واستطلعنا رأي الناس.. ماذا بعد؟!
الأحد 21 / 07 / 2024
إجراء المسوحات، ونشر الاستبيانات المعنية بالبحوث الاستقصائية أو الوصول للناس لمعرفة آرائهم في أمور معينة، عملية مهمة جداً تُستخدم كأرضية تمهيدية لصناعة القرار.
وأيضاً هنا نتحدث عن نقطة أكثر أهمية، وهي المعنية بـ«صناعة القرار»، خاصة إن كان قراراً يمس الناس ويؤثر على حياتهم. إذ اتخاذ أي قرار أو المضي في أي توجه دون بنائه على دراسة أو معرفة بـ«المزاج العام» للشارع وما يطالب به هذا الشارع، هو أمر قد يجعلنا نعمل في «اتجاه معاكس»، وقد يتسبب ذلك في ردات فعل غير إيجابية وزيادة حالات عدم الرضا.
لذا الذكاء دوماً بأن تبني توجهاتك وفق دراسة أساسها تجميع المعلومات من الفئات المعنية نفسها، سواء من مواطنين أو مستهلكين أو عملاء. ووفق ملاحظاتهم وتصنيفها وتحليلها ستعرف تماماً ما هي الأمور التي تمثل لهم أولويات، وما هي انتقاداتهم، وما هي الأمور التي ستسبب لهم استياء، وما هي الأمور التي ستحقق لهم ما يبحثون عنه ويطلبونه، وبالتالي ترفع مستوى الرضا لديهم، وتزيد نسبة الثقة بمن يقدم لهم الخدمة.
بعض الحكومات والشركات الكبرى تنهج هذا الأسلوب كأساس لصناعة القرارات والسياسات، لذلك تجدون لديهم على الدوام حملات مسحية لجميع المعلومات ولـ«فهم مزاج الشارع» ولـ«حصر مطالبات» الناس ورغباتهم، ووفق ذلك تتحرك.
لكن هنا أيضاً «مخاطرة» بالنسبة لهذا الموضوع؛ إذ لو تابع الناس جهودك في إجراء هذه المسوحات، وفي زيارتك لبيوتهم وتوجيه الأسئلة لديهم، خاصة تلك المعنية بنمط حياتهم، وبمداخيلهم، وبرغباتهم، عليك أن تدرك في المقابل أنهم سينتظرون «التغيير» بناء على كلامهم وآرائهم، وأنهم سيترقبون «الإضافات الإيجابية» التي ستؤثر على حياتهم من خلال توجهاتك الجديدة أو تصليحك لأخرى قديمة.
باختصار، هذه المسوحات واستقصاء المعلومات، لابد وأن ترتبط في النهاية بإحداث تغيير إيجابي، ولو لم يحصل هذا، فهذا يعني أنك جمعت معلومات ووقفت على مرئيات وملاحظات لكنك لم تستفد منها، ما يعني أن التفاعل الشعبي مع حملات استقصائية قادمة سيكون أقل بالضرورة، لأن الناس ستعتبرك قد استهلكت وقتها ورفعت آمالها ولم تفعل شيئاً في المقابل. أو ستراك كمن يجمع معلومات ثم في النهاية لا تعجبك النتائج، بالتالي لن تغير شيئاً.
سقف التوقعات لدى المستفيد أو العميل أو المواطن يرتفع بشكل منطقي تجاه هذه التحركات، لذا علينا الحذر من القيام بحملات دون وجود «بيان واضح» لما ستكون عليه النتائج، وفي ماذا ستفيدنا هذه المعلومات مستقبلاً. بمعنى، أن ترك سقف التوقعات مفتوحاً دون تحديد، سيجعلك في تحدٍّ لتحقيق كل شيء يستجلب الرضا، حتى لو كان تحقيقه مستحيلاً.
أرجو ألا يؤخذ كلامي بشكل سلبي، بالأخص ممن يقومون بإجراء مسوحات أو استبيانات تقيس المزاج العام لدى الناس وتقف على ملاحظاتهم. إذ القصد أن تكون هذه المسوحات «مؤثرة» بمعنى أنها «تَعِد» بتغيير إيجابي، لأنه من الأخطاء التي يقوم بها البعض حين ينشر استبياناً أو يطلب من الناس معلومات، من الأخطاء أنه يركز على أمور معينة يعلم تماماً بأن تغيير واقعها صعب أو مستحيل حالياً نظراً لظروف معينة، وهنا سنكون قد حركنا المزاج العام باتجاه معاكس وبشكل قد لا يمكن استيعابه بعدها.
في عملية جمع المعلومات، لابد وأن توضع سيناريوهات مسبقة لما يمكن أن تكون عليه المعالجات والحلول المتاحة. لابد من استخدام فرضيات البحث الاستقصائي واستشراف المستقبل من خلال طرح التساؤلات في غرف «العصف الذهني» المغلقة قبل بدء العمل، وأهم هذه التساؤلات: «ماذا لو؟! وماذا بعد؟! وكيف يمكن تحقيق ذلك؟!
