الرأي

دراما أكياس القمامة السوداء

ولا زالت دراما أكياس القمامة السوداء قائمة، أتذكرون ذلك المقال الذي نشرته في عمود إشراقة في جريدة «الوطن» البحرينية : «في الثالث عشر من شهر مايو 2017»، «بعنوان: الأكياس السوداء» حيث تتبعنا قصة أكياس القمامة تلك القصة القديمة المتجددة، والتي بدأت في الثمانيات بهدف نشر الوعي الصحي بضرورة عدم رمي النفايات المنزلية في الحاويات مكشوفة وبلا أكياس، ثم بدأت معاناة المواطن في تأجيل تسليم أكياس القمامة في سيناريوهات مختلفة، وقد ناشدنا في هذا المقال أعضاء المجالس البلدية لاتخاذ موقفٍ من هذه المشكلة البسيطة المعقدة والتي دامت سنوات وسنوات، وما هي إلا فترة بسيطة إلا استبشرنا بتدشين أجهزة «سهل» للصرف أكياس القمامة إلكترونياً في محافظة تلو الأخرى، حيث تقي ماء وجه المواطن من الوقوف في طوابير أثناء الدوام الرسمي وانتظار الموظف ليقدم الخدمة أو في أغلب الأحيان يقول له الموظف «تعال الشهر القادم».

ظننا أن تلك الأجهزة هي النهاية السعيدة لمشكلة كادت أن تتحول إلى معضلة رغم بساطتها، لنفاجأ باستصراخ المواطنين أمام تلك الأجهزة المنقذة بقرار صادم حيث قرأنا في جريدة الأيام يوم الاثنين الموافق 17يوليو 2023م خبراً صحفياً جاء فيه : «نشرت وزارة شؤون البلديات والزراعة تنويهاً على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي قالت فيه: بأنه سيتم صرف رزمة «شدّة» واحدة فقط من أكياس المخلّفات المنزلية لكل مستحقّ من المواطنين، وذلك بدءاً من شهر أغسطس المقبل». وقد «كانت الوزارة تسمح باستلام أكثر من رزمة في وقت واحد لعدّة أشهر، ولكن التعميم الجديد يقضي باستلام رزمة واحدة في كلّ شهر». ونشر أحد النشطاء في الإعلام الاجتماعي تقريراً مصوراً بالفيديو حول واقع المواطن لاستلام «شدة» واحدة فقط حيث الطابور الطويل من السيارات ومدة الانتظار الطويلة، ويتساءل الناس هل سنعاني من مرارة الانتظار شهرياً لاستلام رزمة «شدة» واحدة فقط؟!! وتتجدد التساؤلات عاماً بعد عام لمعرفة أسباب التعقيدات لتسليم أكياس القمامة!! ولماذا لا يستلم المواطن أكياس القمامة من التاجر مباشرة بعد إبراز فاتورة الكهرباء المدفوعة وفق إجراء معين، ويبقى السؤال بلا جواب متى ستنتهي دراما تسليم أكياس القمامة السوداء للمواطن؟ وهل ستتحول المشكلة إلى معضلة لا حل لها؟! ولماذا أنفقت مبالغ ضخمة لشراء أجهزة «سهل»لتسليم الأكياس إلكترونياً ووزعت على المحافظات، ولم تكن هي الحل للمشكلة؟ ولماذا الجهد المبذول للمواطن والموظف لتسليم رزمات أكياس القمامة شهرياً بدلاً من اختصار هذا الجهد في ثلاث أو أربع مرات في العام الواحد؟! تساؤلات كثيرة تطرح وفي الإجابة عنها سنصل لحل تلك المشكلة البسيطة المعقدة!!! والقديمة المتجددة!!! ودمتم أبناء قومي سالمين.