هذا «واثق».. وذاك «مغرور»!
الخميس 15 / 08 / 2024
سؤال أوجهه دوماً للمتدربين أو الأشخاص في محيطي العملي والاجتماعي، أو أي شخص أبدأ معه حديثاً «علمياً إدارياً» وليس حديثاً لمجرد الحديث.
السبب في ذلك الوصول لبيان الفارق بين الصفتين «الثقة» و«الغرور»، مع الوضع في الاعتبار أننا كبشر مهما كنا جميعنا سنرفض الاتهام بصفة «الغرور»، حتى لو كنا نتصرف بغرور.
الثقة أمر محمود بالطبع، في حين الغرور آفة لا تضرك أنت فقط كفرد، بل تضر محيطك سواء أكان مهنياً أو مجتمعياً، بالتالي تؤثر عليك كشخص، وتفرض تأثيراً سريعاً وواضحاً على من حولك، فإما أنك ستجد مجاملة اضطرارية من البعض الذي لا يريد التقاطع معك في شيء، أو ستجد، وهذا الغالب، نفوراً يؤدي لابتعاد البشر عنك، لتجد نفسك وحيداً في نهاية المطاف.
دائماً أكرر تلك القصة المرتبطة بمسؤول كبير وصل به الغرور لمرحلة متقدمة جداً، بل كاد أن يقولها مثلما قال فرعون «أنا ربكم الأعلى»، وبحكم منصبه وتأثيره، وبحكم امتلاكه ميزة اتخاذ القرار في الموقع الذي أؤتمن عليه، كانت الناس تضطر للتعامل معه وهي «تبلع السم»، فالضرورات لها أحكام. هذا المسؤول حينما تقاعد «انصدم» بالمقلب الذي كان شارباً له لردح من الزمن؛ إذ كان يظن إقبال الناس وتواصلهم الدائم سببه «حبهم له»، لكنه أدرك مؤخراً بأنهم كانوا مضطرين بسبب «الكرسي» و«صلاحياته»، واليوم بات وحيدا لا أحد يسأل عنه، بل لأحد يريد الاقتراب منه، وكل ما يصل مسامعه ذم الناس وانتقاداتهم لهم بسبب «الغرور» الذي كان يعتريه.
هنا الفارق المهم، فالـ«ثقة بالنفس» ليست غروراً أبداً، لكنها قد تجتاز ذاك الحد الفاصل بين الصفتين، إذ حينما تصبح «ثقة مفرطة» أو «ثقة عمياء» تجعلك تعتبر نفسك ورأيك وما تقوم به أو تقرره هو «الصح» وما دونه خطأ، حينما تجعلك تظن بأنك قادر على فعل كل شيء بنفسك وطريقتك وبمعزل عن البشر وتتفوق عليهم، فإنك هنا تقوم بتشويه الثقة وتدخلها إلى «نفق الغرور».
دائماً ننصح من يبدأ مشواره المهني، أو يكون له إسهام مجتمعي بأن يعتبر «التواضع» منهجاً، إذ هو بالفعل منهج إنساني بحت، تجده متجسداً في ديننا وفي أخلاق أنبيائنا وتحديداً رسولنا محمد صلوات الله عليه، وتجد من ثوابت موروثاتنا الاجتماعية، وأحد أصول أخلاقياتنا التي نعتد بها.
لو كنت ناجحاً فيما تفعل، أو متفوقاً فيما تصنع فلابد أن تتواضع، وألا تجعل ثقتك تتحول إلى غرور. ولو صادفتك نماذج من أشخاص، وصدقني ستصادفك، ستحاول أن تقلل من شأنك وإنجازاتك وعملك وتألقك ونجاحك، فاحذر أن تمارس الغرور كرد فعل، فالواثق بعرف من يكون، ويدرك بأن الاستهداف الذي قد يتعرض له لن يزيده ولن ينقصه، لأن الثقة بنفسه موجودة ولا تحتاج لإبراز أو استعراض.
ودائماً أقول «بعض الكتب تُقرأ من عناوينها»، ولكن أسرد المثل الشهير «الكتاب يُقرأ من عنوانه» لأن القبول به كقاعدة أمر نسبي بحت، لكن مبعث القول الأول هو بأنك ستعرف من خلال حديث فلان وتعامل علان وعمل فلتان، ستعرف من يكون منهم الواثق المعتد بنفسه، ومن منهم الواثق المتواضع، ومن منهم المغرور الذي قد يفوق الطاووس في استعراضه.
