وأصروا أن يكونوا في صدارة ركب التميز وإن بعدت المسافات. فهنيئاً لها وهنيئاً لكل من مشى على هذا الطريق.
* ولد صغير في المرحلة الابتدائية، يُبهرني ببره بوالده الأعمى، فقد اعتاد على أن يمسك بيده في كل صلاة ويوصله للمسجد ليؤدي صلاة الجماعة مع المُصلين. حتى صلاة الفجر (المنسية من الشباب) تراه يحضر قبل إقامة الصلاة بفترة من الزمن. نحتاج إلى مثل هذه النماذج الحيّة في المجتمع لتكون ومضة خير في حياة الأجيال، فجميل جدًا أن يتربى الأبناء على مثل هذه القيم، وجميل جداً أن يتعلم الأبناء منذ نعومة أظفارهم كيف يتعلمون البر الصحيح بوالديهم الذين أفنوا حياتهم من أجلهم.
* الكثير من الشخصيات المؤثرة في حياتنا، كان لها العطاء الجميل في المجتمع، قدمت الكثير من التضحيات من أجل هذا الوطن العزيز، ومن أجل أثر جميل رسمته في حياة الأجيال. شخصيات من جيل الطيبين أغلبهم مضوا في رحاب الله، فلم يكتب التاريخ سيرهم، ولم يُخلد أُثرهم للأجيال، فهم من يستحقون أن تكتب مواقفهم وأثرهم في صفحات المناهج المدرسية، وفي التدريب على مهارات الحياة. نحتاج لنغير من أسلوب تعاملنا مع وسائل التواصل الاجتماعي، وننقلها إلى تأطير تاريخ هؤلاء الأفذاذ، وذكر سيرهم العطرة، وإنجازاتهم الحياتية وخدمتهم للوطن.
هم كذلك علمونا معنى الحياة الحقيقي ومعنى العطاء الذي لا يقف عند حد مُعين، ولا يرتبط بعمر الإنسان، بل يمتد إلى آخر أنفاس حياته. هكذا يجب أن نكون نصنع سيرة نجاحنا الحياتية بأنامل أيادينا، ونكون نموذجاً يُحتذى به في المجتمع، ونُعلم الأبناء أننا نصنع الخير ونترك الأثر، بقدوات عملية تسير بخطوات ثابتة في مسير الخير وتحقيق الإنجازات. دعونا نكتب خطوات الأثر الجميل، ونستذكر سيرهم، وسير نجاحاتنا، ونُثمن عالياً كل جهد تقوم به ذواتنا، فبداخلنا الخير، وبداخلنا طاقة جبّارة تنطلق إلى همم السحاب.
ومضة أمل
علّمتني الحياة أن أستفتي قلبي وأرضى بما كتبه الله لي من خطوات الخير.