الرأي

«قمة البحرين».. توافقات ومبادرات يسطرها التاريخ بحروف من ذهب

اتفق وزراء ومسؤولون ودبلوماسيون عرب وغربيون على النجاح الكبير الذي حققته مملكة البحرين باستضافتها أعمال القمة العربية في دورتها الـ33، من خلال الجهود المتميّزة للمملكة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى
آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبتوجيه ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.
نجاح مملكة البحرين تَجَاوز مسألة الاستضافة المتميّزة والتنظيم الدقيق لأعمال القمة العربية الـ33، حيث استطاعت الدبلوماسية البحرينية بحنكة وحكمة، لمّ شمل العرب، من خلال الرسائل الخطية التي وجهها جلالة الملك المعظم، إلى إخوانه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية، تتضمّن دعوتهم للمشاركة في أعمال القمة في المملكة، بالإضافة إلى الجولات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية د.عبداللطيف الزياني، وإحداث التوافقات التي ربما غالباً ما تغيب عن اجتماعات القِمم العربية.
ليس هذا فحسب، بل إنّ مبادرات المملكة جاءت لتحقق آمال وطموحات الشعوب العربية، خاصة ما يتعلّق بإصدار المبادرة الأولى التي تضمّنت دعوة جماعية لعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لحلّ القضية الفلسطينية على أساس حلّ الدولتين بما يُنهي الاحتلال الإسرائيلي بكافة الأراضي العربية المحتلة ويجسّد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة وفقاً للقرارات الشرعية الدولية للعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل سبيلاً لتحقيق السلام العادل والشامل. وشملت المبادرة الثانية، توجيه وزراء خارجية الدول العربية بالتحرّك الفوري والتواصل مع وزراء خارجية دول العالم لحثهم على الاعتراف السريع بدولة فلسطين على أن يتمّ التشاور بين وزراء الخارجية حول كيفية هذا التحرّك وإفادة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ولقد كان لافتاً تأكيد جلالة الملك المعظم، في كلمته السامية في افتتاح القمة، على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة سيأتي بالخير على الجوار العربي بأكمله، ليتجاوز أزماته ولتتلاقى الأيادي من أجل البناء التنموي المتصاعد.
وقد دعت المبادرة الثالثة إلى توفير الخدمات التعليمية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات بالمنطقة ممن حُرموا من حقّهم في التعليم النظامي بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية وتداعيات النزوح واللجوء والهجرة بالتعاون والتنسيق بين جامعة الدول العربية و»اليونسكو» ومملكة البحرين. أما المبادرة الرابعة فقد تحدثت عن ضرورة تحسين الرعاية الصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات بالمنطقة وتطوير صناعة الدواء واللقاحات في الدول العربية وضمان توفير الدواء والعلاج بالتعاون والتنسيق المشترك بين جامعة الدول العربية ومنظمة الصحة العالمية ومملكة البحرين. في حين تطرّقت المبادرة الخامسة إلى تطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار والتحوّل الرقمي من أجل توفير بيئة ملائمة لتطوير منتجات وخدمات مالية مبتكرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
إنّ ما تقوم به مملكة البحرين من جهود في سبيل نشر الأمن والأمان والاستقرار والازدهار في المنطقة سوف يسطره التاريخ بحروف من ذهب، لتؤكد الدبلوماسية البحرينية أنها دائماً الأيقونة العربية وأنها بحق بيت العرب ونبض وقلب العروبة.