الرأي

متى تنتفض الجرائد؟

تجتهد الجرائد في تجديد نفسها لمواكبة العصر بعد تراجع مدخول الإعلانات على صفحاتها إلى مستويات غير مسبوقة تهدد بقاءها. ويبدو لي أن أغلبها مازال في مرحلة تجريب التواجد في الفضاء الرقمي وتحديداً على منصات التواصل الاجتماعي التي سحبت البساط من تحتها وأصبحت هي مصدر الأخبار الأول والمرجع الذي يفضله المتلقي.

وأرى أن الجرائد تتعامل في أغلب الأحيان مع منصات التواصل بالطريقة نفسها التي تتعامل فيها مع شكل ومحتوى الصحيفة الورقية دون فهم واضح لخاصية كل منصة على حدة. فمازال المحتوى الورقي هو المحرك الرئيس لها على ما يبدو وهو الهدف الذي يشغل بال القائمين عليها وبذلك تفقد القدرة على جعل منصات التواصل التابعة لها جذابة وذات تأثير.

ولعل الأوان قد آن كي تنتفض الجرائد لتبدأ في جعل نجاح محتواها على منصات التواصل هدفاً رئيساً وليس ثانوياً. والانتفاضة تأتي بإعادة الأولويات وتغير التركيز كي تعطى منصات التواصل حقها من الإبداع والتجديد والإضافة، فلم يعد هناك شك أن المحتوى الرقمي الجيد قادر على جذب أموال المعلنين.

وتذكر مقالة في مجلة «فوربس» عنوانها «كيف للجريدة المحلية أن تزدهر في العصر الرقمي» أن العمل الصحفي هو نقل الأخبار وليس الطباعة أي يجب أن لا يرتبط العمل الصحفي بنوع وشكل الوسيلة فمهمته تبقى هي نفسها بغض النظر عن الوسيلة. وتبين أن الجريدة المحلية في حال بدأت تهتم بتواجدها الرقمي ووفرت الأخبار التي يبحث عنها المتلقي فحتماً ستنجح.

والتواجد الرقمي أصبح له أصوله وأساليبه وطرقه الخاصة به. لذلك يصبح من الضروري اكتساب المعرفة حوله والبدء بالتعامل معه بشكل جدي أكثر. ولا أنكر هنا نجاح المواقع الإلكترونية لأغلب الجرائد، فأغلبها مضى على تأسيسها قرابة العقدين من الزمان لكن يبقى التحدي الآن هو كيف تصبح منصات التواصل التابعة للجرائد أكثر تشويقاً وجاذبية.