الرأي

قراءة في صفحات مرسومة

نجوى عبداللطيف جناحي إشراقة

تتنوع وسائل التواصل بين البشر منها: الكتابة، والتحدث، ولغة الإشارة باليد، ولغة الإشارة بالإضاءة كما يحدث أثناء سياقة السيارات. ومهما تنوعت وسائل التواصل إلا أن جميعها تتفق في هدف واحد وهو توصيل رسالة معينة للناس.

ومن وسائل التواصل الهامة بين الناس: «الكتاب» والذي يتضمن حروفاً وكلمات وجملاً لتوصل رسائل للقراء، فهو يحمل خلاصة أفكار وخبرات وتجارب متنوعة.

ومما لاشك فيه أن الناس باتوا يفضلون قراءة الصورة الثابتة، والرسومات، ويتقبلون ما فيها من معاني وأفكار أكثر من قراءة الكلمات والعبارات والجمل، فنحن في زمن الإعلام الاجتماعي الذي يعتمد في مادته الإعلامية على الصور الثابتة والفيديوهات.

ونقرأ اليوم كتاباً يتواصل مع القراء بلغة عصرهم، وهي اللغة المعتمدة على المعاني المقروءة من خلال الصورة أكثر من اعتماده على الكلمة المكتوبة. فهذا الكتاب يواكب المستجدات في لغة التواصل مع الجمهور. إنه كتاب «جمال الكلمة جمال» للكاتب الصحفي جمال محمد الياقوت. فقد كتب بلغة مختلفة وهي لغة تدمج بين الكلمة والصورة في أسلوب التعبير، حيث تتضمن كل صفحة من صفحات الكتاب لوحة فنية أو صورة فوتوغرافية معبرة تحمل تلك الصورة معاني خاصة وقد وضع الكاتب عبارة موجزة على كل صورة تتفق مع نفس المعاني الوارد في الصورة. ليكون هناك تكامل بين محتوى الصورة والكلمة لتشكل موضوعاً واحداً يحمل المعاني الكثيرة، وتلك العبارات تشكل عصارة خبرات الكاتب وتجاربه، وتجارب الآخرين السابقين، فيضم الكتاب عدداً من الموضوعات التي تهم القارئ، وتمده بالحكم التي تعينه على مصارعة أمواج الحياة. ومن أمثلة هذه الموضوعات:

- تحويل الصعاب التي تواجه الإنسان إلى منحة:

يتضمن هذا الموضوع صورة فوتوغرافية التقطت ببراعة لطريق ترابي يمتلئ بالصخور والحجارة، وقد كتب الكاتب عليها عبارة: «علمتني الحياة أن الصخور تسد الطريق أمام الضعفاء، بينما يرتكز عليها الأقوياء في للوصول للقمة».

وهناك العديد من الموضوعات التي تعتبر دروساً في فنون الحياة، ونذكر أن الكاتب جمال محمد الياقوت هو كاتب صحفي سعودي بحريني تميز بجهوده الإعلامية والفكرية البارزة التي تركت صدى إعلامياً في العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين: «مملكة البحرين وشقيقتها المملكة العربية السعودية» فهما شعب واحد ذو ثقافة واحدة كالدين والعادات والتقاليد والفكر، لذا جاء هذا الكتاب يخاطب ثقافة واحدة وقد انبثقت موضوعات الكتاب من لب تلك الثقافة المشتركة. ولعل هذا الدور الذي يقوم به الكاتب يذكرنا بالدور الذي قام به المفكر السعودي البحريني غازي القصيبي، فكلاهما يشكلان رمزاً للثقافة المشتركة بين الشعبين الشقيقين، واليوم إذ نناقش هذا الكتاب للكاتب السعودي البحريني في إطار مشاركتنا لبلدنا الثاني المملكة العربية السعودية بالاحتفال باليوم الوطني المجيد، ونهنئهم قيادة وحكومة وشعباً بهذه المناسبة السعيدة، وكل عام وأوطاننا بخير.