الرأي

الارتباط المؤدي للمرض






الكثير منا قد يرتبط في حياته العامة والخاصة بأشخاص سلبيين ولربما كانوا نرجسيين يقودون من يلازمهم أو يصادقهم، أو حتى يرتبط بهم إلى حالة من عدم الثقة بالنفس وعدم الاستقرار؛ مما يؤدي إلى اضطراب في الشخصية ليصل بعدها إلى مرحلة اليأس والحزن والضيق، تلك المرحلة التي ما إن يصل إليها الإنسان حتى يبدأ في مرحلة الفشل والسقوط وهدم ما حققه من نجاحات حتى وإن كانت تلك النجاحات تحققت في يوم ما بسبب ذلك الشخص السلبي أو النرجسي أو عديم التوازن، وهنا يقف المتأزم عند مفترق طرق، إما أن يكسب ما تبقى من حياته ويبتعد عن ذلك السلبي، أو أن يكذّب نفسه ويواصل في طريقه نحو النهاية المتوقعة وهي الفشل واهتزاز الشخصية والعيش في حزن لا نهاية له.
ولكن في حالات الزواج تكون المأساة أكبر وأعم، المتضررون هناك كثر، وليس فرداً بعينه، سواء أكان الزوج أو الزوجة، فدائرة المتضررين تتّسع لتشمل الأبناء وأسرتي الزوج والزوجة، فتلك معضلة يرى المتضرر نفسه فيها ويدور في حلقاتها المفرغة دون وجود مخرج منها، وبالتالي تكون النتيجة واحدة؛ كذلك الذي اختار أن يستمر في حياته مع الشخص النرجسي إلى أن يصل إلى مرحلة فقدان العقل والرغبة في الحياة وعدم شعوره بإيجابياتها.
يا ترى كم منا من وصل إلى تلك المرحلة، وكم منا من لا يرى بعينيه المتجردة ما يملك من إيجابيات ومن هبات وهبها الله سبحانه وتعالى له، كم منا من يعيش بفضل الآخر مرحلة العين التي لا ترى إلا السلبيات وعلى ما لا يملك دون أدنى انتباه إلى ما يملك وما حققه من نجاح، كم منا من يرى الحياة تعيسة وبائسة ويائسة بسبب الطرف الآخر الذي لا يملك من ثقافة النقاش سوى التذمّر والعصبية والمعاملة التي تفتقر إلى حدود الأدب والاحترام.
مثل تلك العلاقات، سواء أكانت صداقة أو زمالة أو جيرة أو زواجاً، تبقى علاقات سامة، علاقات لا مكان لها سوى سلة المهملات، ذلك الموقع الذي يتناسب وطبيعة تلك الشخصيات التي يجب طردها من حياتنا بلا عودة، بلا حتى أسف أو محاولة العثور على عذر، فلا علاج نفسياً ينفع، ولا أسرة يمكن الرجوع إليها لحل تلك المعضلة التي هي أصلاً بلا حل، ولا صبر يمكنه أن يصل بك إلى نهاية هذا النفق المظلم مع تلك الشخصيات التي لابد وأن نصادفها في مواقع مختلفة في حياتنا.
ارتباط يؤدي للمرض ذلك هو الواقع الحقيقي لحياة الكثيرين، وتلك حقيقة واضحة لشخصيات الكثير من حولنا، فلمن أراد وعشق المرض فليبقَ على الطريق ويواصل المشوار، ومن أراد النجاة فليبتعد ابتعاداً كلياً لينجو بنفسه ومستقبله وحياته قبل أن يفقد الكثير ويصل إلى مرحلة اللاعودة.
وقسْ كل ما ذُكر أعلاه على بعض السياسيين أو من يدعون السياسة ويتخذون من دول غير وطنهم مقراً لهم لنشر بذور التذمّر والغيرة والكره والحقد بين مواطني الداخل الآمنين.