الرأي

لا تسكت

ارتداد

قضية المدرس المتحرش بطلاب، فتح عيون الناس على مسألة مهمة الكل يعرفها لكن نتجاهل أو نصغر المخاطر أحياناً، وهي الأمان في ترك أطفالك مع الغريب في وقت أنت تخاف من القريب، مهما وصلت مرتبته من العلم والثقافة دائماً دع عنصر الشك حاضراً بقوة في علاقاتك الاجتماعية مع أطفالك، صحيح هو أمر فيه جهد نفسي وقلق دائم، لكن من خاف سلم كما يقول الأولون. تعرض أطفال صغار لا تتجاوز أعمارهم 7 سنوات إلى التحرش على يد معلمهم، الذي كان ينفرد بهم بعد حصوله على موافقة أولياء أمورهم باصطحابهم معه بالسيارة، بحجة المشاركة في مسابقة أو برنامج خارج المدرسة، وهو طبعاً كذب في كذب، أمر مؤسف، ولولا البلاغ المقدم من أحد أولياء الأمور الذي كشف تعرض طفله للتحرش، لكان المعلم استمر في جرمه وعدد الضحايا مستمر، لكن السؤال كيف سمح الآباء بترك أبنائهم مع المدرس؟ ألم يساورهم الشك ولو للحظة؟ لهذه الدرجة كانت الثقة عمياء بهذا المدرس؟ ألم يصبكم الفضول في معرفة ماذا حدث مع المدرس وطفلكم خلال النزهة؟ ألم تسألوا أطفالكم ماذا فعلتم؟

هذه الواقعة درس لجميع أولياء الأمور، النفوس المريضة موجودة في كل بيئة، فلا تتركوا أطفالكم مع الغرباء وحدهم، مهما كانت مرتبتهم، فهم أمانة وأنتم مسؤولون عن حمايتهم من الجميع حتى من الأقرباء، والتحرش بالأطفال يقع من القريب والغريب، وقضايا التحرش، العم بأطفال أخيه، والخال بأبناء أخته، والأخ بأخته موجودة، ولربما البعض سمع وقرأ بعض تلك القصص. وفي ظل الحياة الحالية السريعة والمعقدة، على أولياء الأمور إعادة التفكير في تربية الأبناء فما صلح في جيلكم لا يصلح في جيل أبنائكم، في عصر الحياة الإلكترونية غزت بيوتنا ولم تترك صغيرة ولا كبيرة، وأصبحت التربية مشاركة بين أولياء الأمور والمدرسة ورفقاء «الأون لاين» قبل الفرجان، ويجب أن تعلمه المحظور قبل المسموح، وتكون الصراحة حاضرة دائماً، ولا تعتقد بأنه صغير ومداركه بسيطة فالطفل اليوم عمره 7 سنوات لكن مداركه أكبر منه بكثير. حصن طفلك بالمعرفة بحقوقه قبل واجباته منذ صغره، علمه أماكن العفة بجسده ويمنع أي شخص بالتقرب منه وملامسة جسده مهما كانت مكانته، وفي حال تعرض لمثل هذا الموقف أن يلجأ إليك فوراً دون خوف أو تردد، وشدد عليه بالقول «لا تسكت» حتى لا يأتي اليوم الذي تعض فيه أصابع الندم.