الرأي

الحكومة والمحرق

صورة بانورامية تُثلج القلب وتُفرح نفوس الكثيرين من الأهالي تصدّرت الصحف والأخبار قبل عدّة أيام، كان بروازها الأجمل التوجيهاتُ الملكية السامية من لدن جلال الملك المعظّم، وأمرُ صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للوزارات والهيئات الحكومية بسرعة تنفيذ التوجيهات الملكية الرامية إلى تطوير مدينة المحرق وإحياء قصر عيسى الكبير، حيث جاءت تلك الصورة الرائعة لتجمع عدداً من الوزراء والمسؤولين بالأهالي وبساكني تلك الفرجان والأحياء المُراد تطويرها بالإضافة إلى عدد من وجهاء وأعيان المحرق.

ما أسعدني في تلك الصورة هو نزول المسؤولين إلى الميدان ولقائهم بشكل مباشر مع الأهالي والاستماع إلى ملاحظاتهم والإجابة على استفساراتهم، الأمر الذي يولّد ثقةً كبيرةً بين المواطن والحكومة الموقّرة ويوضّح للعامة بأن النهج الرسمي المتمثل في العمل الحكومي قائم على التواصل والنقاش والاستماع، ويبيّن لدى الأهالي أهمية رأيهم مما يخلق جوانب إيجابية مبنية على الشراكة الحقة بين المواطن وكافة الجهات الرسمية.

كنت محظوظاً بتواجدي في ذلك اللقاء وكنت سعيداً جداً بما لمسته من وزيرة الإسكان آمنة الرميحي ومدى ثقافتها العالية وخبرتها الكبيرة من خلال حديثها وشرحها المفصّل عن المشروع، ورحابة صدرها مع كافة الاستفسارات التي قُدِّمت إليها والابتسامة العريضة التي كانت تلازمها مع كل مداخلة، مع تقديمها المتناسق لكل جهة عملت ومازالت تعمل على هذا المشروع الضخم من خلال نقلها الحديث عن دور كلّ جهة على حدة، فهي لم تنسب العمل للوزارة فقط بل بيّنت الأدوار المناطة بكل جهة على حدة، مرفقة بالشرح الدليل الإرشادي للمشروع والذي سيكون بمثابة الدستور والمرجع الذي سينظم العمل وصولاً إلى اكتماله خلال عامين.

العرض الذي قدّمته وأشرفت عليه وزارة الإسكان لاقى الاستحسان من قِبَل الأهالي والحضور، وباتوا ينتظرون نهاية العامين القادمين حتى تعود المحرق إلى ذكريات الماضي وتعود معها حكايا الفرجان ونمط التراث.

باختصار، تطوير مدينة المحرق قدّم للمواطنين جميعاً نهج الحكومة الموقّرة في التعامل مع المشاريع التنموية الضخمة التي تمسّ المواطنين بشكل مباشر، وهو أن تلك المشاريع لن تقوم إلا من خلال التواصل والتعاون مع أهل البحرين كافة، وهو نهج أصيل أسسه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء قبل مدّة كبيرة من خلال برنامج تواصل الذي يشرف سموه على متابعته بشكل شخصي وعبر العديد من البرامج الأخرى التي تضع المواطن بالمقام الأول في خطط عمل سموه.