الرأي

مَن يكتب التاريخ؟

د. لولوة بودلامة رأيي المتواضع

وقع بين يديَّ مؤخراً مجموعة عظيمة ليوميات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة عندما كان ولياً للعهد، وكذلك مجموعة يوميات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل طيب الله ثراه، كما اطلعت على مجموعة رائعة أخرى ليوميات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. يوميات تروي لنا سيرة هؤلاء القادة العظماء. وتسجل انتصاراتهم وإنجازاتهم وتوثق مختلف محطات حياتهم، لتمثل سِيراً عطرة لقادة عظماء حققوا نجاحات عظيمة في مسيرتهم المشرفة في بناء الأوطان. هذه المجموعة صادرة من المركز الوطني للوثائق والبحوث التابعة لوزارة شؤون الرئاسة، والتي اهتمت بالتوثيق لإيمانها بأنه الإرث الحقيقي للأوطان.

في رأيي المتواضع

كتبت مراراً وتكراراً ولن أكل أو أمل وأنا أكتب في ذات الموضوع وهو «التوثيق» لأنني أؤمن إيماناً بالغاً بأهميته في حفظ ذاكرة الأوطان، ففي البحرين لدينا قادة عظماء، ولدينا مواقف تستحق أن تصنف على أنها أفضل الممارسات، ولدينا وقائع ومنجزات تستحق أن تسرد وتروى وتؤرخ.

كما يشاع «أن التاريخ يكتبه المنتصرون»، فهل من يكتب تاريخنا حالياً هو «المنتصر»؟ هل هناك جهود متكاملة من أجل كتابة تاريخ وحاضر البحرين المجيد؟ هل غزارة الإنتاج التوثيقي تكفي لتروي ظمأ المتعطش لمعرفة المزيد عن مملكتنا العظيمة وقادتنا العظماء؟ عندما أزور معارض الكتب الدولية، أتفاجأ من كمية كتب بلا هوية تتحدث عن وطني الغالي وتنسب له الكثير من المغالطات التي أخشى مع مرور الأيام أن تصبح مرجعاً لتاريخ مشوه كتبه مهزوم ليحقق انتصاراً، وعندما أتصفح المواقع الإلكترونية أجد كماً هائلاً من المغالطات التي تجعلني أتساءل «من يكتب التاريخ»؟ هل هو المنتصر حقاً، أم المنهزم الذي لديه أجندات أخرى تسعى إلى تشويه ماضٍ وحاضر ومستقبل؟!

متشوقة جداً لبدء مشروع وطني في التوثيق بشكل عام، والتوثيق الشفاهي بشكل خاص، فهناك الكثير من المنجزات والانتصارات التي يجب أن توثق بشكل لائق ومتكامل يضمن لها الحفاظ على ذاكرة الوطن، ويضمن وصولها وانتشارها عبر مختلف وسائل الإعلام ومحركات البحث.