الرأي

الدبلوماسية العربية وإنقاذ الشعوب من ويلات الحروب

الحركة الدبلوماسية النشطة التي تشهدها الدول العربية وتحت مظلة الجامعة العربية التي تمثل بيت العرب الكبير، بدأت تؤتي ثمارها حيث بالأمس عادت سوريا إلى الحضن العربي بعد سنوات من فقدانها لمقعدها في الجامعة العربية بسبب ما تعرض له الشعب من ويلات وتنكيل ساهم فيه النظام وإيران والميليشيات الإرهابية التابعة لها و«داعش» مما أدى لتغيير الديمغرافية نتيجة التهجير الذي مارستها هذه الميليشيات، وقد ساهم ذلك في ذلك في تهجير عديد كبير من الشعب السوري لدول عربية وغربية، وللأسف عدد كبير منهم التهمهم البحر في حوادث قوارب الموت، وعدد آخر راح ضحية الزلزال المفجع الذي ضرب تركيا والحدود السورية.

قرار الجامعة العربية كان مبنياً على «التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج لحل الأزمة وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة بما ينسجم مع القرار الدولي 2254». وهذا القرار يطلب من النظام السوري اتخاذ خطوات فاعلة وحقيقية من أجل المحافظة على سيادة سوريا واستقرارها وصون استقلالها، وذلك وفقاً لما ينص عليه ميثاق الجامعة العربية ومبادئه، وكذلك الحرص على تقديم يد المساعدة لسوريا من أجل الخروج من النفق المظلم لأزمتها حرصاً على إنهاء المعاناة التي تعرض لها الشعب السوري عبر الأعوام الماضية.

وفي الجانب الآخر فإن الجهود العربية بقيادة المملكة العربية السعودية قد ساهمت في تخفيف الويلات التي عانى منها الشعب اليمني الشقيق، نتيجة ما قامت بها ميليشيات الحوثي بدعم خارجي في اليمن، وقد عاثت هذه المليشيات في الأرض فساداً من خلال مصادرتها لأموال وعقارات الناس، وسعيها لتغيير المناهج التعليمية المبنية على نفس طائفي بحت، وكذلك قتل الأبرياء من الشعب اليمني دون ذنب اقترفوه.

وفي الجانب السوداني فإن الجهود العربية بارزة لوقف الاقتتال الذي يجري في السودان بين طرفين لا يخرج أحدهما منتصراً، في حرب جلبت الويلات لأبناء الشعب السوداني، وزيادتهم معاناة، وساهمت في تدمير البنية التحتية، وأخرجت الأجانب العاملين في السودان، وقد ساهمت المملكة العربية السعودية الشقيقة بإجلائهم من أجل وصولهم لأوطانهم. بارك الله في الجهود التي تبذل من أجل إنقاذ هذه الشعوب من ويلات الحروب.