الرأي

الاتحاد العربي للإعلام السياحي.. من فكرة إلى كيان رسمي

يزهر الطموح عندما تزرعه على أرض الواقع وتعكف على مداراته بالإرادة والعمل الجاد والأمل ليؤطر الطموح الذي لربما يؤرق منامك ويأخذ منك الكثير من الوقت والجهد والمال، فالشجرة الكبيرة أصلها بذرة كانت مغمورة تحت الأرض ولولا الرعاية والاهتمام ما كانت شجرة وما كنا نجني اليوم ثمارها، وهكذا هو الطموح والآمال الصغيرة والمشاريع التي كانت تقبع وسط الأفكار تتلاطم في عتمة الخيال بين التحقيق أو الانتظار، قد تكون ولادة عسرة أو تشوب الأمنيات المحال ولكنها في النهاية شقت دربها وكانت حقيقة في عز النهار.

وكانت البداية، صحفيان صديقان تشاركا الهموم والطموح والأمنيات، فكلما اجتمعا في مجلس واحد أخذتهما الأحلام إلى مدار الأفلاك لتسطر قصة كفاح ونجاح، فهذه الأحلام الصغيرة أصبحت واقعاً جميلاً ومسؤولية كبيرة على عاتق الصديقين، الصحفي خالد خليل والصحفي مصطفى عبدالمنعم من جمهورية مصر العربية كانت لديهما رؤية عربية لتوحيد الجهود في مجال الإعلام السياحي وطموح في تنشيط السياحة العربية لما يزخر به وطننا العربي من مقومات سياحية عديدة منها الطبيعية والتراثية والتاريخية وهي بالتأكيد ليست ببعيدة عن الحضارات العظيمة التي حكمت الأرض وكان لها الفضل الكبير في تقدم العالم وازدهاره في مختلف المجالات.

فكرة الصديقين كانت بسيطة ولكنها عميقة في رؤيتها ورسالتها وأهدافها السامية للوطن العربي كافة، فقد بدأ مشوار الفكرة والطموح من مركز للإعلام السياحي يضم نخبة من الإعلاميين والصحفيين والمهتمين في شؤون السياحة والضيافة إلى اتحاد ينضوي تحت مظلة جامعة الدول العربية وأصبح كياناً رسمياً له منظومته الخاصة يضم 15 مركزاً للإعلام السياحي في الوطن العربي واحتفاله منذ فترة قصيرة بمرور 15 سنة على تأسيسه دليل على عمقه العربي ونجاحه، فالمساعي واضحة ومستمرة من الاتحاد العربي للإعلام السياحي لتنشيط السياحة في الوطن وتعزيز السياحة العربية بمجملها حتى تكون بلادنا العربية الملاذ الأول للسائح من مختلف شعوب العالم.

ولا يزال الاتحاد العربي للإعلام السياحي يضع استراتيجياته في صناعة السياحة كخارطة طريق لكل المهتمين في هذا المجال ووضع أفكار مواتية ومعاصرة تخدم الإعلام السياحي لما للسياحة من أثر واضح في انتعاش الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل لأي دولة.