الرأي

القائد والموظفون

نقرأ قصصاً عديدة لمسيرات نجاح حول العالم، معنية إما بقطاعات رسمية أو شركات، كان السبب في تألقها وإبداعها، والأهم ديمومة تميزها هو التركيز على «جودة مخرجات العمل»، وعلى «التميز» في عملها.

هذا السبب لا يحصل هكذا دون أرضية صحيحة، تقوم أولاً على الإدارة القويمة والذكية الساعية للنجاح، والعامل الثاني المهم، يقوم على وجود جهود جبارة لموظفين مميزين، همهم بلوغ الأهداف والتميز في أدائهم خلال طريقهم لها.

أعرف تماماً أن النجاح لو رأيته يتمثل في موقع ما فإنه نتيجة لهذه المعادلة؛ فهو من الاستحالة أن يتحقق في مكان لا يدار بشكل صحيح، أي لا تتوافر فيه أساليب إدارية مثالية، وأيضاً لا يتحقق في مكان لا يضم موظفين بدرجة نجوم يعشقون التحدي ويتغلبون على الصعاب ويبدعون في الإنجاز.

كيف تتحقق هذه المعادلة؟! لأنها ليست برمجة جاهزة، ولا عملية تتم بين ليلة وضحاها.

إن كنت تنشد النجاح فلا بد أن تعتمد على قياديين يمتازون بصفات لا تجدها عند الآخرين. لا بد أن يكون القائد متمكناً وقادراً على تحدي الصعاب، وفي الجانب الآخر لا بد أن يصنع النجوم ويكتشف القدرات، لأن النجاح تصنعه كتيبة تعمل معاً كفريق واحد، والمهم أن يكون كل فرد منهم يمتلك قدرات تميزه وتجعله خبيراً في عمله.

المنظومات الناجحة تعمل بنفس أسلوب فرق كرة القدم، وليست أي فرق، أتحدث عن الفرق الكبيرة القوية التي تنافس على كل البطولات والألقاب، بالتالي عملية بناء القدرات لدى الطاقات الشابة مستمرة ولا تتوقف، وعملية البحث عن النجوم ديدن دائماً، ومحاولة صناعة فريق مميز يتمكن من التفوق في المنافسة والفوز هو الهدف الذي يسبق تحقيق الأهداف المرصودة.

هل هي عملية تنظير هنا؟! أبداً لا، إذ ما نقوله حققته كثير من الشركات العالمية وحتى القطاعات الحكومية، ولذلك الدلالة هنا عبر البحث عن الناجحين من قطاعات وجهات، وابحث فيها عن السبب لتحقيق النجاح، صدقني ستجد المعادلة مطبقة إن لم تكن جزءاً كبيراً منها، قائد ذكي مميز في إدارته، وموظفون بدرجة نجوم.

اتجاه معاكس

هناك مثل إنجليزي شهير يقول: القائد الذكي هو من يجعل الأذكياء يعملون لديه.

هذا هو السر الذي يعرفه كل قائد يريد تحقيق النجاح ولا شيء غيره.