الرأي

القضية الفلسطينية في فكر ووجدان رئيس القمة العربية


«إن غزة هي أحدى النقاط المؤلمة وإن الجميع يأمل أن تتوقف هذه الحرب في أقرب وقت، حفاظاً على الأبرياء الذين تأثروا كثيراً، ونزوح مئات الألوف من بيوتهم ومن مناطقهم وهم يبحثون في بلادهم التي يبلغ طولها 40 كيلومتراً تقريباً وعرضها 12 كيلومتراً، بينما القصف مستمر، ويجب أن يبقى التركيز على الأبرياء وعلى كيفية مساعدتهم إنسانياً».. بهذه الكلمات الحاسمة والموقف العروبي والإنساني القوي عبر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين المعظم رئيس القمة العربية، خلال زيارته لروسيا ومباحثاته مع الرئيس فلاديمير بوتين عن مشاعر وآمال كل مواطن عربي بانتهاء هذه المأساة الإنسانية والوضع المأساوي في قطاع غزة الذي لم يشهد التاريخ مثله مع استمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها إسرائيل على غزة منذ نحو 8 أشهر والتي راح ضحيتها حتى الآن 36 ألف شهيد و81 ألف جريح من المدنيين الأبرياء ومعظمهم من النساء والأطفال.
زيارة مهمة وفي توقيت بالغ الدقة قام بها جلالة الملك المعظم في إطار رئاسته للقمة العربية، واكتسبت أهميتها أنها جاءت بعد أقل من أسبوع من انعقاد القمة العربية التاريخية في البحرين، ما يؤكد على المساعي الحثيثة التي يبذلها جلالته لمتابعة وتفعيل نتائج القمة وبذل كافة الجهود لوقف الحرب الدامية على غزة ودعم التوصل إلى حل شامل ونهائي وعادل للقضية الفلسطينية وإرساء الاستقرار في المنطقة عبر مبادرة مملكة البحرين بعقد مؤتمر دولي للسلام تستضيفه المملكة برعاية الأمم المتحدة، والتي أعلنها جلالته خلال القمة العربية، وحظيت بترحيب عربي ودولي واسع، وجاء اختيار روسيا كأول دولة يتوجه لها جلالة الملك المعظم بعد القمة العربية كونها تعد من أكثر الأطراف الداعمة للمواقف والقضايا العربية على الساحة الدولية، وستليها زيارة أخرى مهمة للصين التي تجمعها كذلك روابط تاريخية مع العرب، وكل هذه الاتصالات المكثفة والمشاورات المستمرة يأتي في صدارة أولوياتها دعم القضية الفلسطينية ودعم الحقوق المشروعة والعادلة للشعب الفلسطيني، وهي مساعٍ وجهود تبعث على التفاؤل لدى جميع الشعوب العربية بأن تكلل بالنجاح، وخاصة في ظل ما تحظى به قضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية، من اهتمام كبير لدى جلالة الملك المعظم وهي قضية حاضرة دائماً في فكر ووجدان جلالته، ولا تكاد تخلو مناسبة أو مباحثات ومشاورات مع قادة دول العالم إلا ويكون جلالته في مقدمة المدافعين عنها والمطالبين بحل عادل لها.