الرأي

مؤتمر سان بطرسبرغ 2024.. وضرورة الانتقال إلى نموذج اقتصادي متعدد الأقطاب

اختُتمت فعاليات النسخة الـ27 لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2024، السبت الماضي 8 يونيو، في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، والذي شهد مشاركة مملكة البحرين و133 دولة، وشخصيات سياسية واقتصادية وإعلامية من جميع أنحاء العالم ومسؤولين حكوميين رفيعي المستوى وممثلي شركات عالمية من 130 دولة. كما شارك في المنتدى أكثر من 17 ألف شخص في مقدمتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
المنتدى الذي يُعقد سنوياً في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية منذ عام 1997، يُعدّ من المنتديات الاقتصادية الكبرى في العالم. ويُعدّ المنتدى «منصة فعّالة» لتبادل الآراء والخبرات بين صنّاع السياسة والمسؤولين وممثلي قطاع الأعمال من مختلف دول العالم.
حيث يوفر المنتدى فرصاً متعددة لتبادل وجهات النظر والمسارات المدروسة لتحقيق الأهداف الاقتصادية والسياسية الرئيسة المحددة من قِبَل روسيا والأسواق العالمية، ومناقشة القضايا الرئيسة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من المجالات، بالإضافة إلى إقامة العديد من الفعاليات والمهرجانات والمعارض المهمة.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر ومشاركة سعادة وزير الصناعة والتجارة كممثل لمملكة البحرين بعد التطورات النوعية في العلاقات البحرينية الروسية، والتي تعززت كثيراً خلال الزيارة الرسمية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، مؤخراً، إلى روسيا الاتحادية، تلبية لدعوة من فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية الصديقة، والتي نتج عنها العديد من الاتفاقيات المهمة في مجالات متعددة التي من شأنها زيادة الاستثمارات البحرينية الروسية.
ولعلّ من أبرز محاور النقاش التي تمّ تسليط الضوء عليها خلال أعمال المؤتمر: الانتقال إلى نموذج متعدّد الأقطاب للاقتصاد العالمي حيث ناقش المشاركون ضرورة التحوّل من النظام الاقتصادي العالمي أحادي القطبية إلى نموذج متعدد الأقطاب، بما يعكس ظهور قوى اقتصادية جديدة على الساحة الدولية كالصين والهند وروسيا. وأكدوا على أهمية هذا التحول لتحقيق التوازن والاستقرار في النظام الاقتصادي العالمي.
كما ناقش المنتدى الثقافة المالية كمحرك للتنمية الاقتصادية ودور تعزيز الثقافة المالية للمواطنين كوسيلة لتحفيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، وأهمية برامج التثقيف المالي في تمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مالية سليمة وبناء اقتصادات أكثر استقراراً.
وركز المنتدى على التجارة الرقمية والخدمات المصرفية حيث تطرّق المؤتمر إلى التطورات السريعة في مجالي التجارة الإلكترونية والخدمات المصرفية الرقمية، وسُبل تعزيز هذه القطاعات وإزالة العقبات التنظيمية والتقنية لتحقيق أقصى استفادة منها.
كما كان من بين أهم القضايا التي تم التركيز عليها هي الأمن الغذائي العالمي وذلك في ظل تزايد التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي العالمي، حيث خصّص المؤتمر جلسات مهمة لمناقشة سُبل التصدي لهذه القضية الحيوية. وتمّ التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مجال الإنتاج والتوزيع الغذائي.
وبشكل عام، خرج مؤتمر سان بطرسبرغ 2024 بتوصيات هامة تؤكد على ضرورة إعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي بما يتماشى مع التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية الجديدة على الساحة الدولية، فهل يشهد العالم فيما هو قادم الانتقال إلى نموذج اقتصادي متعدّد الأقطاب وذلك كنتيجة حتمية وضرورة سياسية لما يشهده العالم من صراعات وأزمات طاحنة يشهدها العالم وبخاصة القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكشفه للوجه القبيح للولايات المتحدة الأمريكية والعالم الغربي الرسمي.