الرأي

البحرين والإمارات.. علاقة من نوع آخر

اتجاهات

من محاسن الصدف أن يتزامن احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بذكرى الاتحاد بوجود حضرة صاحب الجلالة ملكنا المعظم حفظه الله ورعاه في أرضها الطيبة، وذلك لحضور قمة «كوب 28» المقامة في دبي، والمعنية بالمناخ والإغاثة والتعافي والسلام.

مثلما هو ديدن البحرين، المملكة التي رسخ فيها جلالة الملك ثقافة راقية مميزة في علاقاتها، سنجد أن علاقات بلادنا مع أشقائنا في دول الخليج العربي هي من نوع مختلف تماماً.

البحرين تتبع منهجية جلالة الملك، الإنسان الذي يتعامل بكل رقي وثقة وتميز مع كل طرف يمد يده للبحرين ليبني جسور علاقات قائمة على الثقة والمودة والمكاسب المشتركة، فما بالكم بعلاقة البحرين بأشقائها ومن نرتبط معهم بمصير واحد، وتجمعنا بهم علاقات ونسب وتمازج منذ عقود طويلة، وتتعاظم قوتها وتعاضدها كل يوم؟!

البحرين والإمارات تقدمان نموذجاً مميزاً من علاقات المحبة والمودة والأخوة، مثلما هي علاقات البحرين مع شقيقاتها دول الخليج العربي، وهذه العلاقات تبنى على امتداد جذورها الأصيلة، وتتعزز وتتكامل دائماً، لأن المهتم بها والحريص عليها «ملك سلام ومحبة» هو والدنا حمد بن عيسى حفظه الله، والذي يعلمنا دوماً في كل محفل داخلي وخارجي عبر خطاباته وأفعاله، كيف تكون علاقات الإنسان المؤمن بالسلام والتعايش بين الشعوب، وكيف نبني أوطاننا بشكل يحميها من كل سلوكيات خاطئة، وكل أمور لا ترتقي لأعلى مستويات الإنسانية والبناء.

مع الإمارات تبين الأرقام حجم هذه العلاقة الوطيدة، وقبل الحديث عن الاقتصاد والأرقام، لابد وأن نركز على «العلاقات الإنسانية» بين البلدين، وكيف أن البحرين دائماً وأبداً تعتبر أهل الخليج العربي أهلها، لا فرق ولا تمييز ولا حتى تعامل يتشابه في التعامل مع الدول الأخرى التي تدخل ضمن تصنيف الدول الصديقة. هي علاقة قائمة على مبدأ «البيت الواحد» و«الإنسان الخليجي الواحد»، الإنسان الذي هو عزيز في وطنه، وعزيز في وطنه الثاني حينما يكون متنقلاً في دول الخليج العربي.

أما الجانب الاقتصادي، وهو العصب الحيوي في حياة الشعوب والمجتمعات، وهو الضامن لديمومة العمل والتطور والبناء، فإن ما كشفته الأرقام في إطار التعاون الاقتصادي بين البحرين والإمارات يبين حجم العلاقة الوثيقة والاستفادة الإيجابية بما يخدم شعب البلدين، وذلك في إطار تحقيق أرقام مليارية تعزز من حركة الاقتصاد والنماء.

ما يعود بالخير على أشقائنا في الإمارات، وأيضاً سائر دول الخليج العربي، ويعود أيضاً بالخير على بلادنا، أمور يسعد بها الجميع، لأنها بين أبناء البيت الواحد. هي أمور تسعد ملكنا المؤمن بالأخوة والمحبة والسلام والتعايش، وتسعد إخوته وأشقاءه قادة دول الخليج العربي. وهذا هو الإيمان الدائم بأن ينعم الله علينا دوماً بالوحدة والمحبة والتماسك والتعاضد، وأن يكون خليجنا العربي دائماً واحة سلام ومحبة ومنطقة مزدهرة باقتصادها وأمانها وموقع سعادة لشعبها.

حفظ الله ملكنا الغالي، وحفظ قادة دول الخليج العربي وشعوبها، وبارك في تعاضدهم ومحبتهم وسعيهم للخير وضمان الأمن والاستقرار الدائم لمنطقتنا. اللهم آمين.