الهدف أن تكون واثقاً لكن دون أن تكون هدفاً سهلاً للغرور لكي يتغلغل بداخلك.
السبب في ذلك الوصول لبيان الفارق بين الصفتين «الثقة» و«الغرور»، مع الوضع في الاعتبار أننا كبشر مهما كنا جميعنا سنرفض الاتهام بصفة «الغرور»، حتى لو كنا نتصرف بغرور.
الثقة أمر محمود بالطبع، في حين الغرور آفة لا تضرك أنت فقط كفرد، بل تضر محيطك سواء أكان مهنياً أو مجتمعياً، بالتالي تؤثر عليك كشخص، وتفرض تأثيراً سريعاً وواضحاً على من حولك، فإما أنك ستجد مجاملة اضطرارية من البعض الذي لا يريد التقاطع معك في شيء، أو ستجد، وهذا الغالب، نفوراً يؤدي لابتعاد البشر عنك، لتجد نفسك وحيداً في نهاية المطاف.
دائماً أكرر تلك القصة المرتبطة بمسؤول كبير وصل به الغرور لمرحلة متقدمة جداً، بل كاد أن يقولها مثلما قال فرعون «أنا ربكم الأعلى»، وبحكم منصبه وتأثيره، وبحكم امتلاكه ميزة اتخاذ القرار في الموقع الذي أؤتمن عليه، كانت الناس تضطر للتعامل معه وهي «تبلع السم»، فالضرورات لها أحكام. هذا المسؤول حينما تقاعد «انصدم» بالمقلب الذي كان شارباً له لردح من الزمن؛ إذ كان يظن إقبال الناس وتواصلهم الدائم سببه «حبهم له»، لكنه أدرك مؤخراً بأنهم كانوا مضطرين بسبب «الكرسي» و«صلاحياته»، واليوم بات وحيدا لا أحد يسأل عنه، بل لأحد يريد الاقتراب منه، وكل ما يصل مسامعه ذم الناس وانتقاداتهم لهم بسبب «الغرور» الذي كان يعتريه.
هنا الفارق المهم، فالـ«ثقة بالنفس» ليست غروراً أبداً، لكنها قد تجتاز ذاك الحد الفاصل بين الصفتين، إذ حينما تصبح «ثقة مفرطة» أو «ثقة عمياء» تجعلك تعتبر نفسك ورأيك وما تقوم به أو تقرره هو «الصح» وما دونه خطأ، حينما تجعلك تظن بأنك قادر على فعل كل شيء بنفسك وطريقتك وبمعزل عن البشر وتتفوق عليهم، فإنك هنا تقوم بتشويه الثقة وتدخلها إلى «نفق الغرور».
دائماً ننصح من يبدأ مشواره المهني، أو يكون له إسهام مجتمعي بأن يعتبر «التواضع» منهجاً، إذ هو بالفعل منهج إنساني بحت، تجده متجسداً في ديننا وفي أخلاق أنبيائنا وتحديداً رسولنا محمد صلوات الله عليه، وتجد من ثوابت موروثاتنا الاجتماعية، وأحد أصول أخلاقياتنا التي نعتد بها.
لو كنت ناجحاً فيما تفعل، أو متفوقاً فيما تصنع فلابد أن تتواضع، وألا تجعل ثقتك تتحول إلى غرور. ولو صادفتك نماذج من أشخاص، وصدقني ستصادفك، ستحاول أن تقلل من شأنك وإنجازاتك وعملك وتألقك ونجاحك، فاحذر أن تمارس الغرور كرد فعل، فالواثق بعرف من يكون، ويدرك بأن الاستهداف الذي قد يتعرض له لن يزيده ولن ينقصه، لأن الثقة بنفسه موجودة ولا تحتاج لإبراز أو استعراض.
ودائماً أقول «بعض الكتب تُقرأ من عناوينها»، ولكن أسرد المثل الشهير «الكتاب يُقرأ من عنوانه» لأن القبول به كقاعدة أمر نسبي بحت، لكن مبعث القول الأول هو بأنك ستعرف من خلال حديث فلان وتعامل علان وعمل فلتان، ستعرف من يكون منهم الواثق المعتد بنفسه، ومن منهم الواثق المتواضع، ومن منهم المغرور الذي قد يفوق الطاووس في استعراضه.
الهدف أن تكون واثقاً لكن دون أن تكون هدفاً سهلاً للغرور لكي يتغلغل بداخلك.