وأخيراً، الجهود المبذولة مهما كان حجمها، سيكون تقديرها والإحساس بها بربطها بما حققته من تغيير وإنجاز. والله من وراء القصد.
وأيضاً هنا نتحدث عن نقطة أكثر أهمية، وهي المعنية بـ«صناعة القرار»، خاصة إن كان قراراً يمس الناس ويؤثر على حياتهم. إذ اتخاذ أي قرار أو المضي في أي توجه دون بنائه على دراسة أو معرفة بـ«المزاج العام» للشارع وما يطالب به هذا الشارع، هو أمر قد يجعلنا نعمل في «اتجاه معاكس»، وقد يتسبب ذلك في ردات فعل غير إيجابية وزيادة حالات عدم الرضا.
لذا الذكاء دوماً بأن تبني توجهاتك وفق دراسة أساسها تجميع المعلومات من الفئات المعنية نفسها، سواء من مواطنين أو مستهلكين أو عملاء. ووفق ملاحظاتهم وتصنيفها وتحليلها ستعرف تماماً ما هي الأمور التي تمثل لهم أولويات، وما هي انتقاداتهم، وما هي الأمور التي ستسبب لهم استياء، وما هي الأمور التي ستحقق لهم ما يبحثون عنه ويطلبونه، وبالتالي ترفع مستوى الرضا لديهم، وتزيد نسبة الثقة بمن يقدم لهم الخدمة.
بعض الحكومات والشركات الكبرى تنهج هذا الأسلوب كأساس لصناعة القرارات والسياسات، لذلك تجدون لديهم على الدوام حملات مسحية لجميع المعلومات ولـ«فهم مزاج الشارع» ولـ«حصر مطالبات» الناس ورغباتهم، ووفق ذلك تتحرك.
لكن هنا أيضاً «مخاطرة» بالنسبة لهذا الموضوع؛ إذ لو تابع الناس جهودك في إجراء هذه المسوحات، وفي زيارتك لبيوتهم وتوجيه الأسئلة لديهم، خاصة تلك المعنية بنمط حياتهم، وبمداخيلهم، وبرغباتهم، عليك أن تدرك في المقابل أنهم سينتظرون «التغيير» بناء على كلامهم وآرائهم، وأنهم سيترقبون «الإضافات الإيجابية» التي ستؤثر على حياتهم من خلال توجهاتك الجديدة أو تصليحك لأخرى قديمة.
باختصار، هذه المسوحات واستقصاء المعلومات، لابد وأن ترتبط في النهاية بإحداث تغيير إيجابي، ولو لم يحصل هذا، فهذا يعني أنك جمعت معلومات ووقفت على مرئيات وملاحظات لكنك لم تستفد منها، ما يعني أن التفاعل الشعبي مع حملات استقصائية قادمة سيكون أقل بالضرورة، لأن الناس ستعتبرك قد استهلكت وقتها ورفعت آمالها ولم تفعل شيئاً في المقابل. أو ستراك كمن يجمع معلومات ثم في النهاية لا تعجبك النتائج، بالتالي لن تغير شيئاً.
سقف التوقعات لدى المستفيد أو العميل أو المواطن يرتفع بشكل منطقي تجاه هذه التحركات، لذا علينا الحذر من القيام بحملات دون وجود «بيان واضح» لما ستكون عليه النتائج، وفي ماذا ستفيدنا هذه المعلومات مستقبلاً. بمعنى، أن ترك سقف التوقعات مفتوحاً دون تحديد، سيجعلك في تحدٍّ لتحقيق كل شيء يستجلب الرضا، حتى لو كان تحقيقه مستحيلاً.
أرجو ألا يؤخذ كلامي بشكل سلبي، بالأخص ممن يقومون بإجراء مسوحات أو استبيانات تقيس المزاج العام لدى الناس وتقف على ملاحظاتهم. إذ القصد أن تكون هذه المسوحات «مؤثرة» بمعنى أنها «تَعِد» بتغيير إيجابي، لأنه من الأخطاء التي يقوم بها البعض حين ينشر استبياناً أو يطلب من الناس معلومات، من الأخطاء أنه يركز على أمور معينة يعلم تماماً بأن تغيير واقعها صعب أو مستحيل حالياً نظراً لظروف معينة، وهنا سنكون قد حركنا المزاج العام باتجاه معاكس وبشكل قد لا يمكن استيعابه بعدها.
في عملية جمع المعلومات، لابد وأن توضع سيناريوهات مسبقة لما يمكن أن تكون عليه المعالجات والحلول المتاحة. لابد من استخدام فرضيات البحث الاستقصائي واستشراف المستقبل من خلال طرح التساؤلات في غرف «العصف الذهني» المغلقة قبل بدء العمل، وأهم هذه التساؤلات: «ماذا لو؟! وماذا بعد؟! وكيف يمكن تحقيق ذلك؟!
وأخيراً، الجهود المبذولة مهما كان حجمها، سيكون تقديرها والإحساس بها بربطها بما حققته من تغيير وإنجاز. والله من وراء القصد.